قامت مصر منذ عام 6102 بتنفيذ برنامج طموح للإصلاح الاقتصادى تضمن إصلاحات مالية ونقدية تهدف إلى تحقيق معدلات نمو متسارعة ومستدامة، وتحقيق التنمية الشاملة ، حيث وضع هذا البرنامج حلولاً جذرية لمشكلات اقتصادية هيكلية عانى منها الاقتصاد المصرى سنوات طويلة ويأتى تنفيذ محاور هذا البرنامج فى إطار رؤية مصر 0302 والتى تعكس الخطة الاستراتيجية طويلة المدى للدولة . وقد ساهم برنامج الإصلاح الاقتصادى فى تحقيق نتائج إيجابية تمثلت فى زيادة معدلات النمو الاقتصادي، وزيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية، وزيادة نسب التشغيل وتراجع معدلات البطالة والتضخم.. لكن وعلى أرض الواقع ، وبرغم كل هذه المجهودات المبذولة لتحقيق الأهداف الإنمائية المرسومة، إلا أن الواقع يؤكد أننا لن نكون دولة متقدمة بمجرد تحقيق معدل مرتفع للنمو الاقتصادي، وإنما يتحقق تقدم مصر فقط بتحولها إلى دولة صناعية عبر شراكات إستراتيجية مع دول قوية، وهو ما استندت عليه القيادة السياسية من خلال المشاركة فى قمة مجموعة العشرين التى عقدت يومى 81-91 نوفمبر 4202 فى مدينة ريو دى جانيرو بالبرازيل، بمشاركة الرئيس السيسي، لتؤكد مصر فيها على مجموعة من المحاور الاقتصادية المبنية على الالتزام القوى من قبل قادة مجموعة العشرين على التعددية، خاصة فى ضوء التقدم المحرز بموجب اتفاق باريس وعزمهم على البقاء متحدين فى السعى لتحقيق أهداف الاتفاق مع النظرة الجديدة لمنظمة التجارة العالمية كجوهر لتجارة العالمية مع التركيز على الإدماج الاجتماعى وإطلاق تحالف عالمى ضد الجوع والفقر لتعبئة التمويل وتبادل المعرفة لدعم تنفيذ برامج واسعة النطاق ومملوكة للدول. وبالتالى فإن مشاركة مصر فى هذه القمة تحمل الكثير من الدلالات الاقتصادية أهمها تعزيز الشراكات الاقتصادية الدولية التى تتيحها قمة العشرين كفرصة استثنائية لمصر لعرض إمكاناتها الاقتصادية وتعزيز التعاون مع الدول الصناعية الكبري، كذلك سعى مصر إلى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، خاصة فى مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا الزراعية والصناعة استناداً إلى أن التقدم منذ فجر الثورة الصناعية وحتى عصر العولمة الاقتصادية لم يتحقق فى أى مكان بغير التصنيع، والارتفاع المتواصل للإنتاجية والتصدير ومن هنا يأتى انعقاد مؤتمر مجموعة العشرين كمظلة للقيادة السياسية المصرية لحشد الدعم لإصلاح النظام الاقتصادى العالمى بما يضمن تخفيف أعباء الديون وزيادة التمويل لتنفيذ خطط التنمية المستدامة، بجانب تسليط الضوء على القضايا الجيوسياسية خاصه العدوان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية واللبنانية. ولكن ما يلفت الإنتباه أن جلسات قمة مجموعة العشرين ناقشت عدداً من القضايا المهمة، منها تحسين أداء المؤسسات الدولية متعددة الأطراف والوضع الجيوسياسى فى الشرق الأوسط، والحرب فى أوكرانيا، والأمن الغذائى والتنمية المستدامة، ومواجهة تغير المناخ وتعزيز التجارة والاستثمار بين الدول الأعضاء والأهم قضايا الذكاء الاصطناعى.