لا يريد مجرم الحرب بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الإسرائيلى وقف العدوان الوحشى على المدنيين فى قطاع غزة والانخراط فى صفقة تبادل للأسرى بين الجانبين حتى لا يعترف بالهزيمة من حركة حماس التى ألحقتها به وبجيشه الذى انكشف يوم 7 اكتوبر الماضي، ولذلك يضع عشرات العراقيل أمام الصفقة التى تجرى رحاها حاليا من أجل افشالها بكل السبل ضاربا عرض الحائط بجهود الوسطاء من أجل وقف نزيف الدماء فى قطاع غزة.
النتنياهو يصر على الاحتفاظ بمحور فيلادلفيا ولا يريد انتشارا محدودا فقط، بل يريد وضع آليات ثقيلة ودبابات وصواريخ وما سيتبعه بعدها من إقامة أبراج مراقبة على المحور وهو ما ترفضه مصر رفضا نهائيا ولن تقبله المقاومة التى ستصطاد جنوده كالفئران فى ذلك المحور ولن يصمد أمام العمليات التى ستنفذها المقاومة ضد أى جندى اسرائيلى سيظل على أرض غزة.
كما يصر على احتلال محور نتساريم وسط القطاع بطول ستة كيلومترات من حدود غزة مع الأرض المحتلة فى الشرق إلى ساحل البحر الأحمر ويفصل شمال القطاع والمناطق الحضرية عن جنوبه، ما يعنى تقليصا عمليا للمساحة المسموح للسكان الإقامة فيها، ويجعلهم مسجونين للأبد داخل معسكر اعتقال شبيه بمعسكر جوانتاناموا.
مادام نتنياهو يصر على وضع العقدة فى المنشار ونسف المفاوضات بشروط تعجيزية للمقاومة ظنا منه أن المقاومة تلفظ أنفاسها، فله أن يعرف ان جيشه لن يستطيع الاستمرار فى المحورين ولن يحسم المعركة لصالحه ولن يستطيع حماية جنوده من كمائن الموت التى ينفذها المجندون الجدد «دفعة 2024 مقاومة» والذين ضعهم الأجرام الإسرائيلى وبدأوا بالفعل تنفيذ عمليات من المسافة صفر ضد الاحتلال فى قلب نتساريم.
وفى الضفة تتزايد العمليات العسكرية ضد المستوطنين والجنود الإسرائيليين فضلا عن عودة العمليات «الاستشهادية» فى الداخل المحتل وهى العمليات التى تؤرق المجتمع الإسرائيلى لأن مثل هذه العمليات لا يمكن توقعها أو الحذر منها ويستحيل التصدى لها أو الحيلولة دون وقفها بالإضافة إلى النار المستمرة على خط الشمال مع حزب الله الذى يمطر المستوطنات بالصواريخ محدودة التأثير حتى الآن.
أقصى ما يفعله الاحتلال أنه يستهدف المدنيين فى مخيمات النزوح وقتل العشرات يوميا لكسر ارادة الشعب الفلسطينى وزيادة معاناتهم الانسانية لكن الشعب الفلسطينى يعلم تماما أن المقاومة حريصة على تحقيق أكبر قدر من المكاسب لصالح سكان غزة ووقف الحرب وتخفيف المعاناة عن الاهالى الإفراج عن الآلاف من الاسرى الذين يقبعون فى معتقلات الاحتلال منذ عشرات السنين.
وسط هذه المعاناة التى تدخل شهرها العاشر وتجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين أربعين ألفًا هنيئا للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة 30 ألف مولود جديد رغم الظروف غير الإنسانية التى يعيشها القطاع الصحى فى غزة ، فلا أدوية أو ألبان أطفال ولا تطعيمات ضد الأمراض بسبب منع الكيان الاسرائيلى دخولها إلى قطاع غزة.