محمية سيوة جنة الله فى ارض مصر وملاذ الاجانب من عشاق البيئة البكر التى لم تعبث بها يد الانسان بفضل الجهود التى تبذلها وزارة البيئة للتوعية
تعد محمية سيوة الطبيعية التى اعلنت كمحمية طبيعية عام ٢٠٠٢ وتقع فى قلب الصحراء الغربية جنوب مدينة مرسى مطروح ولها طبيعة خاصة لانخفاضها 18 مترا عن سطح البحر وتمثل محمية سيوة ١٥% من مساحة واحة سيوة ومناخها دافيء شتاء حار صيفا.
تنقسم المحمية لثلاثة قطاعات الاول يضم بئرا واحدة والثانى يضم منطقة جارة ام الصغير وواحة تبغبغ وواحة ام الكتانين وواحة العرج وواحة البحرين وواحة نواميسة وواحة سترة. والقطاع الثالث يشمل شيطانة والجربة وام الغزلان وقبقب.
المثير للدهشة الالتزام بالحفاظ على المحمية والواحة كلها سواء وذلك يعود الى برامج التوعية التى تنظمها وزارة البيئة و سواء كانت توعية السكان المحليين اوالزوار من سياح اجانب او مصريين كل هذا اطلعنا عليه خلال زياتنا التوعوية والتى اصطحبنا فيها كل من محمد مصطفى وعصام السعداوى المسئولان عن التوعية والتدريب بوزارة البيئة والتى جاءت ضمن البروتوكول الذى ابرمته الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئية مع الدكتور محمود بكر رئيس جمعية كتاب البيئة والتنمية من احل التوعية واطلاع الاعلام والصحافة على برامج الحفاظ على البيئة والمحميات الطبيعية من خلال جعل السكان المحليين هم جنود هذه العملية.
فى تجوالنا بسيوة المحمية والواحة يمتزج الاثنان معا الزائر لا يسطيع التفرقة لان كل شيء نابع من طبيعة المكان
جبل الدكرور الذى يقع فى واحة سيوة ويشتهر بسماته العلاجية لمرضى الروماتيزم وهو اثر يضم كهفين يرجعان لأوائل العصر البطلمى له قمتان الاولى تسمى ناصرة وبها مغارة منحوتة فى الصخر واسفلها مكان يعرف باسم السلطان يستخرج منه الصبغة الحمراء التى يتم استخراجها وتستخدم فى صنع الاوانى الفخارية ويصنف جبل الدكرور كاثر فرعونى ويتميز بالرمال الساخنة التى تعالج العديد من الامراض ويعتبر منتجعا للاستشفاء بالدفن فى الرمال الساخنة فى فترة الصيف لعلاج امراض العظام والجلدية والمفاصل والعمود الفقرى والنقرس والدهون المتراكمة داخل الجسم وخارجه.
لا تقتصر اهمية جبل الدكرور على خصائصه العلاجية فقط انما يستخدمة السكان المحليين فى الاحتفالات بعد موسم الحصاد لمحصول البلح والزيتون ليجتمع الاهالى فى منتصف شهر اكتوبر وفى الليالى الثلاث القمرية لاحياء ذكرى المصالحة بين القبائل ويعتبر هذا الاحتفال طقسا شعبيا يمارس عبر 200 عام ماضية والاحتفال يتكون من حضرة صوفية والطعام (المجرد والفتة) يعود اصل الاحتفال الى نجاح الشيخ محمد ظافر المدنى احد مشايخ الطرق الصوفية فى مصالحة الاهالى المتنازعين وجمعهم لعقد صلح تاريخى فوق سفح جبل الدكرور وظل السكان المحليين يحيون هذه الذكرى من اجل التواصل والترابط.
اما جبل الموتى المخروطى الشكل احد معالم سيوة الواحة والمحمية ويحتوى على الاف المقابر المحفورة فى الصخر ويقع على بعد ٢ كيلو متر من الواحة ويعد بمثابة الجبانة الرئيسية خلال العصور القديمة وتم اكتشاف جبل الموتى مصادفة خلال الحرب العالمية الثانية عندما لجأ اهالى سيوة للاحتماء به من الحرب ويبلغ ارتفاعه حوالى 50 متر ومقابره منحوتة على شكل خلايا النحل وموزعة بشكل هندسى منظم ويعود تاريخ هذه المقابر الى الاسرة 26 ويمتد حتى العصرين البطلمى والرومانى والبالغ عددها ٣ الاف ومن بين المقابرمقبرة (سى امون) وتعود لاحد اثرياء اليونان الذى يتبع الديانة المصرية القديمة وتحتفظ بنقوشها ورسومات مثل رسم صورة الالهة (نات) وتقع تحت شجرة جميز ومقبرة التمساح فى عصر احمس الثانى احد ملوك الاسرة السادسة والعشرين وتقع مقبرته فى جبل الموتى باسم (ان-بر _يا -تحوت) والتى تعنى المنتمى لبيت الاله تحوت وتلاحظ فى جبل الموتى التفرقة بين مقابر النبلاء والخدم وعامة الشعب وهذا الجبل ياخذك لعالم ما بين الحياة والموت