يشـــهد الــدولار الأمريكــى تراجعــاً ملحوظــاً، مـا يدفع المستثمرين إلى إعادة تقييم إستراتيجيات محافظهم الاستثمارية، خاصة أولئك الذين تتركز استثماراتهم بشكل كبير فى الأصول الأمريكية.
ومع ضعف الدولار أمام العملات الرئيسية مثل اليورو والين وحتى الذهب يرى محللو السوق أن الوقت قد حان للنظر فى إستراتيجيات استثمارية أكثر تنوعاً على المستوى العالمى.
وتراجع الدولار يحمل فى طياته مخاطر وفرصاً فى آنٍ واحد فبينما قد يتأثر المستثمرون الأمريكيون بانخفاض القوة الشرائية والعوائد الحقيقية، غالباً ما تستفيد المحافظ المتنوعة عالمياً من هذه التحركات فى أسعار الصرف.
ومن المتوقع أن الأسهم الأجنبية وخاصة فى الاقتصادات المعتمدة على التصدير مثل ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية تحقق مكاسب مع ضعف الدولار، حيث تصبح صادراتها أكثر تنافسية ما ينعكس إيجاباً على أرباح الشركات كما بدأت الأسواق الناشئة بجنى الثمار، إذ شهد الربع الأول تدفقات مالية كبيرة نحو صناديق الأسهم فى الصين وكوريا، مع تحول رأس المال بعيداً عن الهيمنة الأمريكية.
ووسط تراجع قيمة العملة، برز الذهب كأحد الأصول الأفضل أداءً، إذ فقد الدولار نحو 25 ٪ من قيمته مقارنة بالمعدن النفيس ويؤكد هذا الدور الاستراتيجى للذهب كأداة تحوط ضد التضخم وعدم اليقين الجيوسياسى كما أن التعرض الأوسع للسلع، بما يشمل قطاعات الطاقة والمعادن والزراعة، يشهد عادةً ارتفاعاً فى بيئة يشهد فيها الدولار تراجعاً.
يسعى المستثمرون بشكل متزايد إلى تنويع تعرضهم للعملات لتقليل المخاطر المركّزة ويشمل ذلك الاحتفاظ بأصول مقومة باليورو أو الين أو الفرنك السويسرى، أو الاستثمار فى صناديق دولية بفئات أسهم مغطاة تحوطياً ضد تقلبات العملات. . والمستثمرون الأمريكيون الذين يتوقعون مزيداً من ضعف الدولار غالباً ما يظلون غير مغطين للاستفادة من المكاسب الأجنبية فى حين يفضل المستثمرون الأوروبيون أو البريطانيون التحوط فى الأصول الأمريكية لتقليل تقلبات أسعار الصرف.»
وفى ظل ضعف الدولار والمخاوف من التضخم، قد تفقد سندات الخزانة الأمريكية بعضاً من جاذبيتها وبالمقابل، قد ينظر المستثمرون فى السندات قصيرة الأجل، وسندات الخزانة المحمية من التضخم والديون الدولية ذات الجودة العالية إذ يمكن أن تسهم السندات من الأسواق المتقدمة المستقرة، أو بعض الأسواق الناشئة المختارة، فى الحفاظ على العوائد وتعزيز مرونة المحافظ عالمياً.
ورغم أن تراجع الدولار لا يستدعى إعادة هيكلة كاملة للمحفظة، إلا أن الخبراء يحذرون ويشيرون إلى أن الريادة الاقتصادية تتغير، وينبغى أن تتغير معها المحافظ الاستثمارية وإن تخصيصاً مدروساً نحو الأصول الدولية، وأدوات التحوط من التضخم، وتنويع العملات يمكن أن يساعد المستثمرين على التكيف مع الديناميكيات المتغيرة للسوق واكتشاف مصادر جديدة للعائد.