تغير الجماعة جلدها كالحية من أجل تحقيق اهدافها وتسعى بكل قوة لتدمير المجتمع وتؤصل لأفكارها من خلال الولاء والبراء لتنفيذ مخططها الأجرامي والتمكينى.
أسماء دياب رئيس برنامج دراسات التطرف والارهاب بمركز رع للدراسات الاستراتيجية تشير الى انه برصد وتتبع الخطاب الإعلامى لجماعة الإخوان الأرهابية، تلاحظ تغييرها لسياساتها الإعلامية بشكل تكتيكى فى الفترة الأخيرة، بطريقة لا يمكن أن يكشفها المشاهد غير المنتمى لهذا التنظيم، على الجانب الأخر يرصد المتخصصون والمحللون تراجع الجماعة ظاهريًا عن استخدام خطاب العنف والألفاظ التى تعكس التطرف حيث تحاول خداع البسطاء.
وتطرح تساؤلا: ما تفاصيل تلك الاستراتيجية، وطرق توزيع الأدوار فيها؟ وما التأصيل الإخوانى لتلك الاستراتيجية وفق أدبيات الجماعة؟وهل اختفى تمامًا دور استخدام خطاب العنف أم تراجع نسبيًا وفق حسابات مدروسة؟وما أسباب تمكن الجماعة من المحافظة على التواجد رغم فقدها للكثير من أدوات تأثيرها؟
المتتبع لقنوات جماعة الإخوان الأرهابية سواء التى تبث من دول لندن أو من بعض العواصم الأخرى، فضلًا عن القنوات التى تبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يرصد أن أغلب هذه القنوات أصبحت تستخدم فقط خطابا ناقدا للظروف الاقتصادية والسياسات الحكومية، ولا يدعو بشكل مباشرإلى الخروج للتظاهر وإحداث فوضى كما كان تفعل حتى وقت قريب، فضلًا عن بث تلك القنوات أغانى وطنية- رغم عدم إيمان الجماعة بالأوطان وفق أدبياتها والأغرب أن هذه الاغانى لمطربين كانت الجماعة تكن لهم مشاعر الكراهية وتسبهم وتلعنهم قبل وقت ليس ببعيد، وهذا بغرض تصدير صورة كاذبة بأن تلك القنوات تابعة لفصيل معارض وليس للإخوان، وما يؤكد ذلك، هو تكرار المذيعين فى هذه القنوات لشعار متفق عليه يذاع فى كل البرامج بين الحين والآخر، هو نحن ليس من الإخوانكما تراجع التحريض على العنف واقتصر أفراد الجماعة من مقدمى تلك البرامج، على تصدير أفكارهم الإخوانية بشكل غير مباشر خبيث، كانتقاد سياسات مؤسسات الدولة بدلًا من الدعاوى المباشر لهدم المؤسسات والاعتداء عليها، كما كان يحدث ضد الجيش والشرطة والقضاء والأزهر، واختفى خطابهم القديم بأعلان تأييدهم التنظيمات الإرهابية الصلبة، كـ القاعدة وداعش، الذى كان يذاع باستمرار على قنواتهم الفضائية، بل اكتفت الجماعة بالإشادة بتلك التنظيمات وتأييدها من قبل بعض عناصرها على السوشيال ميديا، وعبر بعض المواقع الإخبارية التابعة لها.
رئيس برنامج دراسات التطرف والارهاب بمركز رع تؤكد أن الجماعة حولت من سياساتها الصدامية بعد فشلها فى التأثير على الشارع وافتضاح أمرها، وقررت اتباع استراتيجية المحنة أملًا فى تحقيق أهدافها بعيدة المدي، وذلك باستقطاب قطاع من الشعب للعمل لصالح الجماعة بشكل غير مباشر فى الوقت الحالى وأوقات لاحقة، وما يؤكد هذه الفرضية، هو سماح الجماعة لأشخاص لا ينتمون للفكر الإخوانى بالعمل فى قنواتها ومؤسساتها سواء ليبراليين أو يساريين، ولا يلتزمون بالمظهر الإخوانى ولا يستخدمون المصطلحات الإخوانية، لتأكيد فكرة وتوصيل رسالةكاذبة ، مضمونها أن هذه القنوات تابعة لتيار معارض وليس لتنظيم إرهابي.
