مدد يا ست.. هى الوحيدة التى تعرف بلقبها.. السيدة.. فلا توجد غيرها من «نودى بالسيدة « دون الاسم لتعرف من غيره سواها.. نقول السيدة مريم.. السيدة نفيسة.. السيدة عائشة.. لكن هى وحدها فقط» السيدة «بدون اسمها التى اختارها لها النبى عليه الصلاة والسلام على اسم ابنته زينب، ليكون الاسم للابنته وابنة بنته فاطمة وابن عمه الذى بات فى فراشه ليلة الهجرة على بن ابى طالب.. هى الطفلة التى عاشت فى حجر الرسول خمس سنوات والتى لم تجد مكانا لتجلس عليه حين وضع النبى اخويها الحسن على كتف و الحسين على الكتف الاخر، فابتسم النبى حين وجد الحيرة فى عينيها فخلع عمامته واجلسها على راسه، ومن يومها جلست فوق راس وسكنت قلب الامة.. اختارت مصر حين اجبرها يزيد بن معاويه على الرحيل من المدينة المنوره بعد ان قتل اخويها الحسن والحسين ومقتل أبيها على بن ابى طالب.. اختار الله لها مصر لتكون قبلتها، فطلبته من يزيد بن معاوية فاستجاب، ومنذ حطت قدماها ترابها سكنت قلوب المصريين وفوجئت بحفاوة لم تتوقعها وصلت الى خروج المصريين لاستقبالها فى هلال شعبان 61 هجرية الموافق 26 ابريل 681 ميلادية عند بلبيس على الاقدام يتقدمهم والى مصر آنذاك مسلمة بن مخلد الانصارى ويترك لها الوالى بيته الذى كان على النيل وقتها لتعيش فيه حتى تموت فتدفن فى حجرتها ولتستقر فى نهاية المطاف فى موقعها الحالى شمال الدار واعيد تجديده من الخليفة احمد بن طولون وفى عهد المعز لدين الله الفاطمى زود الضريح بالبناء اللائق واعاد الامير عبدالرحمن كتخدا 1868 ميلادية التجديد واصبحت مقصورة الضريح من النحاس وكتب عليها (يا سيدة زينب يابنت فاطمة الزهراء- مددك). واعيد تجديده اكثر من مرة اخرها منذ شهور فى عهد الرئيس السيسى.
> دعت لاهل مصر حين عاشت وسط طوفان حبهم الذى لم يخفت لحظة حتى رحيلها بدعاءها الشهير «يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، واعنتمونا اعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا» ومن كل ضيق فرجًا»، لتظل مصربدعواتها ودعوات آل بيت الرسول وصحبه وسلم محفوظة وفى أمن وأمان إلى الدين ولو كره الكارهون
> وكل عام فى هذا الموعد تتحول شوارع السيدة زينب الى طوفان من المشاعر الفياضة لصاحبة المقام.. فى الشوارع الرئيسية تنصب الزينات وتضاء الكهارب وياتى باعة الحمص والحلوى من كل مكان والبلالين والسبح والطواقى.. الخ، وباعة البطاطا وحمص الشام لمواجهة برد ليل يناير القارس ويوزع البعض الفول النابت والشربات، وكل على حسب طاقته، منهم من يوزع الكشرى والمخبوزات والحلويات، ومنهم من يوزع سندوتشات الارز المزدانة بقطع اللحوم أو اطباق البلاستيك بالمكرونة وقطع الدجاج.. الخ
> الشوارع الجانبية تتحول إلى ساحات من الخيام البسيطة، تمتلا بالاحباب القادمين من مختلف نجوع مصر، المحظوظ من ينصبها بجوار مسجد وكل البيوت تفتح ابوابها للضيوف الذين يضعون حلل «الطبيخ «والفول النابت والعدس امام خيامهم، يفترشون الارض حين يحين موعد الغذاء لهم ولضيوفهم الذين ياتون باكياس الفاكهة والطعامونفحات اهل الخير لضيوف الست
> اما مسجد الست والمقام الطاهر، فالمحظوظ من يجد لنفسه موضعا لقدم وبعد تجديده يتوجه الكثيرون وانا منهم بضرورة وأهمية توسعة المسجد خاصة وخلفه مساحة كبيرة لو اضيفت فسوف يجد الكثيرون فى المولد والاعياد وصلاة الجمعة مكانا، فمن رحمة ربنا وبشاراته لنا ان هناك مساحة خالية خلف المسجد ومملوكة لهيئة الاوقاف تنادى الجميع بضمها لتوسعة المسجد ليتسع لاحباب الست
> واعتقد ان المولد والكثير من المناسبات الدينية وحتى بدونها يمكن ان تحول هذه المنطقة الى قبلة للسياحة الدينية لانها «صرة وقلب « القاهرة والعمارة الاسلامية حيث مساجد ابن طولون والسلطان حسن والاسبلة وقلعة صلاح الدين.. الخ ومقامات آل البيت واولياء الله الصالحين حيث تتقارب المسافات لشارع الاشراف حيث عمات واقارب الرسول: السيدة رقية والسيدة سكينة وزين العابدين والسيدة عائشة والسيدة نفيسة.. الخ
> حى السيدة زينب اذا تتم تطويره يمكن ان يكون امتداد للحضارة الفرعونية والقبطية.. اعتقد ان السياحة الدينية فى هذا المكان اذا تم توظيفها يمكن ان تدر لمصر اكثر من 15 مليار دولار سنويا فضلا عن انعاش المنطقه بالكامل.. ومدد يا ست !!