جاءت السيدة مريم العذراء إلى مصر حاملة طفلها عيسى عليه الصلاة والسلام ومعهما يوسف النجار هربا من بطش واضطهاد الملك هيرودس الذى أمر بقتل كل طفل أقل من سنتين فى بيت لحم خوفاً من ضياع مُلكه على يد أحد هؤلاء الأطفال.. كلما عاد عام ميلادى جديد تذكر المصريون رحلة «العائلة المقدسة» التى استمرت قرابة 3 سنوات ولم تعد الأم بطفلها إلى فلسطين إلا بعد موت هيرودس.. وبعد أن احتضنت مدن وقرى ومحافظات مصر وتتشرف بهذا الطفل الذى أرسله الله نبياً ويكون مبشرا بآخر رسول للبشرية واسمه أحمد عليه الصلاة والسلام.
يتزامن بداية العام الميلادى الجديد مع غرة شهر رجب الذى له مكانة خاصة عند المسلمين لأنه شهد معجزة «الإسراء والمعراج» حيث كانت رحلة النبى من البيت الحرام إلى المسجد الأقصى والتقى هناك بالرسل والأنبياء وصلى بهم إماماً ثم صعد إلى السماء ليتلقى التكليف بالصلاة من رب العالمين عند سدرة المنتهي.. ورجب أحد الأشهر الحُرم وكانوا فى الجاهلية يسمونه «الأصم» لأنه لا تسمع فيه أصوات السيوف ولا تنشب فيه الحروب.. فهل كان أهل الجاهلية أحرص على حُرمة الأشهر من أهل هذا الزمان؟!
جاءت الأديان السماوية جميعها ليعبد كل الناس إلهاً واحداً.. وأرسل الله الأنبياء والرسل ليهدوا البشر إلى الصراط المستقيم والعمل الصالح ولينشروا الرحمة والعدل والمحبة والسلام والتسامح على الأرض عن طريق الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.. وفى سبيل تبليغ الدعوة تعرض الرسل والأنبياء إلى الإيذاء والطرد من ديارهم فأمرهم الله بالهجرة.
وكان الرسولان محمد وعيسى «عليهما الصلاة والسلام» من أكثر الرسل الذين تعرضوا للابتلاءات.. فعيسى منذ ولادته هربت به أمه وآواهما الله إلى ربوة ذات قرار ومعين ولاقى من اليهود وبعد ذلك أشد الإيذاء.. ومحمد أخرجه الكفار من أحب أرض الله إليه وهاجر هربا بدينه ولينشر دعوته من المدينة.. ورغم كل ما حدث لهما كانا مثالاً للتسامح والإحسان لمن أساء إليهما.. وهل هناك أفضل مما قاله عيسى وأتباعه «أحسنوا إلى مبغضيكم.. وصلوا من أجل من يسيئون إليكم».. والرسول محمد بعد أن فتح مكة ظن الكفار الذين طروده منها انه سيعاقبهم إلا انه قال لهم «اذهبوا فأنتم الطلقاء» وكان يقول للصحابى عقبة بن عامر «صل من قطعك وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك».. فلماذا ما نراه الآن من الحقد والعداوة والبغض والتشفى بين الناس.. ولماذا أصبح الانتقام هو السائد.. وليت من يعاقب يكون بمثل ما عوقب به ولكنه للأسف يريد أن يمحو تماما من عاقبة ويرد بكل قسوة وغل؟!
عندما سمع النجاش ملك الحبشة آيات من القرآن وحدثه الصحابة عن التعاليم التى جاء بها الرسول محمد قال «ان هذا والذى جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة».. فالله هو الذى أرسل عيسى ومحمد وكل الرسل والأنبياء.. وأهل مصر يطلق عليهم «القبط» سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين.. فهل ننتبه لمن لا يريدون الخير لمصر وشعبها ويحاولون الوقيعة وإحداث فتنة بين أهل المحروسة بإذن الله وبوعى شعبها.. وكل عام وأهل مصر بألف خير.
مع بداية عام ميلادى جديد.. وشهر هجرى من الأشهر الحُرم هل يمكن أن نغير من أخلاقنا ونعود كما كان المصريون يتميزون بالسماحة والمحبة والتراحم.. ولأن المناسبتين لهما علاقة بفلسطين هل يتحرك العالم والعرب لإنهاء مأساة شعب فلسطين مهد السيد المسيح والقدس مسرى الرسول محمد عليهما الصلاة والسلام؟!
