ثمن الخبراء السياسيون والدبلوماسيون تحركات الدبلوماسية الرئاسية المصرية فى دعم القضايا العربية، من خلال مشاورات واتصالات الرئيس عبدالفتاح السيسى مع القادة العرب وفى العالم، إضافة إلى لقاءات وجولات الرئيس السيسى وآخرها الجولة الخليجية، والتى شملت «قطر والكويت».
وقالوا فى تصريحات لـ «الجمهورية الأسبوعي» ان الجولات والمشاورات الرئاسية تؤكد دور مصر المحورى فى القضايا العربية والأقليمية، وتعمل على تعزيز القضايا العربية، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، وجددت التأكيد على رفض تهجير الفلسطينيين وضرورة إعادة الاعمار، ووقف اطلاق النار، واتمام تبادل الأسرى والسجناء، وهى بنود الثوابت المصرية فى التعامل مع القضية الفلسطينية.
قال السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية ، ان مصر فى الآونة الأخيرة والأيام القليلة الماضية تقود زخماً سياسياً من خلال دبلوماسية رئاسية على أعلى مستوى من أجل دفع القضية الفلسطينية ووضعها فى مكانها الصحيح وهو ما اتضح خلال زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى كل من قطر والكويت وقبلها زيارة الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون إلى مصر وبالتالى فهى لها معانى كثيرة.
وأضاف أن مصر الآن تقوم بحشد كل الدول سواء كانت فى الإقليم أو الدول الغربية من أجل دعم الحقوق الفلسطينية ودعم أن يكون هناك مسار سياسى يعطى الامل للشعب الفلسطينى فى حياة مقبلة وهو فى ظل ظروف قاسية ومظلمة تماما نتيجة العدوان الإسرائيلى على غزة والضفة الغربية.
أوضح السفير العرابى أن مصر ترى أنه يجب أن يكون هناك مسار سياسى أيضا يبدأ بالتهدئة ووقف إطلاق النار ثم إعادة الإعمار، حتى نصل لمسار سياسى يكون فيه ضوء فى نهاية أو اخر النفق لأنه سيكون هناك دولة فلسطينية تستطيع أن تحقق المطالب السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني.
وشدد على أن قيام مصر بهذا النشاط المكثف دبلوماسيا والتواجد فى منطقة الخليج كان أمراً مهماً للغاية خاصة وان هناك زيارة مهمة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب للمنطقة الشهر المقبل، وبالتالى من الضرورى أن يكون هناك رؤى استراتيجية موحدة ومواقف متقاربة تماما حتى يكون هناك رسالة صادرة من المنطقة العربية إلى الرئيس الأمريكى بشأن ما هو قادم فى قطاع غزة.
وقال السفير عزت سعد المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية أن جولة الرئيس مهمة جدا ولها انعكاس إيجابى على العلاقات الثنائية بين مصر وقطر والكويت، لأن قطر شريك مهم لمصر وقد تنامت العلاقات وزادت قوة خلال الثلاث سنوات الماضية، كما أن الدوحة والقاهرة يعملان بقوة للتوصل لحل فى غزة عبر الوساطة.
وأضاف أن زيارة الرئيس السيسى إلى الكويت حظيت باهتمام كبير وتفاعل شعبى فى البلدين الشقيقين واللذين تربطهما علاقات تاريخية وثيقة يمكن البناء عليها لزيادة وتيرة التعاون المشترك.
وحول دعم البلدين لجهود مصر الرافضة لمخطط تهجير الفلسطينيين والساعية لإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية لافتاً إلى أن قطر والكويت شاركا بتمثيل دبلوماسى على أعلى مستوى فى القمة العربية مارس الماضى والتى جاءت لحشد الجهود لدعم خطة مصر لإعمار غزة، لذا فالزيارة أكدت على دعم الأشقاء لجهود مصر ودورها للتعامل مع التحدى المرتبط بسياسات إسرائيل الرامية لتهجير الفلسطينيين.
ويرى السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الزيارة تساهم فى تعزيز العلاقات بين مصر وقطر والكويت وكان لها مردود قوى على القضايا ذات الاهتمام المشترك وخاصة «العربية»و»الإقليمية»وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والتى تمر بمنعطف خطير حيث تسعى اسرائيل لتصفية القضية ولكن مصر تتصدى بكل قوة.
ويستكمل أن مصر وقطر والكويت لديهم توافق مشترك على رفض الممارسات الإسرائيلية الساعية لتهجير وتجويع الفلسطينيين ،لذا ركزت مباحثات الزعماء الثلاثة على دعم جهود التوصل لحل للقضية الفلسطينية ورفض مخطط التهجير.
