أعلن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء أن مصنع ١ أكبر مصنع للغزل في العالم جاهز للافتتاح ضمن المرحلة الأولى لتشغيل المصانع الداخلة في الخطة القومية لتطوير صناعة الغزل والنسيج، وقد تكلفت خطة التطوير ٥٦ مليار جنيه، منها ٢٢ مليار جنيه للإنشاءات و٦٤٠ مليون يورو معدات وتكنولوجيا متقدمة .
خطة التطوير ثلاث مراحل
وأكد مدبولي أن خطة التطوير تشمل ثلاث مراحل: الأولى تم الانتهاء منها، وتشمل مصنع غزل ١ ومصنع غزل ٤ ومحطة الكهرباء. والمرحلة الثانية سوف يتم تطوير المصانع ليس في المحلة فقط، وإنما في كل المدن التي توجد بها هذه الصناعة كدمياط وكفر الدوار والمنيا وحلوان والمنصورة، وسوف يتم الانتهاء منها منتصف ٢٠٢٥. والمرحلة الثالثة سوف تنتهي بنهاية ٢٠٢٥ أو في بداية ٢٠٢٦.
جاء ذلك عقب تفقده مصانع غزل المحلة الجديدة والقديمة التي تم تأهيلها، ورافقه كامل الوزير وزير الصناعة والنقل، ومحمود عصمت وزير الكهرباء، والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال، ووزير ة التنمية المحلية ومحافظ الغربية أشرف الجندي .
أعرق الصناعات
من جانبه رحب المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال بالحضور في قلعة من قلاع الصناعة المصرية العريقة، شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى التي كانت ولا تزال شاهدة على تاريخ طويل من العمل والإنتاج والابتكار منذ عشرينيات القرن الماضي ورمزا من رموز القوة الاقتصادية والتاريخية لصناعة الغزل والنسيج في مصر التي تعد من أعرق الصناعات في تاريخنا الوطني.
وقال الوزير نحن نشهد مرحلة جديدة من مشروعات التطوير في شركة غزل المحلة ونرى أمامنا نموذجاً حيًّا للانطلاقة الكبيرة التي يشهدها قطاع الأعمال العام في مصر بفضل الرؤية الثاقبة للقيادة السياسية الحكيمة وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي وبإرادة وطنية حقيقية نحو النهوض بالصناعة المصرية وتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية.
وأكد هذه الزيارة اليوم تأتي في إطار اهتمام الدولة بتطوير هذا القطاع الحيوي الذي يعد من أهم قطاعات الصناعة الوطنية وتأكيداً على التزامنا بتطوير كافة أدوات الإنتاج في هذا القطاع بما يتناسب مع التحديات والمتغيرات العالمية.
وأضاف إن المشروع القومي لتطوير صناعة الغزل والنسيج ليس مجرد مشروع استثماري ولا يقتصر فقط على تحديث المصانع، بل يشمل أيضًا تطوير كل حلقات سلسلة القيمة المرتبطة بصناعة القطن، بدءًا من زراعة القطن، مروراً بالحليج والتصنيع، وصولاً إلى الملابس الجاهزة والتجارة والتسويق.
مصر مركز إقليمي ودولي للغزل والنسيج
ومن خلاله نتطلع إلى أن تكون مصر مركزًا إقليميًا ودوليًا لصناعة الغزل والنسيج بما يعزز من مكانتها الصناعية والاقتصادية على الساحة العالمية. فهذه الصناعة التي طالما كانت ركيزة أساسية في الاقتصاد المصري تكتسب اليوم دعماً غير مسبوق من الدولة في إطار رؤيتها الشاملة لتعزيز الصناعة الوطنية وتحقيق قدر آمن من الاكتفاء الذاتي والتوسع في الأسواق الدولية.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى من مشروع التطوير هنا في شركة غزل المحلة تمثل نقطة انطلاق نحو المستقبل. ولعل من أبرز ملامح هذا المشروع هو الاهتمام الكبير بتطوير البنية التحتية للمصانع وتحديث الآلات والمعدات وفقاً لأحدث التكنولوجيات في العالم. هذا التحديث التقني يُحسن من جودة الإنتاج ويزيد من كفاءة التشغيل بما يضمن القدرة على تلبية احتياجات الأسواق المحلية والدولية بمستويات متقدمة من الجودة والإنتاجية.
نحن لا نعمل فقط على تجديد الآلات بل نقوم بتدريب وتطوير مهارات العنصر البشري وتحسين بيئة العمل. فإن تطوير العاملين وتنمية مهاراتهم يمثل جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية التطوير حيث نركز على تحسين قدراتهم الفنية والإدارية حتى يكون لدينا فريق عمل مؤهل وقادر على مواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق أهداف المشروع.
