ثمــة عـوامـل كثيـرة تــدعـم تــكليــف الرئيس عبدالفتاح السيسى للدكتور مصطفى مدبولى بتشكيل الحكومة الجديدة رقم 521 فى تاريخ الحكومات المصرية منذ أن عرفت نظارة الدواوين مع عهد الخديوى إسماعيل عام 2781 وأول ناظر للوزارة فى مصر «نوبار باشا».. يتقدم هذه العوامل أداء الدكتور مدبولى وإدارته لملفات الدولة منذ توليه رئاسة الوزارة لأول مرة فى 7 يونيو 8102 خلفا لرئيس الوزراء الراحل ـ رحمه الله ـ شريف إسماعيل.. وكان يشغل وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية فى وزارة المهندس إبراهيم محلب.. وكان قد تم تكليفه بمتابعة أعمال الوزارة والقيام بأعمال رئيس الوزراء شريف إسماعيل خلال فترة علاجه فى ألمانيا.. وهى الفترة التى دعمته فى أن يكون خلفا لشريف إسماعيل وكانت فترة مهمة للدكتور مصطفى مدبولى فى متابعة ما كلف به وقتها..
ويقول الخبراء إن مدبولى فى مسيرة رئاسة الوزارة التى تصل اليوم بالتمام والكمال 6 سنوات متواصلة.. فهو رئيس وزراء استثنائى فى تاريخ مصر فقد تولى مهام رئاسة الوزراء فى مرحلة مهمة فى تاريخ الوطن واجه خلالها تحديات الأزمات العالمية من جراء الحرب الروسية ـ الأوكرانية ومعها جائحة كورونا وتداعياتها وتنفيذ المبادرات الرئاسية المختلفة على مدى السنوات السابقة ومنها مبادرة حياة كريمة و001 مليون صحة والقضاء على العشوائيات والتطوير الحضرى وتنفيذ برامج الإسكان بكل مراحلها لمحدودى الدخل والإسكان الاجتماعى والمتوسط ورفيع المستوى.. إضافة إلى العديد من الانجازات التى نجحت فيها الحكومة فى المرحلة السابقة وسط دوامات عالمية وتداعيات الحرب الروسية ـ الأوكرانية التى كان لها أثرها الكبير على توريد سلاسل الغذاء.. ويحسب لحكومة مدبولى خلال الست سنوات نجاحها فى تخطى عقبات إجراءات كورونا الاحترازية واستمرار العمل فى المشروعات القومية العملاقة فى كافة الاتجاهات واستكمال البنية التحتية للعديد من المشروعات الاقتصادية والصناعية والسعى الدائم لتوطين الصناعة ومواجهة ارتفاع أسعار الغذاء عالميا.. ونجحت الحكومة بتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطن وفى مقدمتها التوسع الزراعى فى خطوة جادة نحو توفير الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الاستراتيجية.. وتحرك الحكومة الواعى فى ظل التحديات المختلفة سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وصحيا وتعليميا واستثماريا لتجاوز عقبات التحديات والعبور بالاقتصاد المصرى إلى بر الأمان من خلال سياسة إصلاح اقتصادى حرصت على الحماية الاجتماعية للمواطن فى الوقت الذى يتم فيه تحرير سعر الصرف.
لم تبعد حكومة مدبولى على مدى الست سنوات عن العمل على استقرار الاقتصاد الوطنى بإبرام العديد من الصفقات الايجابية التى كان لها آثارها المهمة فى استقرار سعر الصرف بمصر والعمل على جذب الاستثمارات.. ومع أكتوبر الماضى جاءت عملية طوفان الاقصى كامتحان جديد للدولة المصرية والعمل على مواجهة تحدياتها وانقاذ القضية الفلسطينية بثوابت المواقف المصرية لا تهجير قسرى ولا تصفية للقضية ولا حلول على حساب دول أخرى.. واستطاعت القيادة المصرية وخلفها الشعب المصرى المؤمن بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية بالوقوف خلف القيادة ومع الحكومة.. وكان معه ومازالت الداعم الرئيسى لايجاد حل سلمى وإعادة الاستقرار والسلام للمنطقة.
