تتزايد الصراعات والحروب فى العالم ويبقى مجلس الأمن هو الجهة الرئيسية المسئولة عن صون السلم والأمن الدوليين بموجب ميثاق الأمم المتحدة، لكن فى السنوات القليلة الماضية ومع عجز المؤسسة الأممية فى اخماد النزاعات المسلحة، بدأت الدعوات تتصاعد لإصلاح المنظمة الدولية.
فى ظل المساعى الحثيثة لتغليب المصالح السياسية الأحادية التى تدار وفق قواعد لعبة توازن القوى الدولي، لم يحقق مجلس الأمن الاستقرار العالمى المنشود حتى الآن فى ظل الصلاحيات المخولة للأعضاء الخمسة، الذين لديهم امتياز خاص ممثلا فى حق النقض (الفيتو).
فلا تزال مصالح الكبار تسود على حساب الدول الأخرى الأعضاء فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما خلق حالة متصاعدة من فقدان الثقة فى مؤسسات المجتمع الدولى الذى نشأ فى أعقاب الحرب العالمية الثانية.
كالعادة، فشل مجلس الأمن أول أمس فى التصويت على المشروع الجزائرى الذى يعطى الحق للشعب الفلسطينى فى قبول عضوية بلاده فى الأمم المتحدة، بسبب الفيتو الذى استخدمته الولايات المتحدة.
وبالرغم من أن هذا القرار يعتبر خطوة رئيسية نحو تحقيق السلام القائم على حل الدولتين، والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى المسلوبة منذ أكثر من 70 عاماً، وقفت أمريكا ضد هذه الخطوة.
بعد القرار الأمريكي، تحركت عدد من الدول العربية أمس، للتنديد بهذا الاجراء الذى سلب حق الشعب الفلسطينى فى اقامة دولته وتسوية قضيته على أساس حل الدولتين.
كما نددت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس بالفيتو الأمريكي، مشيرة إلى أن ما حدث عدوان صارخ يدفع المنطقة إلى «شفا الهاوية».
الجدير بالذكر، أن السلطة الفلسطينية التى تأسست عام 1994 بموجب اتفاقية أوسلو الأولى هى النواة الأولى لتأسيس حكم ذاتى انتقالى لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب اسرائيل، لكن الأخيرة تقف فى سبيل تحقيق ذلك بمساعدة الحليف الأمريكي.
ومع استمرار المساندة الأمريكية، فشلت الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها، فى ردع إسرائيل التى ترتكب يومياً مجازر إنسانية بحق الفلسطينيين فى غزة تحت شعار «من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها» فى ظل امتعاض على المستوى الشعبى والرسمى فى الدول العربية، وأوروبا وأمريكا بسبب ممارسات الإبادة الجماعية لحكومة تل أبيب اليمينية فى حق المدنيين العزل.
فعلى مدار 196 يوما تقريباً تتزايد حصيلة الشهداء الذى يشكل أغلبيتهم من النساء والأطفال إلى حوالى 34 ألف شهيد و أكثر من و76664 إصابة منذ بداية العدوان الاسرائيلى على القطاع فى 7 أكتوبر الماضي.
لبعض الأرقام، نقول إنه تم استخدام قرار حق النقض «الفيتو» حوالى 300 مرة منذ تأسيس مجلس الأمن الدولي، كان نصيب الولايات المتحدة منها 46 مرة، لصالح حليفتها إسرائيل، و34 مرة ضد قوانين تساند حق الشعب الفلسطينى منذ عام 1948 وهو أكثر من أى دولة أخرى فى العالم.
مؤخراً استخدمت الولايات المتحدة ثلاث مرات حق الفيتو فى مجلس الأمن الدولي، لمنع المصادقة على «وقف فورى لإطلاق النار لدواع إنسانية» فى قطاع غزة.
ففى 12 أكتوبر الماضي، عطلت واشنطن مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار الفورى بين إسرائيل وحماس.
