جاء إعلان الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء عن الافتتاح التجريبى للمتحف المصرى الكبير الأربعاء القادم تمهيدا للافتتاح الرسمى ليكون أهم حدث يشهده العالم يأتى فى إطار اهتمامات الدولة المصرية لإظهار العراقة وحضارة قدماء المصريين والحفاظ على الآثار وتوعية النشء والمجتمع بتاريخ الأجداد ليكون شاهداً على عبقرية المصريين طوال التاريخ بعد الانتهاء من كافة الأعمال الأثرية والهندسية بنسبة 100 ٪.
المتحف العملاق هدية مصر للعالم يضم 100 ألف قطعة أثرية متنوعة ومختلفة الأحجام أبرزها تمثال رمسيس الكبير وعمره 3200عام وسفينة خوفو التى تم دفنها منذ 2500 عام قبل الميلاد بالقرب من الهرم الأكبر وكل ذلك سيكون فى انتظار حفل الافتتاح الذى سيشهده العالم.
كما يضم المتحف بين جنباته أماكن خاصة بالأنشطة الثقافية والفعاليات مثل متحف للأطفال ومركز تعليمى وقاعات عرض مؤقتة وسينما ومركز للمؤتمرات ومناطق تجارية وحدائق.. خلال السنوات الماضية لم يتوقف العمل فى المتحف لتجهيزه هو والمنطقة المحيطة به ليخرج بالصورة التى تناسب دولة الحضارة ويروى بإبداع قصة تاريخ مصر القديمة من خلال الكنوز الأثرية التى يضمها وفى مقدمتها مجموعة الملك الذهبى توت عنخ آمون.
كشف شريف فتحى وزير السياحة والآثار استعداد الوزارة لتشغيل المتحف بالكامل تجريبياً تمهيداً لافتتاحه بشكل رسمى عبر حفل عالمى يضاهى موكب المومياوات، مشيرا الى انه سيتم عرض فيلم يوثق عملية نقل مراكب الشمس الشهيرة إلى المتحف وهى العملية التى تمت بأيادٍ مصرية خالصة مما يعكس مهارة وخبرة العاملين فى قطاع الآثار والترميم فى مصر، مضيفا أن الفيلم الوثائقى الذى يوثق هذه العملية سيتم عرضه كجزء من التجربة التعليمية التى يقدمها المتحف للزوار.
ويقول سامح الحفنى وزير الطيران المدنى أنه مع التوقعات بزيادة حجم الحركة الجوية إلى مطار سفنكس مع افتتاح المتحف المصرى الكبير، فإن الوزارة تعمل حاليا على زيادة السعة الاستيعابية للمطار مرة أخرى خلال الأشهر القليلة القادمة. مشيرا إلى إن مطار سفنكس حقق نجاحا كبيرا منذ بداية تشغيله حتى الآن، بإقبال شركات الطيران العالمية على تنظيم رحلات إليه.
يكشف اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة أنه سيتم افتتاح تجريبى لكامل المتحف المصرى الكبير فيما عدا قاعات الملك توت عنخ آمون، للتأكد من اكتمال التجربة السياحية للزائرين على أكمل وجهة، وفحص دقيق ومتابعة جاهزية جميع مسارات الزيادة التى ستبهر العالم أجمع بعد الإعلان عن الافتتاح الرسمى المرتقب والذى يتم تحديده من قبل مؤسسة الرئاسة والقيادة السياسية.
أوضح مفتاح أنه سيتم الافتتاح التجريبى باستقبال أعداد محددة من الزائرين حيث كنا نستقبل فى التشغيل التجريبى المبدئى من 1500 إلى 2000 زائر ليتم زيادة الأعداد إلى 3000 زائر ومن ثم تتم زيادة تلك الأعداد بشكل تدريجى مع زيادة اكتساب الخبرات والتأكد من كامل الجاهزية حتى نصل إلى الطاقة الاستيعابية القصوى والتى تصل إلى 30 ألف زائر فى اليوم.
يؤكد المشرف العام على مشروع المتحف المصرى الكبير أنه تقرر تحصيل رسوم للاستمتاع بتجربة التشغيل والدخول للقاعة الرئيسية والبهو والمسلة والدرج العظيم بسعر 200 جنيه للمصرى وهى ثابتة منذ بدأ التجربة الأولي، و1200 جنيه للأجانب بزيادة 200 جنيه بعد الاتفاق مع مجلس إدارة المتحف والمستثمر الشريك، بخلاف المحسنات لمن أراد فلدينا مرشدون وسماعات للأذن لشرح تاريخ القطع لإثراء التجربة وتكون بقيمة 100 جنيه للمصرى و300 جنيه للأجانب، أما قيمة التذكرة الخاصة بكامل المتحف الكبير فسوف يتم تحديدها بقرار مجلس إدارة المتحف وقت إعلان موعد الافتتاح المرتقب.