وأشار الوزير إلى أن صناعة الغزل والنسيج تشهد نهضة حقيقية بفضل دعم الدولة وبفضل التعاون بين القطاعين العام والخاص وهو ما سيسهم في خلق بيئة اقتصادية جديدة قادرة على جذب الاستثمارات ودعم النمو المستدام. وأكد اننا في مرحلة جديدة من مراحل العمل الوطني الذي نسعى فيه بكل قوة لرفع شعار “صناعة مصرية متقدمة” في كافة مجالات الصناعة وفي مقدمتها الغزل والنسيج.
رؤية مصر 2030
ووجه الوزير الشكر والامتنان إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أطلق هذه المبادرة الطموحة ودعمها بكل قوة ليكون قطاع الغزل والنسيج أحد القطاعات الحيوية التي تساهم في تعزيز الاقتصاد المصري في إطار رؤية مصر 2030. وكذلك رئيس مجلس الوزراء على دعمه المستمر والمتابعة الحثيثة لتنفيذ هذه المشروعات العملاقة والتي تمثل نقلة نوعية في مجال الصناعة الوطنية.
كما توجه بالشكر لجميع الوزراء السابقين الذين أسهموا في بناء الأسس التي انطلقنا منها في هذا المشروع الضخم وأخص بالذكر الزملاء الذين عملوا على مدار سنوات في تطوير القطاع وفتح الآفاق الجديدة لصناعة الغزل والنسيج ولجميع العاملين في شركة غزل المحلة من مهندسين وفنيين وعمال على جهدهم الدؤوب والمستمر والعمل بكل إخلاص واحترافية.
مستقبل واعد للصناعة المصرية
وأكد شيمي أن هذه المرحلة هي بداية لمستقبل واعد ومشرق للصناعة المصرية. ونحن جميعاً حكومة وشعباً نعمل يداً واحدة لتحقيق هذه الرؤية الوطنية لافتا النظر الي ان هذه الجهود المشتركة تمثل نموذجًا حيًا للتعاون والتكامل بين مختلف الأطراف. وقد أظهرت الإرادة الصادقة لجميع المعنيين في هذا المشروع لتحقيق النجاح المنشود.
وأضاف إننا على أعتاب مرحلة جديدة مليئة بالتحديات لكننا على يقين أن هذه المشروعات ستثمر في رفع مستوى الإنتاجية وجودة المنتجات وستسهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر وستعيد لمصر ريادتها في هذه الصناعة على المستويين الإقليمي والدولي.
ولا شك أن نجاح المرحلة الأولى من هذا المشروع يمثل بداية قوية لمرحلة أكبر وأوسع من التطوير والتحديث في بقية مصانع قطاع الغزل والنسيج التي ستحقق نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني وتسهم في خلق فرص عمل جديدة وزيادة الإنتاجية والارتقاء بجودة المنتجات المصرية وزيادة تنافسيتها في الأسواق العالمية.
تحول صناعي كبير
وعلى هامش الزيارة، أكد اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، أن مدينة المحلة الكبرى، التي تُعد من أعرق المدن الصناعية في مصر، على أبواب تحول صناعي كبير يجعلها واحدة من أكبر المدن الصناعية في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى وجود خطوات جادة لتحويل المدينة إلى صناعية من الطراز الأول، مما يعزز مكانتها على خريطة الصناعة العالمية.
وتابع الجندي أن شركة غزل المحلة تُعد ركيزة أساسية في التنمية الاقتصادية للمحافظة، مشيرًا إلى أن المحافظة ستواصل دعمها بكل إمكانياتها لتذليل أي معوقات أمام سير الأعمال في المشروع.
فتح أسواق جديدة
فيما أشار المهندس أحمد بدر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، إلى أن هذه التطورات ستسهم في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات المصرية، مما سيفتح أسواقًا جديدة ويعزز قدرة الشركة على المنافسة في السوقين المحلية والدولية. كما أكد أهمية تدريب العنصر البشري وتنمية مهاراته من خلال برامج تدريبية متخصصة.
فيما أوضح المهندس محمود الديهي رئيس قطاع الغزل أن مصنع غزل ١ والذي يعمل بالطاقة الكاملة يصدر إنتاجه الي الهند وأمريكا وباكستان والسعودية وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، وجاري التعاقد مع عدة دول أخري، وأن بناء مصنع غزل ١ يمثل ملحمة مصرية على أرض المحلة.