وفى 16 ديسمبر من نفس العام استخدمت أيضاً الفيتو ضد مشروع قرار يدعو إلى إرسال بعثة تقصى حقائق إلى الأراضى الفلسطينية المحتلة للتحقيق فى جرائم الحرب التى ارتكبت خلال العدوان الإسرائيلى على غزة.
وكذلك فى 20 فبراير هذا العام استخدمت نفس الحق ضد مشروع قرار جزائرى بشأن وقف العمليات العدوانية داخل قطاع غزة وضد تسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
وقد أثارت هذه الممارسات الأمريكية انتقادات واسعة من جانب المجتمع الدولي، متهمة واشنطن بدعم إسرائيل وحماية جرائمها ضد الفلسطينيين.
فى نفس الوقت، لم يتمكن مجلس الأمن الدولى أيضاً من اعتماد مشروع قرار فى مارس الماضي، لكن هذه المرة مقدم من الجانب الأمريكى يهدف إلى وقف إطلاق النار فى غزة لكنه واجه فيتو روسى ضده بعد أن حصل المشروع على تأييد ١١ عضوا فى المجلس.
بحسب التصريحات الأمريكية، كان مشروع القرار يؤكد على ضرورة التوصل إلى وقف فورى ومستديم لإطلاق النار لحماية المدنيين على مستوى جميع الأطراف والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية الأساسية إلى غزة.
لكن فى المقابل، كانت وجهة النظر الروسية ترى أن القرار مُسيَّس بشكل مبالغ فيه ويتضمن منح الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملية عسكرية فى رفح، حيث صرح آنذاك فاسيلى نيبينزيا سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، بأن الغاية من القرار الأمريكى كسب الوقت من أجل افلات تل أبيب من العقاب، واصفاً المشروع بأنه «خداع أمريكى مألوف»، بحسب روسيا اليوم.
أيضاً عجزت المؤسسة الأممية فى إلزام إيران بالتخلى عن برنامجها النووي، كما لم تستطع إيقاف الحرب الروسية– الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من عامين والتى كادت تصل بالأمن والاستقرار العالمى إلى نقطة اللاعودة، لاسيما بعد أن قربت أن تتطور إلى مواجهة نووية بين الناتو وروسيا، خاصة فى ظل استمرار حالة الجمود بين الأطراف المعنية التى تمتلك قرار إيقاف هذه الحرب.
وفق طبيعة عمل مجلس الأمن، يستوجب على أعضائه اتخاذ زمام المبادرة فى ايقاف أى عمل عدواني، من خلال دعوة أطراف النزاع إلى التسوية السلمية، حيث يحق له وفق ميثاق الأمم المتحدة، الاضطلاع بمهام التحقيق والوساطة من خلال تعيين مبعوثين لمناطق الصراع.
وعندما تصل المواجهات إلى شكل الأعمال العدائية، يكون الهدف الأساسى للمجلس، وضع حد لتلك الأعمال بأسرع ما يمكن عن طريق إصدار توجيهات بوقف إطلاق النار، وإيفاد مراقبين عسكريين أو قوات لحفظ السلام للمساعدة فى تخفيف حدة التوترات والفصل بين القوات المتحاربة للوصول إلى تسوية سلمية.
ووفقاً لسلطة المجلس، يمكن له فرض العقوبات الاقتصادية، وحظر توريد الأسلحة، والقيود المالية، والمنع من السفر، وقطع العلاقات الدبلوماسية، والحصار، أو حتى العمل العسكرى الجماعي.
وفيما يخص الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، لم ينجح أيضاً مجلس الأمن – كما هو الحال فى غزة– فى اتخاذ قرار ملزم أو اجراء حاسم لوقف الحرب التى تهدد السلم العالمي، حيث استخدمت روسيا حق النقض عن التصويت على مشروع قرار يوقف الحرب الروسية الأوكرانية.
