فى سنوات قليلة عرف الشباب من عشاق كرة القدم شخصية «محلل الأداء» ظهر على السوشيال ميديا يقدم تحليلات متعمقة لأداء اللاعبين والفرق سواء بالكتابة أو الفيديو واجتذب آلاف المتابعين ووجدت فيه القنوات الرياضية ضالتها كإضافة مهمة لاستوديو التحليل واستعانت به الأندية وتحول الشغف إلى مهنة صارت حلما لكثيرين من الشباب والجماهير.
«حكاية محلل الأداء» اجتذبت الصديقة بسمة جاويش لتحاور بعضاً من محللى الأداء فى الدورى المصرى والدوريات الأخرى بعد أن وجد بعضهم فرصته خارج الحدود.
كابتن أحمد حاتم محلل أداء نادى منتخب السويس فى دورى المحترفين
يقول: بدأت فى نادى درجة رابعة وبعض الأكاديميات ثم ترشحت لأكثر من ناد وجاءت الفرصة الحقيقية مع كابتن عماد النحاس بنادى المقاولون العرب ولكنها انتهت برحيل الجهاز الفني.
يؤكد: مهام المحلل كثيرة ومتفرعة لكنه يعمل حسب طلبات المدرب وطريقته، ودوره يستمر قبل وبعد وأثناء المباراة، قبلها يحلل فيديوهات المنافس هجوماً ودفاعاً والتحولات والكرات الثابتة ويعد أحياناً تقريراً مفصلاً وأثناء المباراة يصورها بالكاميرا الخاصة مع تدوين الملاحظات والتواصل مع الجهاز الفنى أولاً بأول خلال المباراة وبعدها يعد تقريراً مصحوباً بفيديو للإيجابيات والسلبيات.
عن موقع محلل الأداء أثناء المباراة: البعض يتواجد على دكة البدلاء مع تكليف أحد المصورين بتصوير المباراة والأفضل التواجد فى المقصورة لمشاهدة المباراة من زاوية عالية وللحصول على رؤية أفضل وتدوين الملاحظات
ويشير إلى تأخر وصول المهنة لدينا بسبب صعوبة اقناع المدربين ولكن الآن أصبح العين الثالثة للمدير الفنى وإن كان البعض لا يفضله.
يلاحظ أنها مهنة شبابية فى الأساس باعتبار الشباب أغلب جمهور المستديرة والكثير منهم كان يأمل فى احترافها ولم يحالفه التوفيق فأصبح فرصة لأصحاب الشغف وفهم للأمور الفنية لدخول عالم كرة القدم خصوصاً أنها مهنة تقوم على الرؤية والخبرة ولا تحتاج إلى شهادات وإن كانت الشهادات والكورسات تمنح صاحبها أفضلية وبعض الدوريات مثل السعودى يشترط شهادة تخصصية فى تحليل الفيديو».
نصيحته للمهتمين بالمجال بتطوير القدرات التحليلية بالمشاهدة والتطبيق والحصول على دراسات متخصصة وإجادة البرامج المساعدة على اللاب توب والتدرج فى العمل مع الفرق ولا مانع من تسويق نفسه على السوشيال ميديا.
أول محلل
كابتن محمود عبدالرحمن م له رصيد من الخبرات مؤكداً أنه أول محلل أداء يعمل فى الدورى منذ عام 2015 مع غزل المحلة وأول من استعان بالبيانات فى تحليلات كرة القدم منذ عام 2011 عند عمله فى موقع جول العالمى ويتعاون مع مؤسسة أوبتا للأرقام -أهم مؤسسة تحليل بيانات فى العالم- لذلك حاول نقل هذا الاتجاه إلى الدورى ويضم سجله أندية أخرى مثل طنطا والمصري».
يذكرنا بتجربته مع الإسماعيلى بعد اطلب المدرب الأرجنتينى خوان براون عام 2021 وأعجب به وكان التعاقد خصوصاً بعد موسم جيد مع غزل المحلة هزموا الأهلى والزمالك وتعادلوا مع بيراميدز ونجحوا فى البقاء فى الدورى الممتاز بنفس لاعبى الفريق الصاعد من الدرجة الثانية تقريباً.
استمرت تجربته مع الإسماعيلى أكثر من عامين وشعر بالفرق لأنه فريق يعتمد الهجوم ويلعب على الفوز وأنهوا الموسمين فى المركز الـ 11 بسبب المشاكل المالية والإدارية.
يواصل: العمل مع أندية جماهيرية لها مشجعون يهتمون بكل التفاصيل وتناقش كل شيء وأحيانًا تحاول فرض التشكيلات والحديث عن التكتيكات لذلك يفضل أن يكون محلل الأداء بعيداً عن السوشيال ميديا حتى لا يتأثر بالانتقادات لأنه عمله بضوابط وأجهزة وتكنولوجيا معينة مع الأرقام والبيانات غير متوفرة للجمهور مثل أجهزة الجى بى إس الخاصة بالنواحى البدنية التى يعتمد عليها الجهاز فى تغيير اللاعبين عند هبوط الأداء.