تأصيل إستراتيجى
تضيف: ان جماعة الإخوان انتقلت بالفعل إلى مرحلة الاختناق التى تتجاوز مفهوم المحنة عندهم، وهى حالة تمر بها الجماعة منذ أزمتها الأخيرة- من العمل التنظيمى عبر الأسر والكتائب والخلايا الإخوانية بسبب التضييق الأمنى بعد فترة العنف التى انتهجتها الجماعة بعد ثورة 30 يونيو إلى العمل من خلال الإعلام الفضائى والإلكتروني، فى ظل عجزها التام عن التأثير على الشارع، وعجزها كليًا عن الإعلان عن نفسها فى أرض الواقع، فلم يجرؤ عنصر إخوانى أن يعلن عن انتمائه التنظيمى فى مكان من مؤسسات الدولة أو فى الأماكن العامة داخل مصربسبب الرفض الشعبى الواضح لهم ، لذلك لم يبق للجماعة غير الإعلام الألكترونى لتحقيق أهدافها ولقد أصل أمام الأرهاب حسن البنا، لكيفية التعامل وقت المحنة فى رسائله التى وجهها لأتباعه، حيث أصل مرشدهم الأول للتعامل مع من هم خارج الجماعة والاستفادة منهم قدر المستطاع لتحقيق أهداف التنظيم، وهو ما يفعله إعلام الإخوان حاليًا، وجمعيات الجماعة ومؤسسات فى الغرب يتبعون نفس الاستراتيجية، التى أسس لها البنا فى رسالة التعاليم، حيث قال البنا فى الركن السادس من البيعة: يتصل بالجماعة كل من أراد من الناس متى رغب المساهمة فى أعمالها ووعد بالمحافظة على مبادئها، وليست الطاعة التامة لازمة فى هذه المرحلة بقدر ما يلزم فيها احترام النظم والمبادئ العامة للجماعة.
يطلق البنا على المرحلة المذكورة مرحلة التعريف، وهى بداية مراحل النشاط للفرد الإخواني، وفى هذه المرحلة تتراجع الجماعة، وتلجأ إلى استخدام توصيات المرشد، للاستفادة بشكل برجماتي، من كل شخص يمكنها الاستفادة من مجهوداته لصالح أغراضها، واستخدمت الجماعة فى سبيل تحقيق ذلك مفاهيم أصل لها البنا أيضا كمفهوم التقية، وتخلت مرحليًا عن مفهوم الولاء والبراء فى التعامل مع بعض الأشخاص من خارج الجماعة، كانت تعتبرهم أعداء فيما قبل، بعد أن فقدت الجماعة كل أدواتها التنظيمية فى الواقع، وفقدت بالتالى كل قدرات الحشد- وإن كان بعض المراقبين يقدرها بمرحلة اختناق كامل، متجاوزة حدود المحن التى مرت بها سابقًا.
الشماتة
أشارت إلي أن الموت ليس مناسبة للشماتة ولا لتصفية الحسابات، بل هو مناسبة للعظة والاعتبار، فإن لم تسعفك مكارم الأخلاق على بذل الدعاء للميت والاستغفار له؛ فلتصمت ولتعتبر، ولتتفكر فى ذنوبك وما اقترفته يداك وجناه لسانك، ولا تعين نفسك خازنا على الجنة أو النار؛ فرحمة الله عز وجل وسعت كل شيء، بهذه العبارات البليغة المعبرة ردت دار الأوقاف المصرية، على حملات الشماتة المقيتة، التى شنتها جماعة الإخوان الإرهابية، عندما ورود خبر وفاة الإعلامى والصحفى القدير وائل الإبراشي.
فلم تكتف لجان الإخوان الإلكترونية وأبواقها الإعلامية، بمهاجمة وطعن وانتهاك أشخاص وأعراض خصومهم السياسيين وهم على قيد الحياة، بل وصل الفجر الاخوانى فى الخصومة إلى سكب مخزون البذاءات على كل رموز ثورة 30 يونيو، وخط الدفاع الأول من المثقفين والإعلاميين، حتى بعد وفاتهم، وعينت الجماعة نفسها كعادتها خازن على الجنة والنار، وأطلقت تصريحات التكفير المعلبة، على من أصبحوا بين يد المولي، وأطلقوا العبارات البذيئة تهليلا بفرح موت خصومهم كـ (نفوق، هلاك، المقبور، عدو الدين، الطاغية الظالم).
قلوب إخوانية سوداء
رئيس برنامج دراسات التطرف والارهاب بمركز رع للدراسات الاستراتيجية قالت: ما تركت جماعة الإخوان الإرهابية فرصة لتنال، من خصومها السياسيين والمدافعين عن الوطن، والمعبرين عن المبادئ السامية لصحيح الإسلام، وأجهزت عليهم باللعن والسب والشماتة، فقال الإخوانى محمد المختار الشنقيطى فرحا لموت الإبراشى وتأصيلا للشماتة فيه، الفرح بهلاك الظلمة وأعوانهم مسلمين وغير مسلمين، وحمد الله على ذلك أمرا جائزا فحسب، بل هو واجب شرعي.