من وجهة النظر الروسية، تعد تحركات كييف التى تساندها واشنطن ومن خلفها أوروبا نحو الانضمام لحلف شمال الأطلنطى والاتحاد الأوروبى تهديداً للأمن القومى الروسي، وحتى الآن لم تفلح العقوبات الاقتصادية والحظر المفروض على موسكو فى إيقاف الحرب التى تستعر منذ أكثر من عامين، والتى تعتبر مسألة حياة أو موت بالنسبة للطرفين المتنازعين.
يعد أيضاً الملف النووى الإيرانى ضمن إخفاقات منظمة الأمم المتحدة ومجلس أمنها، حيث تمضى طهران قدماً فى برنامجها النووي، فبحسب بعض التقارير المسربة، باتت طهران قريبة من تخزين ما يكفى من المواد المشعة لصنع عدة قنابل ذرية.
ووفقاً لوثيقة نشرتها الوكالة الأممية مؤخراً، بلغت المخزونات فى فبراير الماضى 5525,5 كيلوجرام مقابل 4486,8 كيلوجراماً فى نهاية أكتوبر، أى أكثر من 27 مرة من المستوى المرخص به بموجب الاتفاق الدولى المبرم عام 2015 والذى ينظم أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات الدولية.
وكانت قد تخلت طهران تدريجيا عن التزاماتها الواردة فى الاتفاق المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، ردا على انسحاب الولايات المتحدة منه فى 2018 خلال عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب.
وقبل انسحاب واشنطن كانت قد نجحت الجهود الدبلوماسية فى التوصل لحل شامل للمسألة النووية الإيرانية بين كلاً من روسيا وألمانيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والممثل السامى للاتحاد الأوروبى من جانب وإيران من جانب آخر، التى أيدها مجلس الأمن بالإجماع، لتضيع بذلك الجهود الرامية لإيقاف مشروع إيران النووى التى باتت الآن قاب قوسين أو أدنى للانضمام للنادى النووى لتصبح ثانى دولة إلى جانب إسرائيل تمتلك هذا السلاح الفتاك فى الشرق الأوسط.
ومع السودان يستمر مسلسل إخفاقات مجلس الأمن، حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من التطورات الخطيرة التى يمكن أن تؤدى إلى تفتيت السودان، وامتداد الحرب المستعرة فيه إلى منطقة القرن الأفريقى والبحر الأحمر، داعياً مجلس الأمن إلى التحرك من أجل وقف النار بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان من جهة و»ميليشات الدعم السريع» بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، الملقب بـ»حميدتي» من الجهة الأخري.
وعلى الصعيد الليبي، لم تتوصل الأمم المتحدة من خلال مبعوثها فى انهاء الصراع الليبى المستمر منذ سنوات، والذى يتدهور بشكل كبير يوماً تلو الآخر، الأمر الذى دفع المبعوث الأممى لدى ليبيا عبدالله باتيلى إلى استقالته رسميًا من منصبه.
وذكر باتيلى «السنغالى الجنسية» أن المشكلة الرئيسية هى الديناميكيات الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن اللاعبين الخارجيين فاعلون فى البلاد ولا يمكن النجاح فى ظل هذه الظروف.
الجدير بالذكر أن باتيلى يعد ثامن مبعوث للأمم المتحدة إلى ليبيا يغادر منصبه بشكل مفاجئ دون أن ينجح فى التوصل إلى تسوية للأزمة الليبية.
فى الواقع، إن ما يحدث فى مجلس الأمن مشهد يتكرر فى مختلف الأزمات الدولية الكبري، لذلك يسعى عدد من زعماء العالم لإصلاح المنظمة الدولية العاجزة حتى الآن عن اتخاذ قرار فعال أو إجراء حاسم، إذ تحاول دول عديدة فى مجلس الأمن والجمعية العامة منذ سنوات إدخال تعديلات تحد من قدرة أعضاء الدول الخمس الدائمين فى مجلس الأمن على اللجوء إلى الفيتو، مع وضع آليات جديدة تمكن المنظمة الدولية ومجلسها من تفعيل القرارات بشكل محايد قابل للتطبيق على أرض الواقع..