وإعادة الثقة بحكومة مدبولى يعكس دورها الكبير فى المرحلة القادمة أمام ملفات كثيرة مفتوحة داخليا وخارجيا وسط توتر كبير فى الإقليم فى ليبيا وفلسطين والسودان واليمن وسوريا إضافة إلى مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف والهجرة غير الشرعية.. فقد جاء التكليف والدولة تستضيف أكثر من 01 ملايين من دول الجوار هاربين من الأزمات فى بلادهم ويلقون نفس المعاملة للمواطن المصرى فى كافة الخدمات.
هذه المواجهة السابقة للتحديات خلال السنوات الست الماضية وعلى مدى 0912 يوما هى عمر رئاسة الدكتور مدبولى للوزارة منذ 7 يونيو عام 8102 ونجاح الحكومة أداء ونتيجة كان داعمها لتكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى للدكتور مدبولى لتشكيل الحكومة الجديدة لمواصلة الملفات المفتوحة فى كافة المجالات وكان التكليف رسالة محددة بأهمية ما يواجه مصر فى هذه المرحلة.. مما جعل الخبراء يؤكدون أن الوزارة 521 فى تاريخ مصر هى «الوزارة الاستثنائية» لما تواجهه المنطقة والدولة من تحديات تستوجب التنفيذ فى تغيير مشروع لاستكمال مسيرة بناء بدأت منذ 01 سنوات مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم فى 4102 إلى اليوم.. هذه الملفات تترجم طموحات المواطن بدولة جديدة وجمهورية جديدة تبنى البشر والحجر وتقود مسيرة التنمية الحديثة فى مواجهة زيادة سكانية هى الأسرع عالميا فى دولة عاشت قرونا على مساحة محدودة على ضفاف النهر.. وآن الأوان لتخرج من هذه الشريط الضيق إلى التنمية الارحب بغزو الصحراء بمشروعات قومية يدعمها طرق حديثة وشرايين حياة وتنفيذ برامج متطورة للصحة والتعليم.
وقراءة خطاب التكليف من الرئيس للوزارة الجديدة يجيب عن العديد من اسئلة المواطن ويترجم طموحاته من خلال الحفاظ على الأمن القومى والتحديات من الإقليم وتطوير المشاركة السياسية ورفع الوعى والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار ومواجهة الإرهاب والتطرف ومواصلة الإصلاح الاقتصادى إلى جذب الاستثمارات ومواجهة ارتفاع الأسعار والتضخم فى استراتيجية تطوير الأداء من خلال اختيار كفاءات علمية وعملية بخبرات وقدرات تواجه هذه التحديات فى ظل فقد الأولويات وهى بناء الإنسان ورعايته صحيا وتعليميا.
وقد عرف المصريون عن قرب د.مصطفى مدبولى المولود فى ستينيات القرن الماضى قبل توليه وزارة الإسكان كرجل تخصص فى هندسة تخطيط المدن وعمارتها من خلال توليه هيئة التخطيط العمرانى.. فهو يصنف برجل المهام الصعبة ويعلن أنه يجلس على كرسى الوزارة فى المرحلة القادمة وسط تحديات صعبة وأهم مرحلة منذ تأسيس نظام الوزارة من عهد محمد على باشا إلى اليوم وبين تشكيل أول حكومة عام 2781 جرت مياه كثيرة فى النهر لكن تظل المهام تضع فى أولوياتها ترجمة طموحات المواطن.. وعرف شعب مصر العديد من أسماء رؤساء الوزارات وخلد تاريخهم وأداؤهم بما قدموه فقد شهدت مصر فى الملكية 42 وزارة لا يزال الشارع يتذكر وزارات على ماهر ومصطفى النحاس والنقراشى وسعد زغلول وإبراهيم عبدالهادى وأحمد زيوار وبطرس غالى وعبدالخالق ثروت وعدلى يكن ومرورا بوزارة اللواء محمد نجيب وجمال عبدالناصر وكمال الدين حسين ومحمود فوزى ود.عبدالعزيز حجازى وممدوح سالم وكمال حسن على وفؤاد محيى الدين وعلى لطفى وعاطف صدقى ود.كمال الجنزورى ود.أحمد نظيف ود.عصام شرف وإبراهيم محلب وشريف إسماعيل فى سجل صاخب بالأسماء الوطنية التى أدت دورا مهما فى بناء هذا الوطن الذى يخلد بذاكرته الحية من يسعى لتطويره وتحديثه.. وأمام وزارة مدبولى الجديدة تحديات كثيرة وآمال وتطلعات يعلقها المواطن المصرى على هذه الوزارة الاستثنائية التى جاء تكليفها فى طرف استثنائى.