وقال السفير حليمة إن الدعم العربى لموقف مصر الرافض لتصفية القضية الفلسطينية بجانب التضامن من الدول الإسلامية ومعظم دول العالم يقوى موقف القاهرة ويدفع تجاه حل القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية.
وأشار إلى أن الزيارة فتحت عدة ملفات هامة منها حركة الملاحة فى البحر الاحمر وهى مسألة فى غاية الأهمية وتمس الأمن القومى العربى والمصري، بالاضافة إلى مناقشة قضايا السودان واليمن وليبيا وسوريا والتأكيد على ضرورة احترام سيادة الدول ودعم المؤسسات الوطنية والتوصل لحلول سياسية عبر الحوار، مما يؤكد حرص القاهرة على تحقيق السلام والاستقرار فى الدول العربية.
وقال الدكتور طارق فهمى استاذ العلوم السياسيه ان جولة الرئيس الخليجية تأتى فى توقيت بالغ الأهمية فى مشهد اقليمى شديد التعقيد حيث تم إجراء مباحثات ثنائية وموسعة على مستوى الوفود شملت المستوى السياسى والاقتصادى تطرقت هذه المباحثات للأوضاع الإقليمية خاصة الملف الفلسطينى و تطورات الحرب الدائرة الآن فى قطاع غزة والتى تبذل مصر جهودا حثيثة لوقفها مؤكدا أن جزءاً كبيراً من هذه الزيارة خصص لدعم الأشقاء فى فلسطين و التأكيد على الموقف العربى الموحد الرافض لكافة أشكال التهجير وتصفية القضية فلسطينية وجهود مصر لوقف إطلاق النار وتحقيق التهدئه المطلوبة و تبادل الأسرى والمحتجزين ثم الدخول فى المرحلة الثانية لإعادة إعمار القطاع ضمن الخطة العربية التى اعدتها مصر فى قمة القاهرة الطارئة.
وأضاف فهمى ان مصر تتواصل مع كافة الأشقاء وتتحرك فى مختلف الجهات لضمان تحقيق الزخم المطلوب لمجابهة المخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية وسط تحديات إقليمية ودولية متصاعدة.
وعن الجانب الاقتصادى للزيارة ، مؤكداً ان الحكومه بقياده الرئيس لديها رؤية واضحة ومحددة لتحسين الأوضاع الاقتصادية من خلال الترويج لفرصة الاستثمار فى مصر خاصة فى ظل حالة الاستقرار والأمن التى تتمتع بها مصر مشيرا إلى حرص الرئيس على لقاء مجتمع رجال الأعمال خلال زيارته الخارجية لدعوتهم لزيادة استثماراتهم وفتح مجالات عمل جديدة فى السوق المصرى الواعد بالفرص.
وقال السفير محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الاسبق ان المنطقة تشهد تطورات بالغة الاهمية تستدعى التعاون مع شركاء مصر الاقليميين والدوليين، ومن أجل ذلك قامت الدبلوماسية الرئاسية بجهود غير مسبوقة، فكانت زيارة الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون الى مصر تأكيدا على اهمية التواصل مع شركاء مصر الاوروبيين و توقيع شراكة استراتيجية مع فرنسا بجانب زيارة الرئيس الاندونيسى «برابوو سوبيانتو» الى مصر، حيث تعد اندونيسيا دولة رئيسية و فاعلة فى محيطها الاسيوى و هى دولة اسلامية ترتبط بمصر بأواصر تاريخية فهم معا فى منظمة التعاون الاسلامى و معا فى اطار حركة عدم الانحياز و يتعاونون فى إطار مجموعة الثمانية الاسلامية وفى إطار مجموعة العشرين.
اضاف: «زيارة الرئيس لقطر ومن بعدها الكويت فى هذا التوقيت شديد الأهمية، يعكس قوة الرئيس السيسى فى منطقة الخليج، ولقاؤه بالأشقاء مهم للغاية فى هذا التوقيت، حيث تدخل خلاله عملية الوساطة بالقضية الفلسطينية فى مرحلة حرجة وشديدة الأهمية، وكان من الضرورى التنسيق مع قطر ،حيث يتابع البلدان جهود الوساطة ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وبالتالى كان التنسيق بين المواقف أمراً ضرورياً، خاصة فى ظل وجود مقترحات مصرية مهمة على طاولة المباحثات.
أشار السفير حجازى إلى أنه فى الوقت الحالى هناك ترتيبات لزيارة مهمة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب للمنطقة والمملكة العربية السعودية تحديدا، ما يستدعى تنسيق المواقف خاصة فيما يخص العلاقات المصرية القطرية.