فى ظل التهديدات الأمريكية لإيران باستخدام القوة العسكرية ضدها إذ لم توافق على إنهاء برنامجها النووى تبدأ السبت القادم الجولة الثانية من المحادثات بين طهران وواشنطن والتى لم يتم تحديد مكان انعقادها بعد وما اذا كانت ستعقد فى عمان أو ايطاليا.
ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط للرئيس ترامب قال الثلاثاء الماضى الوصول إلى اتفاق صارم وعادل ودائم مع إيران أمر ضرورى وإقراره لن يكون إلا بموافقة الرئيس ترامب وان الاتفاق مع إيران سيعتمد على آليات التحقق من تخصيب اليورانيوم وببرنامج الأسلحة النووية.
فى حين ان إيران ستركز فقط وفقا للتصريحات على الملف النووى ورفع العقوبات دون التطرق لملفات أخرى لأن الأمن القومى والقدرات الدفاعية خط أحمر لا يمكن التفاوض بشأنها.
تشير بيانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى تقريرها الصادر فبراير الماضى إلى ان إيران تمتلك نحو 2748كيلو جرام من اليورانيوم المخضب بنسبة 60٪ وهى نسبه تفوق الحد الذى حدده اتفاق 2015 وهو ما يمكنها لصناعة سلاح نووى إذا وصل التخصيب إلى 90٪ وكما جاء فى جريدة الجارديان البريطانية عن امكانية نقل مخزون اليورانيوم المخضب إلى هو سبل فى إطار اتفاق نووى محتمل بين طهران وواشنطن فى الحال قبول إيران أثناء مراحل المفاوضات بنقل مخزونها من اليورانيوم لدولة مثل روسيا التى لم تعلق على هذا المقترح والتى يجمعها مع إيران اتفاقية شراكة إستراتيجية طويلة الأمد بموجبها يكون من حق إيران استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية ويعتبر أى استخدام للقوة العسكرية ضدها غير قانونى وغير مقبول فالتنسيق الروسي- الإيرانى واضح قبل وأثناء المفاوضات بين واشنطن وطهران ولذا هناك زيارة متوقعة لوزير خارجى الخارجية الإيرانى لموسكو قبل بداية الجولة الثانية المحدد لها السبت القادم فهل مناقشة مخزون اليورانيوم المخصب ونقله إلى أى مكان لا يعتبر السير قدما فى هذه المفاوضات للتوصل إلى اتفاق رغم قنابل الدخان والتهديدات الأمريكية لاستخدام القوة العسكرية ضد إيران اذ لم يتم اضرام اتفاق يحد من القدرات النووية الإيرانية وتفكيك برنامجها النووى بالكامل.
المراقبون يرون ان هناك أهدافاً عديدة للمحادثات بالنسبة لإيران منها التعاون الاقتصادى والاستثمار والاحتراب حول المشروع النووى الإيرانى الذى تسعى أمريكا إلى تفكيكه بتحريض إسرائيل فالحوار تفرضه أمريكا بقوة السلاح لحماية أمن إسرائيل التى تمتلك الرءوس النووية.
السؤال هل ستصل هذه المحادثات لإبرام اتفاق خلال المهلة التى حددها ترامب بـ60 يوما و تقويض القدرات الصاروخية والنووية الإيرانية واستعادة الأمن فى البحر الأحمر وأمن التجارة الدولية وسلاسل التوريد والتحكم فى أسعار النفط ويحقق لإيران الهدوء والتقاط الأنفاس ورفع العقوبات بعد خسائرها فى المنطقة وتقويض أذرعها فى لبنان والعراق وسوريا الحوثى.
نجاح هذه المحادثات يحتاج إلى اعادة الثقة بين الطرفين من أجل التوصل لاتفاق شامل يؤدى إلى رفع العقوبات الأمريكية والغربية عن إيران مقابل تعهدات إيرانية بتقييد تخصيب اليورانيوم وتوسيع الرقابة عليه وتقليص دور إيرانى الإقليمى.. فهل ستصل المحادثات إلى نتائج ملموسة يكون فى إطارها التنازلات متبادلة ضرورة وإعادة ترتيب الأولويات هى الطريق للوصول لاتفاق يقلص احتمالات نشوب حرب إقليمية.