وأضاف أن المتحف والمقام على 300 ألف متر مسطح يجب أن تدرس خطة تشغيله بعناية ودقة لذلك سيتم استقبال أعداد قليلة فى البداية لدراسة حركة الزائرين واستعداد وجاهزية المسارات، وافتتاح القاعة الرئيسية بمساحة 6أفدنة والتى تدخل فى نطاقة الخطة التجريبية الحالية سيزيد من استمتاع الزائرين بتلك التجربة، ويعطى مساحة لنا كإدارة لتجنب أى مفاجآت قد تطرأ أثناء التشغيل الفعلي.. مشيراً إلى أن المتحف يضم 100 ألف قطعة أثرية متنوعة ومختلفة الأحجام، من بينها تمثال رمسيس الكبير وعمره 3200 عام، وسفينة خوفو التى تم دفنها منذ 2500 عام قبل الميلاد بالقرب من الهرم الأكبر، كل هذه ستكون فى انتظار حفل الافتتاح الذى سيشهده العالم.
يلفت مفتاح أن الأعمال بقاعات العرض الرئيسية بالمتحف منتهية بالكامل وجاهزة بنسبة 100 ٪ فيما يتعلق بعرض القطع الأثرية داخل فتارين العرض، حيث تضم القاعات القطع الأثرية لعصر ما قبل الأسرات إلى العصر اليونانى الرومانى وطبقاً لسيناريو عرض متحفى على أعلى مستوى يروى 3 موضوعات رئيسية عن الحضارة المصرية القديمة تشمل «الملكية» و»المجتمع» و»المعتقدات».
كما تم تجهيز الإضاءة والتحكم البيئى داخل القاعات على أعلى مستوي، سواء فيما يتعلق بدرجات الحرارة أو الرطوبة أو الإضاءة وذلك للحفاظ على القطع الأثرية وإبراز جمالها وعظمتها وعبقرية تصميمها، مما يجعل زيارة تلك القاعات تجربة فريدة وشيقة وتشعر الزائر بعظمة ورهبة الحضارة المصرية القديمة.
يضم المتحف كذلك منطقة تجارية بها المطاعم وكل ما يحتاجه الزائر لقضاء يوم كامل داخل المتحف، كما يضم قاعات مؤتمرات مجهزة على أعلى مستوى وقاعة لمحاكاة الواقع الافتراضى ليعيش الزائر تجربة فريدة قام بها المصرى القديم، وتروى قصة دفن الموتى وتطورها من حفر بئر حتى إنشاء الأهرامات، كما يضم متحف الطفل المجهز بجميع الوسائل التكنولوجية الحديثة؛ لتعليم الأطفال وتثقيفهم بالحضارة المصرية القديمة ورفع الوعى الأثرى لديهم، ليؤدى دوره كمنظومة ثقافية حضارية متكاملة.
وأثنى مفتاح على الفكرة العبقرية لإنشاء هذا المتحف حيث بدأت فكرة إنشاء المتحف المصرى الكبير فى تسعينيات القرن الماضي، وفى عام 2002 تم وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ليشيَد فى موقع متميز يطل على أهرامات الجيزة الخالدة، حيث أعلنت الدولة المصرية، وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولى للمهندسين المعماريين، عن مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وقد فاز التصميم الحالى المقدم من شركة «هينيغان بينغ» للمهندسين المعماريين بأيرلندا، والذى يعتمد تصميمه على أن تمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هى المتحف المصرى الكبير.
يقول الخبير السياحى محمد ثروت رئيس لجنة السياحة العربية السابق بغرفة شركات السياحة: ان اى افتتاح جديد اضافة وتشجيع للسياحة الى مصر.. وبالتالى فان تشغيل المتحف الكبير ولو بشكل تجريبى يعتبر اضافة كبيرة وقوية فى زيادة اعداد السياح الى مصر وخاصة من الجانب الاوروبى العاشق للآثار والمتاحف …
أضاف أن هناك زيادة ملحوظة واكثر مما هو متوقع فى أعداد السائحين بشكل عام والعرب الوافدين إلى مصر بشكل خاص مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث بلغ عدد السائحين العام الماضى نحو 15 مليوناً.. موضحاً أن السائحين السعوديين هم أكثر العرب زيارة لمصر منذ بداية العام الحالى وحتى الآن. مشيرا الى تحقق عائد جيد جدا من السياحة العربية والخليجية، حيث إن متوسط إنفاق السائح العربى خلال زيارته للمقصد السياحى المصرى تصل حالياً إلى نحو 300 دولار فى اليوم… وافتتح المتحف الكبير سيسهم بشكل كبير فى زيادة الحركة السياحية خاصة أنه يضم أكبر عدد من القطع والمجموعات الأثرية.
