هل نحن من الذين يحاسبون أنفسهم.. خاصة ونحن على مشارف عام جديد.. هل انفرد كل منا بنفسه وجلس يسترجع امامه شريط عام كامل مر من حياته.. هل توقفنا امام ما قدمناه.. من أخطاء وسيئات.. واساءة لبعضنا.. أو ظلم لمن يتعاملون معنا.. ليس عيبا ان نعترف باخطائنا.. لكن العيب ان نستمر ونتمسك بهذه الأخطاء.. ونحن على أعتاب عام جديد.. لابد ان نتطلع الى الأفضل.. وان ننظر امامنا.. وان نقفز على مساوئنا واخطائنا.. ولا يوجد انسان بدون أخطاء.. المهم ان يتداركها.. وقد أكد جميع علماء الاجتماع وعلم النفس.. ان الانسان اى انسان عندما يدرك الفارق بين الخطأ والصواب.. يستطيع ان يقوم اى يصحح نفسه بنفسه.. إذا أراد.. يعنى اذا كان لديه الرغبة فى ذلك.. ومن منا لا يريد ذلك.. انها الرغبة أو بمعنى أدق الإرادة.. ويبقى السؤال.. هل يمكن ان نتصور حقا.. اننا يمكن ان نصلح أنفسنا بأنفسنا.. وان يصبح كل منا رقيبا على نفسه.. هل يمكن أن يحاول كل رئيس عمل.. رفع الظلم عن مرؤوسيه فى موقعه.. ويعطى كل مجتهد حقه.. وان يكون المعيار الوحيد للترقية.. هو العدل.. امام الكفاءات.. بعيدا عن حملة المباخر.. واجادة الانحناء ومسح الجوخ.. لابد ان يتقدم الصفوف الكفاءات من المجتهدين وهذه مسئولية كل رئيس عمل.. البداية تأتى من داخلنا نحن.. من ضميرنا.. دون أن نبحث عما فى ايدى غيرنا.. نحن فى اشد الحاجة إلى محاسبة النفس.. وان نؤمن بأن الحاضر افضل من الماضي.. وان المستقبل افضل من الحاضر.. بشرط أن يصعد الجميع على سلم العدل.. قدر الإمكان.. ولابد ان نعترف بأننا امام تحديات.. تستدعي بذل الجهد بكل صدق واخلاص.. وان نعى جيدا.. ان جهد كل منا.. يؤدى الى تطور كل نواحي حياتنا.. ويؤدى الى ظهور بعض العباقرة.. بشرط اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب.. وان يحصل كل منا على حقه.. وهذه ايضا مسئولية القيادات فى مواقع العمل.. مع نهاية عام وبداية آخر.. ماذا قدمنا.. ماذا قدم كل منا فى موقع عمله.. هل تفرغنا للنيل من بعضنا.. هل تفننا فى التزويغ من أعمالنا.. هل تعودنا اضاعة وقت العمل فى اشياء اخرى.. بعض المصالح تعلن سقوط السيستم.. كل صباح.. حتى الساعة العاشرة.. وهى فترة مقدسة لتناول وجبة الإفطار وتناول الشاى.. ومصالح أخرى يتعطل فيها السيستم طبقا لمزاج من يريدون الهروب من امام شبابيك التعامل مع المواطنين.. وأصبح السيستم يعمل طبقا للمزاج.. مع عام جديد.. هل سأل كل رئيس عمل نفسه.. هل استجاب لرفع الظلم عن اى مظلوم.. ام تركه يدوخ السبع دوخات فى المحاكم حتى يحصل على حقه.. بالرغم من ان تأشيرة واحدة بقلم رئيس المصلحة أو الهيئة كفيلة بإنصافه واعادة الحق اليه.. طالما هو صاحب حق.. وهل يذكر كل موظف.. كم مرة.. نطق بالعبارة الخالدة.. « فوت علينا بكرة يا سيد «.. ومن هنا نتساءل.. ماذا نريد من عام 2025.. ماذا ؟ نريده عاما مختلفا فى كل شئ.. عاما يبدأ بمحاسبة النفس.. محاسبة تقود كل منا الى تطوير نفسه.. وان يتفرغ لاتقان عمله.. وان يؤدى حق الله عليه.. وان يكون وقت العمل.. للعمل فقط.. لإنهاء مصالح العباد.. وان ننتصر على وقت الفراغ.. فلا يوجد وقت فراغ فى العمل.. فالوقت كله للعمل والعمل فقط.. طالما تواجدنا فى أماكن أعمالنا.. ولكن كيف يمكن ان يتحقق ذلك.. كيف ؟ فى اعتقادى.. ان الحل هو ان نقوى مؤسساتنا فى مختلف انشطة حياتنا.. وندعم علاقاتنا العائلية.. ونصلح نظام تعليمنا.. ونتمسك بمبادئ ديننا الحنيف.. الدين الإسلامي الذى يبث المبادئ النبيلة.. مع بداية عام جديد.. وعندما نحاسب أنفسنا.. لابد ان نؤمن بأن اداء أعمالنا.. يرتبط بالقدرة الإنتاجية.. وليس امامنا.. إلا ان يتفرغ كل منا لعمله.. وهنا يقفز السؤال.. هل سيكون العام القادم أفضل.. اقول هذا يتوقف على نتيجة محاسبة كل منا لنفسه.. وان يحصل على حقه.. دون واسطة او محسوبية أو سداد المعلوم.. ولنتذكر دائما مقولة عمر بن الخطاب.. الذى ارتبط العدل باسمه : حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا.. ويذكرنا الفارق عمر بقول الحق سبحانه « يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية « الحاقة 18.. وليكن عام 2025 مختلفا.. وكل عام وانتم بخير.