شرع الإسلام الصوم فلم ينظر إليه على أنه حرمان مؤقت من بعض الاطعمة والاشربة بل اعتبره خطوة إلى حرمان النفس دائماً من شهواتها المحظورة ونزواتها المنكرة وإقراراً لهذا المعنى قال الرسول «صلى الله عليه وسلم»: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه» وقال: «ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو تجهل عليك فقل: «إنى صائم» والقرآن الكريم يذكر ثمرة الصوم بقوله: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» التقوى بمعناها الاشمل والأعم وقد عرفها الامام على رضى الله تعالى عنه وأرضاه فقال هى «الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل».
ويقول «صلى الله عليه وسلم» فى الحديث الصحيح: «فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: «إنى صائم» هكذا يكون الصيام الذى يريده المولى تبارك وتعالى من عباده صيام مكتمل الأركان.
فليكن رمضان بداية لترسيخ كل القيم الاخلاقية التى بعث بها رسول الإنسانية صلوات ربى وسلامه عليه «أنما بعثت لأتمم مكام الأخلاق» وقد سئلت السيدة عن أخلاقه فقالت «كان خلقه القرآن».