الدعايه المستحقة
يقول سامح سعد المدير التنفيذى لجمعية السياحة الثقافية ومستشار وزير السياحة الأسبق، ان افتتاح المتحف الكبير سوف يسهم بشكل كبير فى التدفقات السياحية وخاصة السياحة الثقافية لمصر ولكن ليس بالملايين لان ذلك محكوم بعدد الغرف الفندقية فى القاهرة الكبرى , لذا يجب تسريع الخطوات فى انشاء الغرف الفندقية وتحويل الوزارات والهيئات التى نقلت مقراتها من القاهرة الى العاصمة العاصمة الإدارية إلى فنادق فى أسرع وقت ممكن وتوفير كذلك اماكن اخرى لانشاء فنادق لتواكب حجم التدفقات السياحية.
أوضح سامح سعد انه مع الافتتاح الرسمى نأمل ان تكون الظروف العالمية مناسبة حتى يأخذ المتحف الدعاية التى يستحقها ولكى نحصل على دعم ترويجى وسياحى من دول العالم لان هذا الحدث تنتظره جميع دول العالم.. بحيث نراعى الإعلان عن الافتتاح الرسمى قبلها بـ 3 اشهر على الاقل لإعطاء فرصة للملوك والرؤساء وكبار الشخصيات للحضور وكذلك إعطاء الفرصة لمن يحب ان يكون مميزاً فى الحضور بتوفير تذاكر بمبلغ معين يناسب ذلك.
يشير سمير عبدالوهاب، رئيس لجنة تسيير أعمال النقابة العامة للمرشدين السياحيين إلى تشوق العالم الى افتتاح المتحف المصرى الكبير بصفته أكبر مساحة عرض متحفية على مستوى العالم والذى يجمع مراحل التاريخ المصرى ويعبر عن أكبر وأطول حضارة على مستوى العالم. مشيرا الى افتتاح المتحف الكبير ولو بشكل تجريبى يمثل عامل جذب خاص لكل المهتمين بالحضارة التى تتميز بها مصر و يمثل بالنسبة للسياحة المصرية طفرة كبيرة بعد طول انتظار افتتاحه والذى سوف يجعل زيارة مصر أكثر جاذبية لمختلف الجنسيات.
يتوقع عبدالوهاب تزداد الحركة السياحية بشكل كبير مع الافتتاح الرسمى للمتحف مشيرا إلى ان هناك زيادة حاليا فى الحركة السياحية الوافدة من بعض الدول إلى المدن الأثرية والثقافية المصرية، مثل القاهرة والأقصر وأسوان خلال الاشهر الثلاثة الماضية.
رحلات اليوم الواحد
يقول أحمد شنن رئيس مجلس إدارة شركة «إير كايرو» ان السياحة تعتمد بشكل كامل على خطوط الطيران الموجودة فى الدولة التى تخدم السائحين الوافدين وبالتالى هذا جزء من خطة الشركة للمساعدة فى دعم وتنشيط السياحة.. مشيرا الى ان الشركة بالفعل بدأت بربط الرحلات الوافدة من أوروبا إلى البحر الاحمر برحلات داخلية مع عمل رحلة اليوم الواحد لزيارة المتحف المصرى الكبير.
أوضح شنن انه تم اعداد برنامج سياحى يواكب افتتاح المتحف المصرى الكبير , سوف ينطلق يوم 28 أكتوبر الحالى وسوف يكون عبارة عن تنظيم رحلة للسائحين تنطلق بطائرات الشركة «ATR» المروحية من الغردقة وشرم الشيخ إلى مطار سفنكس لزيارة المتحف ثم نقلهم الى أسوان لزيارة ابو سنبل.
قال أحمد شنن أن اسطول إيركايرو يبلغ حاليا 39 طائرة وتحرص على تطوير وتوسيع أسطولها.. قائلا: هدفنا أن نصل فى عام 2025 إلى نحو 42 طائرة، وفى 2030 إلى 80 طائرة.
مطار سفنكس
مطار سفنكس الدولى سيكون له دور كبير فى افتتاح المتحف الكبير.. فهناك تجهيزات خاصة فى المطار استعداداً للتشغيل والافتتاح الرسمى كما تزين مسلة الملك رمسيس الثانى التى تم إحضارها من منطقة صان الحجر نقطة تميز مهمة المتحف.. فالمسلة التى تزن 110 أطنان تضم خرطوش عمره 3500عام.. فالمتحف بما يضمه من قطع يمثل لزواره رحلة عبقرية فى حضارة مصر عبر العصور المختلفة لخدمة مشروعات التطوير الهائلة التى تشهدها منطقة الأهرامات بالجيزة، والتى من المتوقع أن تشهد إقبالا سياحيا كبيرا الفترة المقبلة، مما يخلق فرصا واعدة لمطار سفنكس لجذب العديد من شركات الطيران العالمية سواء بتشغيل الرحلات المنتظمة أو الشارتر، بالإضافة إلى الدور الذى سيلعبه مطار سفنكس فى خدمة المسافرين من أبناء المحافظات المتاخمة لمحافظة الجيزة مثل الفيوم وبنى سويف والمنيا والمنوفية ولتخفيف الضغط على مطار القاهرة، بالإضافة إلى خدمة المطار لمدن غرب الجيزة والمناطق الصناعية والتجارية بالمحافظة والمشروعات الزراعية بالصحراء الغربية.