فى ذكرى مرور 76 عامًا على نكبة فلسطين.. و30 على نكبة البوسنة نجد أن الأمر لا يختلف كثيرًا فى النكبتين.. كلتاهما حرب إبادة.. وقتل.. واغتصاب..يعيش المجتمع الدولى حاليًا حالة من الصمت على ما يجرى فى فلسطين مشاهدًا ومتفرجًا كما عاش وتعايش مع حرب إبادة المسلمين على يد الصرب واستشهاد أكثر من 300 الف مسلم واغتصاب أكثر من 60 ألف مسلمة مابين امرأة وطفلة وتهجير ما يزيد على مليون ونصف المليون مسلم.
يشاهد العالم صامتًا مجازر غزة وقتل أهلها وتجويعهم وحصارهم واعتقالهم ودمار بيوتهم وتشريدهم والتمثيل بجثثهم وتحطيم كل الخدمات الحياتية والإنسانية والخدمية بلارحمة ولا هوادة كما فعل الصرب مع مسلمى البوسنة فى ظل موقف أمريكى وغربى مخزِ، كما كان الحال فى البوسنة حينما اعتبروا كذبًا وبهتانًا أن ما يجرى داخلها شأنًا داخليًا ورفض التدخل.. وساد الصمت الأوروبى إلى أن انتهت المهمة الاصعب إنسانيا وأخلاقيًا ودينيًا.
دنست إسرائيل المساجد فى غزة واقتحمت بيوتًا أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه مثلما فعل الصرب حينما هدموا أكتر من 800 مسجد عمر بعضها يزيد على 500 عام للقضاء على الهوية الإسلامية.. عملت إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة على طمس الجوانب والشواهد التاريخية لفلسطين وللقدس خاصة مثلما حدث فى البوسنة حينما تم حرق مكتبة سراييفو التاريخية..اسكنت إسرائيل اطفال وشباب وبنات وسيدات غزة سجونها.. واعتقل الصرب آلاف المسلمين وقتلوا فى مذبحة جماعية 8372 من المسلمين البوشناق معظمهم من الرجال والشيوخ والأطفال الذين تترواح أعمارهم مابين 22 و77 عاما مثلما تفعل إسرائيل فى المقابر الجماعية التى يتم اكتشافها تباعا..استولى المستوطنون على المساعدات الإنسانية الخاصة لأهالى غزة لتعذيبهم وتحويلهم إلى هياكل عظمية والقضاء عليهم جوعا ..هكذا فعل الصرب منذ 30 عامًا.
فى الذكرى 76 من نكبة فلسطين نجد نكبة جديدة فى غزة للقضاء على ما تبقى من فلسطين التاريخية بدعم أمريكى ومباركة غربية فى موقفا فج ومفضوح.. 76 عامًا على نكبة كان ضحيتها تهجير نحو 950 ألف فلسطينى من مدنهم وقراهم الآمنة من اصل مليون و409 آلاف فلسطينى وتدمير بيوتهم ومزارعهم وأشجار زيتونهم..وتستمر حرب تدمير غزة واستشهاد أكثر من 35 الف فلسطينى طبقا لاحصائية غير نهائية أغلبهم من الأطفال والنساء بخلاف من هم تحت الأنقاض وإصابة أكثر من 80 الفًا آخرين فى محاولات مستميتة لتصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسرى للفلسطينين.
نأمل أن يصدر حكم من الجنائية الدولية ضد رئيس وزراء إسرائيل مثلما حدث عام 2016 فى إدانة «رادوفان كارايتش» الزعيم السابق لصرب البوسنة والهرسك ورئيس الجمهورية بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب ضد الإنسانية وحكم عليه بالسجن 40 عامًا.