اعرف شخصيات عظيمة.. تخرجت من مدرسة الحياة.. أمامى نماذج عديدة.. بالرغم من حصولها على أعلى الشهادات.. لكن ينقصها شهادة غير مكتوبة.. يحصل عليها فقط من تعلم فى مدرسة الحياة.. فليس شرطاً لخريجى هذه المدرسة أن يكونوا من الذين تعلموا فى المدارس والجامعات.. لأن مدرسة الحياة.. مفتوحة أمام الجميع دون استثناء.. المهم أن يفتح لها الانسان عقله وفكره وقبلهما ضميره.. أنا دائما أشبه الحياة بالأطفال.. فالطفل يتوجه تلقائيا إلى الذين يحبهم.. وينفر من الذين لا يحبونه.. والعجيب أنه لا أحد يقول للطفل إنه يحبه.. أو يكرهه.. إنما هى غريزته.. فطرته التى تتجه للذين يحبهم.. فالطفل مثل الدنيا تتجه للذين يحبونها وتنفر من الذين يكرهونها.. من هنا أقول.. إن لائحة مدرسة الحياة.. تتضمن بنداً واحداً.. بقدر ما تعطى تأخذ.. فإذا أعطيت كثيرا تأخذ كثيرا.. ومن أحب الحياة فى الناس.. أحبه الناس.. ومن شروط مدرسة الحياة.. أن يكون العطاء دون انتظار مقابل.. وما أعظم أن يكون العطاء لله.. وفقط لله.. وما أجمل من الكلمة الطيبة.. التى تجفف دمعة.. أو تسكن ألماً.. أو تضمد جرحاً.. مدرسة الحياة لا تقبل القاسية قلوبهم.. ترفض الغل والحقد والتطاول والتجريح وطبعاً الظلم والانانية.. مدرسة الحياة.. ترفض من ينظرون إلى ما فى أيدى غيرهم.. صحيح أن المدرسة تتسع لكل هؤلاء.. لكن سرعان ما ينكشفون.. ويرسبون.. لأنهم دائما ينسون أو يتناسون شعار مدرسة الحياة: إذا أحببت الناس.. أحبك الناس.. وإذا أحسست بهم أحسوا بك.. فإن حلاوة الدنيا.. فى ابتسامة الناس.. وإذا أعطيت كثيرا.. سوف تأخذ كثيرا.. وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.. ومن يتوكل على الله فهو حسبه.. ومن يتقى الله.. يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.. والأكثر من ذلك.. أن الله يدافع عن الذين آمنوا.. وأن حياتهم ستكون طيبة فى الدنيا والآخرة.. تصديقا لقوله سبحانه وتعالي: «نحن اولياؤكم فى الحياة الدنيا والآخرة».. وقضاء الله هو خير دائما.. سواء فى المنع أو العطاء.. وأن الانسان لا يستطيع أن يعلم الحكمة من كل شئ.. لكن بعد أن يمر الزمن وتتضح الاحداث.. قد يرينا الله الحكمة فيما منع.. والحكمة فيما أعطي.. مدرسة الحياة.. تقبل كل الأعمار دون قيد أو شرط.. يخرج منها مرفودا.. كل من يحتال أو ينصب على الناس.. فالنصب عمره قصير.. سرعان ما يكتشف مهما حاول أصحابه التفنن فى اخفائه.