الدقهلية محافظة كبيرة مترامية الحدود، ولها مكانتها وريادتها، فمن ترابها خرج العلماء والأفذاذ والحكماء فى شتى فروع المعرفة وفى كل التخصصات قديماً وحديثاً. تولى أمرها الكثير من المحافظين، منهم من ترك بصمات واضحة لا تنكر، أذكر منهم الراحل اللواء سعد الشربيني، واللواء فخر الدين خالد عبده، واللواء سمير سلام أطال الله فى عمره، وغيرهم كثير، وتبقى الأعمال التى قام بها هؤلاء وغيرهم هى الميزان الحساس، وما زال الناس يذكرون من قدم ومن تراخي. وقد استبشرت خيراً بقدوم اللواء طارق مرزوق وتولى أمر المحافظة فى مرحلة فارقة ومهمة، فالرجل لا يعرف لغة المكاتب، فهو دائم الحركة وعلى كل الأصعدة، وفى قلب الحدث، وقد شهدت المحافظة تطوراً ملحوظاً فى كل الاتجاهات، لاسيما فى المصالح الخدمية، ومن عاصر المرحلة السابقة لقدومه يدرك الفارق فى الأداء، فالرجل يؤمن إيماناً راسخاً أن العمل وحده هو المقياس لوجود المسؤول، ولا مانع عنده من الدفع بعناصر شابة وجادة لتحمل المسؤولية وتقدم الصفوف. ولأنه يؤمن بالعمل الميدانى فقد علم أن أنبوبة بوتاجاز انفجرت فى أحد المطاعم وكانت النتيجة إصابة عدد من العاملين، فهرول الرجل إلى المستشفى للوقوف على حالتهم ورعايتهم، ولم يغادر، وكانت قولته «لن أبرح هذا المكان حتى أطمئن على أبنائي» موقف إنسانى لمحافظ إنسان هو اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية. منذ وطئت قدماه أرض المحافظة، وهو يسارع عجلة الزمن ويتحرك بخطى ثابتة من خلال زياراته المكوكية لجميع الهيئات والمصالح، يوجه ويقيم ويعالج مناطق الخلل. مطلوب من مرؤوسيه السير على دربه ومواكبة الرجل فى تحركاته واستباقها، فالمسؤولية كبيرة وتحتاج فعلاً إلى تضافر الجهود والعمل بروح الفريق الواحد. الدقهلية بتاريخها تستحق من الجميع الإخلاص والنقاء والطهر، والحمد لله أن أكرمنا برجل يستنهض الهمم ويفتح الآفاق أمام القيادات التى تريد العمل وتتقنه. الكرة فى ملعب قيادات الصف الثانى والثالث، بيدهم وحدهم تقديم البراهين أنهم رجال المرحلة التى لا تعرف الإحباط والتراخي. وإذا كان لى من كلمة أهمس بها فى أذن المحافظ النشيط، فهى نظرة فاحصة لمجالس المدن والوحدات الريفية، ولا مانع من التغيير وتقديم الأصلح إنجازاً لمصالح الناس وتخفيفاً عن كاهلهم، والذى أعلمه أن مصالح الناس فى غالبيتها فى الحكم المحلي، وهناك الكثير من الملفات التى تحتاج إلى الحسم منها التصالح فى مخالفات البناء من خلال منظومة محكمة تحول دون التلاعب بمشاعر الناس.
وهذا ليس بعسير وما ذلك على الله بعزيز..