أمريكا تعطل حقوق الفلسطينيين «5 مرات»
فشل مجلس الأمن الدولى خلال ستة أشهر فى الوقوف بجانب الشعب الفلسطينى وقضيته المستمرة على مدار 70 عاماً بعد استخدام حق الفيتو.
< 12 أكتوبر 2023: عطلت واشنطن مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار الفورى بين إسرائيل وحماس.
< 16 ديسمبر 2023: استخدمت أيضاً الفيتو ضد مشروع قرار يدعو إلى إرسال بعثة تقصى حقائق إلى الأراضى الفلسطينية المحتلة للتحقيق فى جرائم الحرب التى ارتكبت خلال العدوان الإسرائيلى على غزة.
< 20 فبراير 2024: الفيتو يقف ضد مشروع قرار جزائرى بشأن انهاء العمليات العدوانية غير الإنسانية داخل قطاع غزة وضد تسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
< 22 مارس 2024: لم يتمكن مجلس الأمن الدولى من اعتماد مشروع قرار مقدم من الجانب الأمريكى يهدف إلى وقف إطلاق النار فى غزة بسبب اصطدامه بفيتو روسى بعد أن حصل المشروع على تأييد ١١ عضوا فى المجلس.
< 18 ابريل 2024: واشنطن تستخدم حق النقض فى التصويت ضد المشروع الجزائرى الذى يعطى الحق للشعب الفلسطينى فى قبول عضوية بلاده فى الأمم المتحدة.
خبراء الدبلوماسية :
«ظالم ومحبط»
حليمة : يجب معالجة نظام الفيتو المعيب.. لضمان حقوق الدول
مشرفة: تم استخدامه 83 مرة لإجهاض أى مشروع قرار ذى صلة بالقضية الفلسطينية
الشويمى : يعكس عدم مصداقية أمريكا
فى تصريحاتها وتصرفاتها وسياستها.. تجاه الشرق الأوسط
كتب – شريف عبدالحميد:
أكد خبراء الدبلوماسية ان ما قامت به الولايات المتحدة الامريكية من استخدام حق النقض « الفيتو» لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة فى الامم المتحدة يخالف كل قوانين العدالة.
اشاروا فى تصريحات خاصة لـ « الجمهورية « ان استخدام الفيتو الامريكى كان متوقعا ولكنه فى نفس الوقت امر محبط ولكن لابد ان يستعيد الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة خاصة وحصولها العضوية الكاملة فى الامم المتحدة هو امر فى اتجاه تحقيق السلام والامن والاستقرار.
السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الاسبق يرى ان استخدام الولايات المتحدة للفيتو كان امرا متوقعا لأن العلاقة الامريكية الاسرائيلية تقوم على اساس شراكة استراتيجية وتحالف استراتيجى وان الولايات المتحدة بالنسبة لاسرائيل حاضنة سياسية واقتصادية وعسكرية واعلامية ايضا وبالتالى تحمى اسرائيل فى اطار انها دولة استعمار استيطانى توسعى وتمارس فى واقع الامر ارهاب الدولة ويقوض دعائم القانون الدولى ومصداقيته ومن هذا المنطلق الموقف الامريكى يتوقع باستمرار ان يكون فى اطار هذه الرؤية بين الطرفين .
اضاف حليمة ان استخدام الفيتو الامريكى هو امر محبط وان كان متوقعا الا انه فى واقع الامر هو فى عكس اتجاه المواقف الدولية سواء كانت مواقف دولية رسمية او على المستوى الشعبى او الرأى العام العالمى ثم يقف فى مواجهة وتحد لحقوق الشعب الفلسطينى المشروعة طبقا للقوانين الدولية وللشرعية الدولية .
اشار الى ان الموقف الامريكى مرفوض ويجب ان يدان ويجب ان يحظى بكل الانتقادات والضغوط التى يجب ان تمارس حاليا ومستقبلا.
