من الواضح ومن مضامين التسريبات والتصريحات والتلميحات التى تبثها وسائل إعلام صهيونية فان إسرائيل لا تنوى التخلى عن مشروعها الصهيونى لإقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ورغم اتفاقات السلام وإجراءات التطبيع لم تبد أى نية حسنة للتنازل عن مشروعها بإنزال خريطة إسرائيل الكبرى المعلقة على جدران قاعة الكنيست ومكاتب كبار المسئولين وقادة جيش الاحتلال أو نفى تصريحات اليمين المتطرف أو تأكيد حرصهم على اتفاقات السلام كما قال العرب ان السلام خيارهم الإستراتيجى ولكن لم نسمع ولم نقرأ عن شيء من هذا القبيل من الجانب الإسرائيلى الذى يتخذ اتفاقات السلام والتطبيع سُلما يصعد عليه لكل أهدافه التوسعية التى لم تعد سرية ومعلنة وواضحة وضوح الشمس.
يقضم أراضى الضفة الغربية قطعة قطعة لاقامة مستوطنات لفرض واقع لا يتغير بل يتمدد امام سمع وبصر العالم.. الكيان الصهيونى لا يتوقف عن مخططه الاستيطانى ولا يرتدع بتحذيرات غربية تصدر على خجل وخلال فترة وجيزة ستبتلع كل أراضى فلسطين من النهر الى البحر.
لا تصدقوا صهيونى واحد، تاريخهم فى الكذب والتزييف والتزوير وترويج المعلومات المغلوطة طويل ملئ بالأساطير والأوهام واظن ان اتفاقات السلام والتطبيع فضحتهم وكشفت حقيقتهم وعرتهم أمام الجميع ولذلك على كل العرب الحذر واليقظة وعدم الانخداع فى التعامل مع هذا الكيان والهرولة نحو مخطط ما يسمى ادماج إسرائيل فى محيطها العربى فمنذ زرعت لم يتوقف مسلسل المؤامرات ضد العرب ولم تتوقف سياسات التوسع ومحاولات السيطرة والهيمنة والادعاء بانها نموذج يحتذى فى الديموقراطية والتقدم وفق المفهوم والمخطط الغربى الاستعمارى لتسويقها لكى تكون مقبولة فى الوسط التى زرعت فيه حتى تستطيع ان تقوم بوظائفها التى انشأت من أجلها فى المنطقة.
وعدوانها البربرى على غزة منذ نحو 9 شهور ما هو إلا حلقة فى سلسلة مخططات ابتلاع كل الأراضى الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين قسرا أو طوعا ومصر تتصدى بقوه لهذه المخططات وتتخذ مواقف قاطعة وحاسمة برفض تهجير سكان القطاع لسيناء غير ان الكيان الصهيونى عبر مؤسسات إعلامية مازالت تسرب تصريحات عن هذا الأمر وكل فترة يتم تسريب وثائق سواء حقيقية أو كاذبة مما يشير إلى ان المخطط مازال موجودا ويتسق مع المشروع الصهيونى لإقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وهناك للأسف بعض الواهمين المتأثرين بالاعلام والنهج الغربى بان إسرائيل من الممكن ان تصبح دولة مدمجة فى محيطها ما يعكس قصور فى النظر والرؤية حول حقيقة ماهية إسرائيل وحقيقة وظيفة زرعها فى هذا المكان بالذات ما بين المشرق العربى والمغرب العربى وإلا كانوا زرعوها فى أوغندا أو الارجنتين كما روجوا سابقا ولكن اختيار فلسطين لم يأت من فراغ او صدفة أو طبقا لاساطيرهم وأكاذيبهم وتزويرهم للتاريخ بتسويق معلومات مغلوطة على انها حقائق دينية وتاريخية ساعدهم فى ذلك الغرب الاستعمارى ومراكز أبحاثه وأجهزة مخابراته ورغم انكشاف هذه الاكاذيب الا ان الاعلام الغربى الذى يمتلكه كبار رجال الاعمال اليهود ويغدقون على تمويله ليظل أداة تروج الاكاذيب حتى يصدقها البعض يكثف من أكاذيبه وادعاءاته ويعتمد فى تسويق الخطط التوسعية الإسرائيلية على مبدأ وزير الدعاية النازى جوزيف جوبلز الذى يقول «اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس» وللأسف يجد الاعلام الغربى من يصدقه ويتخذه مصدرا موثوقا فى كثير من القضايا المتعلقة بالعرب وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
هذا الكيان ليس ديموقراطيا بدليل ان بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الصهيونية تجاوز كل الحدود للبقاء فى منصبه وليس بالكيان أى معارضة وإلا كانت قد أسقطته بعد الخسائر الفادحة فى جيش الاحتلال ومخالفاته العديدة ومواقفه المتشددة والمتصلبة من وقف الحرب وتبادل الأسرى وحل الدولتين ولكن أيا من هذه الخطوات لا تشغل بال نتنياهو ومستمر فى عدوانه البربرى والوحشى رغم ان العالم اجمع ضد عدوانه باستثناء أمريكا وبعض ذيولها .