أكد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء حرص الجانب المصرى على تعزيز العلاقات الثنائية مع جمهورية إستونيا فى مختلف المجالات، خاصة المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بما يُسهم فى تحقيق المنفعة المشتركة لشعبينا الصديقين معربا عن تطلعه لزيادة معدلات التبادل التجارى بين مصر وإستونيا، مُرحبًا باصطحاب الرئيس الإستونى لوفد اقتصادي، وهو ما يعكس حرص الجانب الإستونى على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
جاء ذلك خلال استقبال رئيس الوزراء، أمس، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، آلار كاريس، رئيس جمهورية إستونيا، والوفد المرافق له، حيث عقدا جلسة مُباحثات حول عدد من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.
أشار رئيس الوزراء إلى أن استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الرئيس الإستونى يعكس حرصنا على تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير التعاون المشترك مع جمهورية إستونيا.
كما أكد اهتمام مصر بتعزيز الشراكة مع إستونيا فى مجال التحول الرقمي، والبناء على الزيارة الناجحة للدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لاستونيا فى 2021، حيث دعا الجانب الإستونى لتعزيز التعاون الثنائى فى مجال بناء القدرات البشرية والمؤسسية المصرية فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعى والأمن السيبراني، وذلك من خلال نقل الخبرات الإستونية وتقديم المنح الدراسية والبرامج التدريبية للكوادر المصرية المُتميزة فى تلك المجالات.
أشاد رئيس الوزراء بمستوى التعاون القائم بين البلدين فى مجال السياحة، مُعربًا عن تطلُعه لاستقبال مصر لمزيد من السياحة الإستونية الوافدة إلى المقاصد المصرية، مُشيرًا فى هذا الصدد إلى أن الغردقة وشرم الشيخ هى الوجهات الرئيسية للسائحين الوافدين من دولة إستونيا.
كما أعرب الدكتور مدبولى عن تطلعه إلى استغلال الزخم الراهن فى العلاقات المصرية ــ الإستونية وتسريع وتيرة العمل من أجل اتخاذ المزيد من الإجراءات التنفيذية لدفع هذه العلاقات إلى مستويات أرحب.
أشار الدكتور مدبولى إلى أن مصر تُعوّل، فى ضوء علاقات الصداقة بين البلدين، على استمرار تأييد إستونيا لمسار ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى خاصة بعد التوقيع على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، وذلك فى ضوء ما يواجهه الاقتصاد المصرى من تداعيات سلبية جرّاء الأوضاع الجيوسياسية المُضطربة فى منطقة الشرق الأوسط، فى إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان.
أضاف رئيس الوزراء، فى هذا الصدد، أن الاقتصاد المصرى تعرض بشكل غير مسبوق لتداعيات سلبية، حيث تشهد إيرادات قناة السويس تراجعًا ملحوظًا، لذا نتطلع إلى استمرار الدعم الأوروبى للدولة المصرية لمساعدتها فى مجابهة مثل هذه التحديات.
من جانبه، أعرب ألار كاريس، رئيس جمهورية إستونيا، عن سعادته بهذه الزيارة المُهمة إلى مصر، وقدومه إلى العاصمة الإدارية الجديدة، التى تُمثل إنجازًا مُبهرًا تم بناؤه فى وقت قياسي، مُشيرًا إلى أن العلاقات بين مصر وإستونيا تشهد زخمًا كبيرًا على مختلف الأصعدة، مُضيفًا أنه أجرى أمس الأول مناقشات مُثمرة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى حول ضرورة تعزيز هذا التعاون بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين.
أضاف أن يصطحب خلال الزيارة وفد كبير من رجال الأعمال والشركات الإستونية فى قطاعات مختلفة، يرغبون فى عقد شراكات مع الجانب المصري، مشيرًا إلى أن بلاده تتمتع بميزة تنافسية كبيرة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والرقمنة، وأنها تسعى لتعزيز التعاون مع مصر فى هذا المجال، كما أنه يتطلع إلى مزيد من التعاون فى مجال السياحة، خاصة أن مصر تأتى فى المرتبة الرابعة فى قائمة الوجهات السياحية المفضلة للمواطن الإستوني.
أشاد رئيس جمهورية إستونيا بقدرة الدولة المصرية على إنشاء المتحف المصرى الكبير، كما استعرض إمكانية التعاون بين مصر وإستونيا فى تبادل الخبرات بمجال التعليم.
استعرض رئيس جمهورية إستونيا ورئيس الوزراء الآثار السلبية، التى خلفتها الأزمات والحروب سواء على المستوى الدولى أو الإقليمى خاصة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان، مؤكدين أن العالم دفع أثمانًا باهظة نتيجة هذه الحروب، فضلاً عن أنها تسببت فى لجوء الكثيرين إلى دول مجاورة، ما أضاف أعباءً إضافية على اقتصادات هذه الدول.
وخلال جلسة المباحثات، أشارت ساندرا ساراف – تاموس، نائب وزير الاقتصاد والابتكار، التى ترأست وفد رجال الأعمال الإستونى الذى يزور مصر حاليًا، إلى عقد لقاء مع وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، لمناقشة سبل تعزيز الشراكات الاستثمارية بين الشركات المصرية والإستونية.
أوضحت أن وفد الشركات الإستونية يضم شركات تعمل فى مجال التكنولوجيا المالية والتعدين، مضيفة أننا لدينا الكثير من الشركات الإستونية العاملة فى مصر، وكذلك جاء معنا شركات إستونية كثيرة تتطلع إلى العمل مع شركاء مصريين.
ومن جانبه، قال المهندس حسن الخطيب إن اللقاء مع الوفد الإستونى ركّز على تعزيز التعاون واستغلال الفرص الاستثمارية المُتاحة فى مجالات: التعليم، والرقمنة، والنقل، والسياحة، مشيرًا إلى أنه يعلم أن وجهة السائح الإستونى بشكل أساسى هى الغردقة وشرم الشيخ، لكن هناك الكثير من المقاصد السياحية التى يُمكن الاستمتاع بها لاسيما مع التشغيل التجريبى للمتحف المصرى الكبير.
وقال رئيس الوزراء أن المتحف المصرى الكبير هو بالفعل صرح عملاق يُشرف على إطلالة رائعة على الأهرامات، مشيرًا إلى أنه على مدار الفترة الماضية عقد لقاءات واجتماعات فى المتحف المصرى الكبير، كان آخرها مقابلة أجراها مع كريستاليناجورجييفا، مدير عام صندوق النقد الدولي، وكذلك حضور مائدة مستديرة مع وزراء الإسكان الأفارقة، خلال إحدى فعاليات المنتدى الحضرى العالمى الذى تستضيفه القاهرة حالياً، حيث عبَّر من حضروا هذه الاجتماعات عن إعجابهم الشديد بالمتحف المصرى الكبير وموقعه الرائع بالقرب من أهرامات الجيزة.