د. عبدالوهاب.. أيقونة زراعة الكبد
>> الدكتور محمد عبدالوهاب أحد رواد زراعة الكبد.. وكان سبباً بعد الدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلى فى تحويل المنصورة إلى عاصمة الطب فى مصر والدول العربية والافريقية.. وبذل جهدا كبيرا مع زملائه وتلاميذه ليقيم صرحا جديدا يضاف إلى جامعة المنصورة وكلية الطب بها.. حتى تحول الحلم إلى حقيقة وجاء يوم افتتاح مركز زراعة الكبد.. وللأسف وقت الفرح تغيب «العريس» بفعل فاعل.. ويكفيه ان جميع الحاضرين من المعازيم كانوا يعرفون الحقيقة وتساءلوا كيف يكون الفرح بدون العريس!!
منذ أكثر من 25 عاما أصبت بقرحة فى المعدة وارتجاع بالمرئ وذهبت إلى العديد من الأطباء بالقاهرة دون تخفيف للآلام.. نصحنى زميلى الأستاذ بسيونى الحلوانى بالذهاب إلى مركز الجهاز الهضمى بالمنصورة وحدد الزملاء الأساتذة مصطفى عزت وإيهاب الجميلى وحازم نصر مدراء مكاتب المساء والجمهورية والأخبار بالمنصورة موعدا مع الدكتور محمد عبدالوهاب الذى تشرفت بمعرفته وتعدد زياراتى للمنصورة حتى تم الشفاء بفضل الله وعلاج الدكتور عبدالوهاب.. وكنت أرى كيف يتعامل مع المرضى والنظام الذى وضعه بحيث لا مجاملة ولا دخول لمريض قبل موعده إلا الحالات الخطرة واستقبال البسطاء وكبار المسئولين والأخوة العرب والأفارقة الذين يتوافدون للعلاج بعدما ذاع صيت المركز بفضل هذا الطبيب ورفاقه.. ومرت السنوات ولم أقابله ولكنى كنت أتابع أخبار نجاحاته وعمليات زراعة الكبد التى يجريها لإنهاء معاناة المرضي.. منع تواضع العلماء والحياء الدكتور عبدالوهاب من الشكوى لتجاهل دعوته لحضور الافتتاح.. ولكن كل الأطباء من زملائه وتلاميذه عبروا بوقفة صامتة عن احتجاجهم على ما حدث.. أما هو فيكفيه ان الانجاز رأى النور ولا يهم لمن ينسب أو من يفتتح مركز زراعة الكبد المهم عنده من سيصله ويعالج ويخفف آلام آلاف المرضى هذا هو الدكتور محمد عبدالوهاب العالم وأحد أهم رواد زراعة الكبد فى مصر والشرق الأوسط وأفريقيا الذى عرفته من ربع قرن وله جميل فى رقبتي!!
>> ارحموا مرضى الحالات المزمنة
>> رغم كل جهود الدولة للحفاظ على صحة المواطنين وعلاج المرضى من خلال إصدار قرارات علاج أو عن طريق التأمين الصحى والمبادرات المتعددة.. إلا ان مرضى الحالات المزمنة خاصة الذين تجرى لهم عمليات جراحية مازالوا يعانون من إجراءات روتينية تزيد من آلامهم!!
يحصل المريض على قرار علاج على نفقة الدولة أو تجرى له عملية من خلال التأمين الصحي.. ولكنهم يفاجأون عند إجراء المتابعة أو استكمال العلاج بأن عليهم احضار قرار علاج جديد مما يستدعى عمل نفس الإجراءات الروتينية الطويلة التى سبقت حصولهم على القرار حتى يستمر علاجهم أو متابعة العملية التى أجروها!!
يعلم جميع الأطباء فى وزارة الصحة ان من يصدر له قرار ليقوم بالغسيل الكلوى فإنه يحتاج إلى جلسات متعددة وتستمر لفترة.. ومن أجرى عملية قلب مفتوح لابد له من متابعة لمدة ليست قصيرة.. وان من زرع قرنية فى عينه يحتاج إلى فك غرزة كل عدة أسابيع ولمدة قد تصل إلى عام.. ومن يتلقى علاجا كيماويا لإصابته بورم يتطلب خضوعه لجلسات متعددة.. فلما لا تنتبه قرارات العلاج من البداية لذلك سواء أكانت على نفقة الدولة أو من التأمين الصحى أو ضمن المبادرات الرئاسية.. وأن يكتب فى القرار انه يتم استكمال العلاج أو المتابعة حتى استقرار الحالة وأن يتم تعميم ذلك على المستشفيات الحكومية أو الخاصة التى تتعامل مع وزارة الصحة والتأمين حتى نرحم هؤلاء المرضى من العودة فى كل جلسة أو متابعة إلى نفس الإجراءات مما يبدد وقتهم ويهدد صحتهم وأموالهم وقد يؤخر الشفاء ويكفى معاناة وآلام المرضى عليهم!!