بينما يشب جيل اليوم، الذي يُطلق عليه غالبًا اسم “المواطنين الرقميين”، في عالم رقمي متصل بالإنترنت، فإن الحدود بين اللعب والإنتاج، وبين الترفيه والعمل، أصبحت غير واضحة بشكل متزايد.
هذا الجيل، وخاصةً جيل ألفا (المواليد بعد 2010)، يتنقلون بسهولة بين الألعاب عبر الإنترنت، ومشاهدة المحتوى الرقمي، وحتى إتقان عمليات الشراء عبر الإنترنت قبل بلوغهم الثامنة.
إن مفهوم “العمل” للأطفال يتطور، حيث يتجاوز حدود الأعمال التقليدية ليشمل إنشاء المحتوى على منصات مثل يوتيوب، أو تصميم الرسوم، أو حتى بيع المنتجات الرقمية.
ومع وصولهم إلى سن العاشرة، يمتلك الكثير منهم بالفعل أساسيات البرمجة والذكاء الاصطناعي.
- ومع ذلك، يظل السؤال المطروح: متى وكيف يمكن لهؤلاء الأطفال تحويل أنشطتهم الرقمية إلى مصدر للدخل؟
يكشف أحد الاتجاهات الحديثة أن الإنترنت لم يعد مجرد منصة لإنفاق المصروف والتسلية بالنسبة لشريحة متنامية من الأطفال، بل أصبحت منصة تتيح لهم التعبير عن أنفسهم وابتكار سبل إبداعية لتحقيق الدخل. فعلى سبيل المثال، يُحقق 42% من المراهقين دخلاً بالفعل بواسطة الأنشطة الإلكترونية.
- ولكن ما هي المخاطر السيبرانية المحتملة التي قد يتعرضون لها؟
عادةً ما تتطلب المعاملات المالية عبر الإنترنت الارتباط ببطاقة دفع أو محفظة إلكترونية، وهو ما يجعلها هدفاً للمحتالين. تكشف تحليلات كاسبرسكي في مجال الأمن السيبراني أن الروابط والمواقع الإلكترونية المزيفة الهادفة إلى سرقة البيانات المصرفية للمستخدمين، أو الاستيلاء على حساباتهم ومحافظ عملاتهم المشفرة، تعد من أكثر أساليب الخداع شيوعاً في مجال العملات المشفرة.
وينبغي على الأطفال والأهل توخي الحذر الشديد في اختيار المواقع الإلكترونية التي يقدمون فيها بياناتهم الشخصية أو رموز التعريف الشخصية أو كلمات المرور، مع ضرورة التحقق المضاعف من العروض الخاصة المقدمة عبر الإنترنت. وللتخفيف من مخاطر الخسائر المالية، من الضروري التفكير في حلول حماية المدفوعات الإلكترونية التي تكشف روابط الدفع الخبيثة وتحول دون اعتراض بيانات البطاقات الائتمانية.
إجمالاً، يتضح وجود اتجاه تصاعدي ملموس في مستوى الاستقلالية المالية للأطفال في العالم الرقمي. كما أن التقنيات الرقمية تجعل من «الدخل المادي للأطفال» ممارسة مألوفة تؤثر بشكل كبير على السلوكيات الرقمية لجيل ألفا من ناحية. ومن ناحية أخرى، يفرض العالم الرقمي على الأطفال تبني نهج البالغين في التعامل مع كافة المخاطر السيبرانية المحتملة، لضمان تجارب رقمية أكثر إيجابية وأمانًا.