قال حليمة: وضع الامم المتحدة يحتاج الى نوع من الاصلاح والتطوير والتحديث فيما يتعلق بمنظومة الامم المتحدة فوفقا للوضع الحالى ستلجأ القوى المؤيدة لحق الشعب الفلسطينى فى دولته وعضويته بالكامل فى اجهزة الامم المتحدة الى الجمعية العامة وستحصل على تأييد كاسح قد يصل الى اكثر من 150 دولة وفى هذه الحالة عادة يعود القرار مرة اخرى الى مجلس الامن للنظر فيه وقد تستخدم الولايات المتحدة الفيتو مرة اخرى وثانية وثالثة ولكن لابد ان يكون هناك احراج شديد للولايات المتحدة ولاسرائيل والدول التى عددها قليل للغاية التى تؤيد هذا التوجه.
شدد حليمة على ان هذا الامر يؤكد ضرورة اصلاح الامم المتحدة وخاصة حق الفيتو فهناك مقترحات عديدة ومازالت تطرح لمعالجة نظام الفيتو المعيب والذى لا يتفق مع قواعد العدالة الدولية وضمان حقوق الدول والمساواة فيما بينها .
ومن جانبه قال السفير ايمن مشرفة مساعد وزير الخارجية الاسبق انه منذ تأسيس الامم المتحدة عام 1945 احتكرت خمس دول حق النقض لمنع صدور قرارات تهدد مصالحها رغم حصولها على اغلبية من اعضاء مجلس الامم الامن الجهاز المنوط به حفظ الامن والسلم الدوليين وفقا للميثاق.
والولايات المتحدة الامريكية استخدمت 83 مرة لاجهاض اى مشروع قرار ذات صلة بالقضية الفلسطينية .
شدد مشرفة على ان استمرار الولايات المتحدة فى النهج باستخدام حق الفيتو لاجهاض الارادة الدولية والضمير العالمى المناصر لقضية اخلاقية وقانونية لمدة قاربت السبعة عقود يمثل تعسفا فى استخدام الحق وسقوطا لفكرة العدالة الدولية وضربا لاهم مبادئ الامم المتحدة لحظر استخدام القوة فى المنازعات الدولية.
واستمرار هذا السلوك يؤدى الى فقدان الامل فى حل سلمى للقضية ويكرس فكرة ان القوة هى السبيل الوحيد للشعب الفلسطينى للحصول على حقوقه المشروعة .
ومن جهته.. قال السفير ابراهيم الشويمى: ان الولايات المتحدة الامريكية فقدت مصداقيتها مع الدول العربية بل والعالم فى ظل دعمها المطلق لاسرائيل فى حربها على غزة وبالتالى المطلوب من امريكا ان توازن سياستها لان ما تفعله غير طبيعى .
فقد كانت تصريحات امريكية تؤكد على ضرورة اقامة الدولة الفلسطينية ولكن الفيتو الامريكى بمجلس الامن امس الاول ضد عضوية فلسطين الكاملة فى الامم المتحدة يعكس عدم مصداقية الولايات المتحدة فى تصريحاتها وتصرفاتها وسياستها تجاه الشرق الاوسط وبصفة خاصة القضية الفلسطينية وان على الولايات المتحدة ان توازن مواقفها.
وشدد على ان المواقف الامريكية دائما مساندة وداعمة لاسرائيل بشكل غير عادى ويؤدى الى عدم مصداقيتها لكل المواقف الموجودة الان وبالتالى فعلى الولايات المتحدة ان تراجع لسياستها لتتوازن وان تكون تصريحات المسئوليين الامريكان متوازنة مع افعالها لتكون هناك مصداقية.
ردود أفعال دولية غاضبة
واشنطن تكسر «حلم الدولة الفلسطينية»
الإعلان عن استمرار النضال .. حتى انتزاع الحقوق
وكالات الأنباء
تصاعدت أمس ردود الأفعال العربية فى وجه الولايات المتحدة الأمريكية بعد استخدامها الفيتو لمنع صدور قرار يطالب بمنح العضوية الكاملة لدولة فلسطين فى الأمم المتحدة.