يضيف أن الكثيرين لا يعرفون طبيعة عمل محلل الأداء ويربطون نجاحه بالانتصارات وفشله بالهزائم لكن الأمر أكبر من ذلك فالمحلل ليس مدرباً لكنه يساعده على وضع يده على مناطق الخلل فى الفريق ودراسة الخصم من حيث القوة والضعف ويبقى المدرب صاحب الخطط والقرار.
المادة العلمية أولاً
ينوه كابتن شريف سالم محلل أداء نادى غزل المحلة بصعوبة الجزم ببدايات هذه المهنة ولكنها تواجدت بقوة اعتباراً من موسم 2019-2020.
يؤكد أن هناك حدوداً لدور محلل الأداء فمثلاً الحديث للاعبين بالاتفاق مع المدير الفنى وحالياً يستعين بعض اللاعبين بشركات تحليل الأداء لتطوير لعبهم وهذا دليل على أهمية هذا الاتجاه ولا يشترط أن يكون محلل الأداء قد احترف كرة القدم لكن إن مارسها هذا يساعده فى استيعاب سيكولوجية اللاعب وظروفه وبالطبع حامل المادة العلمية أهم من المهارة الكروية».
يضيف البعض يتحدث الآن عن احتراف محلل الأداء فى الخارج وبالفعل المادة العلمية فى أوروبا تطورت وحتى الدول العربية تقدمت بشكل كبير بينما ما زالت افريقيا لا تهتم كثيراً بهذه المهنة وبالنسبة لأمريكا فهناك 2 أو 3 محللين مصريين بها».
تبدأ خطوات احتراف المهنة بدراسة المادة العلمية من علوم التدريب وكرة القدم وتحليل الأداء وعند الشعور بجاهزيته يخوض تجارب فى الملعب ومنها يحكم هل هو قادر على الاستمرار أم يعود إلى صفوف الجماهير.
تفاهم مع الجهاز
كابتن محمد أبوالعلا محلل أداء نادى سيراميكا كليوباترا صاحب تجارب متعددة مثل الاتحاد السكندرى والمقاولون العرب وأسوان مع كابتن أيمن الرمادى الذى يراه مدرباً كبيراً له تاريخ وكان يتمنى العمل معه فى تجربة فارقة استمرت فى سيراميكا لأنه مستمع جيد للأفكار وصاحب الفضل فى تطور الفريق مع إدارة داعمة فكانت النتيجة الفوز بكأس الرابطة موسمين متتاليين.. يؤكد أن محلل الأداء ضرورة وليس رفاهية يتابع لاعبى الفريق بشكل يومى ويسجل تفاصيل المباريات فى ظل تلاحقها مما يمثل صعوبة أما عن ضغوط الجماهير فعليه أن يبتعد عنها ويبنى رأيه على أرقام وإحصائيات وتحليل لمواقف اللعب.. لا يتأثر بحب أو كراهية وليس صاحب القرار فى استبعاد اللاعبين فهى رؤية المدير الفنى الذى قد يطلب رأيه بشكل استشاري.
احتراف عربى
من الوجوه التى بادرت بالاحتراف واختارت وجهتها فى الدوريات العربية -كابتن عمرو عماد محلل أداء نادى اتحاد أهلى حلب -الذى يشدد أن الدورات التدريبية المعتمدة عالميًا تفتح بوابة الاحتراف فهو مثلاً حاصل على دورة تدريبية من الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم».
يرى أن المهنة بدأت متأخراً فى مصر بينما فى الخارج تتم الاستعانة بفريق كامل من محللى الأداء فمثلا بيب جوارديولا المدير الفنى لمانشستر سيتى يستعين بـ16 محلل أداء!
صحيح أن المهنة فى مصر لم تصل لهذا الحد من الانتشار لكن هناك اتفاق على أهميتها وحقق المصريون نجاحات مهمة فى الداخل والخارج مثل كابتن حسن البلتاجى الذى عمل مع منتخب ألمانيا.
يواصل أن شركات تحليل الأداء تلعب دوراً مهماً فى ظل عدم استعانة كثير من الأندية بمحلل أداء مستقل والمهم عدم التعارض بين الشركة ومحلل الفريق والتواصل الفعال مع سرية المعلومات..يضيف عن تجربته الحالية بالدورى السورى بدأت باطلاع الجهاز الفنى على تحليلاته على الانترنت ثم الاتفاق وهى تجربة جديدة ليست بالسهلة يتمنى فيها التوفيق.