وسخروا لهذه الفكرة الأخوانية تفسير خاص للأية الكريمة«فقطع دابر القوم الذين ظلموا» توضح انه بناء على هذا،أسست الجماعة عبر مواقعها وقنواتها، لوجوب الشماتة فى موتى الخصوم، واستدلت استدلالات باطلة بناء عليه، للتأصيل لأتباعهم لفقه الشماتة، فالآية تتحدث عن الظلم بمعنى الشرك، فقد جاء الظلم بمعنى الشرك فى مواضع مختلفة فى القرآن، كما أوضح لنا النبى الكريم مفهوم الظلم عندما سأله الصحابة، مستشهدا بالآية الكريمة «إن الشرك لظلم عظيم» (لقمان:13)،عليه فقد أصدرت الجماعة حكم بالشرك على خصومهم من الأحياء والأموات..وأخذت الجماعة على نفسها، أن لا تفوت مناسبة لا تعلن فيها الشماتة فى الموتي، على وجه الخصوص من خصومها، كما فعل الإخوانى عمرو فراج وإيمان فريد وغيرهم من شماتة فى وفاة الإبراشي، وفعلوا قبل ذلك فى الشماتة فى وفاة الفنان المصرى ممدوح عبد العليم، و فى وفاة الكاتب المصرى محمد حسنين هيكل، و المفكر السياسى الدكتور رفعت السعيد وغيرهم الكثيرين.
تكفير المجتمع
لم تنس الجماعة الارهابية معتقداتهم غير المعلنة «انهم جماعة المسلمين» وسعوا الى تقسيم المجتمع إلى مسلمين وغير مسلمين بهدف تدمير الأسرة المصرية من الداخل وبدات فى تنفيذ خطة تكفير المجتمع من خلال التركيز على المراة واقناعها بحرمة عمل زوجها وضرورة التفريق عنه اذا اصر على الاستمرار فى عمله وذلك من خلال ثلاثة استهدافات؛ الاول تكفير من يعمل فى البنوك والثانى من يعمل فى الإعلام والصحافة والاخير من يعمل فى الاجهزة الأمنية وبدات تنفيذ المرحلة الاولى من المخطط واستغلال الخلاف الفقهى حول تعاملات البنوك و الاصرار على تأصيل الاراء التى تحرمه دون ذكر من يحله والادعاء بأن هناك اجماعاً من العلماء بحرمة التعاملات البنكية وان من يعمل فيها مشارك فى الاثم ولا يقبل عمله وان امواله حرام ولا يجوز استمرار الحياة الزوجية معه وبالطبع انجرف عدد الى رأيهم المعلن فكان خراباً لمئات البيوت بعد أن حدثت حالات الطلاق فيما فطن الأغلبية الى هدفهم الخبيث ورفضوا ترك العمل فى البنوك ..وفى نفس السياق بدأوا فى بث حرمانية»الجمعيات» المنتشرة فى كافة بقاع مصر والتى يقوم فيها الافراد بتحصيل اموال محددة وصرفها كل فترة لشخص بدعوى انها «ربا الأجل»واقنعوا المئات من السيدات بحرمة «الجمعيات» رغم أنها تساعد فى حل العشرات من الالتزامات المالية وحدثت بالفعل المئات من المشاكل المالية بعد عزوف عدد غير قليل من الالتجاء الى عمل «جمعية».
المرحلة الثانية لخطة الجماعة الارهابية كانت استهداف رجال الشرطة والقوات المسلحة من خلال «الميديا»ونشر مخطط خبيث يسيء لرجال الشرطة والجيش وتشويههم وتأويل الاحداث ولى الحقائق وخاصة التى يقع فيها ضحايا رافعين شعارات جوفاء عن حق الارهابيين فى التعامل العادل وعدم رد الرصاص بالرصاص.. وقد تصدت الاجهزة الامنية والشئون المعنوية من خلال التوعية الاستباقية لهذا المستهدف وردت عليه وكشفت كذبه .
المستهدف الثالث كان رجال الصحافة والاعلام ورفعت الجماعة شعار «من أعان» لتنفيذ مخططهم مستغلين هوجة استخدام مواقع التواصل الاجتماعى ومنصات التواصل لدى السيدات والتى تعتمد على الفيديوهات ونشروا المئات من دروس علمائهم الذين يبثون سمومهم بظلم الحاكم وتكفير من يدعمه وحرمة ماله وحياته.
استغلت الجماعة انتشار عناصرها النسائية غير المعروفها «الخلايا النائمة» وبدأت فى مناقشة الفيديوهات ومحتواها مع زملاء العمل خاصة فى التجمعات العمالية الكبيرة وتوسيع دائرة الحديث بهدف انتشار الظاهرة وهدم المجتمع.
كل ما سبق يكشف ان الجماعة الإرهابية التى تحاول ان تظهر وجهها الكاذب كالحية الملساء لكنها لا تنفث إلا سموماً قاتلة ضد المجتمع والدولة.. وهذا ما تفعله الآن بنشر سموم الأكاذيب والشائعات التى تستهدف إحداث الفتنة وصناعة فجوة بين المواطن ومؤسسات الدولة وقيادتها.
لكن كالعادة الشعب المصرى أصبح واعياً ومدركاً ومهما تزايدت الأكاذيب الإخوانية وعمليات التشويه المتعمدة والتحريض للمصريين إلا أن المصريين يرفضون هذا ويفسدون المخطط الإخوانى بعد أن كشفوا عداءهم وكراهيتهم للوطن وإصرارهم على الانتقام من الشعب.