نددت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس الجمعة باستخدام الولايات المتحدة الفيتو لمنع صدور قرار يطالب بمنح العضوية الكاملة لدولة فلسطين فى الأمم المتحدة، ورأت فى ذلك «عدوانا صارخا» يدفع المنطقة إلى «شفا الهاوية».
وقال السفير الفلسطينى لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إن هذا الرفض «لن يكسر إرادتنا ولن يوقف إصرارنا، ولن يوقف جهودنا. دولة فلسطين ستظل حتمية».
وأضاف فى خطاب مؤثر «لا تنسوا أنه عندما تُرفَع هذه الجلسة، سيظل أبرياء فى فلسطين يدفعون بحياتهم وحياة أبنائهم ثمن الإجراءات الإسرائيلية، ثمن تأخير العدالة والحرية والسلام».
كما هاجمت حركة حماس الفلسطينية فيتو أمريكا، قائلة فى بيان مقتضب إنها تؤكد للعالم أن الشعب الفلسطينى سيواصل نضاله حتى يدحر الاحتلال وينتزع حقوقه ويُقيم دولته الفلسطينية المستقلة الكاملة السيادة وعاصمتها القدس».
من جانبه، شدد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع أن بلاده ستعود أقوى وبدعم من الجمعية العامة من أجل العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحدة، و أن هذه الخطوة هى الأولى فى مشوار الرحلة نحو العضوية الكاملة لفلسطين.
وأكدت القاهرة فى بيان صادر عن وزارة الخارجية أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وإقرار عضويتها الكاملة بالأمم المتحدة هو حق أصيل للشعب الفلسطينى الذى عانى من الاحتلال الإسرائيلى على مدار أكثر من 70 عاماً.
كما اعتبرت مصر فى بيانها أن إعاقة هذا الحق الفلسطينى الأصيل فى الاعتراف بدولته لا يتماشى مع المسئولية القانونية والتاريخية الملقاة على عاتق المجتمع الدولى تجاه إنهاء الاحتلال، والتوصل إلى حل نهائى وعادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
أيضاً، أعلنت الأردن فى بيان، أن المجتمع الدولى يجب أن يمنع إسرائيل من الاستمرار فى حرمان الشعب الفلسطينى من حقه فى الحرية و اقامة الدولة.
وقال الناطق الرسمى باسم الوزارة السفير الدكتور سفيان القضاة إن الأردن يدعو كل الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية ، حيث إنه لن يتحقق الأمن والسلام فى المنطقة من دون تجسدها على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
فى الوقت نفسه، أعربت السعودية عن أسفها لفشل مجلس الأمن الدولى فى قبول العضوية الفلسطينية، معتبرة ذلك أنه جنح عن السلام.
وأضافت أن «إعاقة قبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين فى الأمم المتحدة يسهم فى تكريس تعنت الاحتلال الإسرائيلى واستمرار انتهاكاته لقواعد القانون الدولى دون رادع، ولن يقرب من السلام المنشود».
من جهته، عبر السفير الصينى أمس فو كونج عن «خيبة أمله» من الفيتو الأمريكي، مضيفا «لقد تحطم حلم الشعب الفلسطيني».
ويأتى ذلك فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من انزلاق الشرق الأوسط إلى «نزاع إقليمى شامل».
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، فى منشور على حسابه بموقع «إكس»، ان ما حدث ليس سوى خطوة فى طريق كفاح سياسى طويل سينتهى حتما بانتصار الإرادة الفلسطينية المدعومة عربياً ودولياً.
فى المقابل، قالت مندوبة الولايات المتحدة فى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، إن واشنطن تعمل مع قطر ومصر على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وتحقيق التهدئة فى قطاع غزة لمدة 6 أسابيع، بعدها سنعمل على «بناء سلام دائم».
وأضافت أيضاً، أن الرئيس الأميركى جو بايدن، أجرى فى الأيام الماضية اتصالات مع قادة مصر وقطر وإسرائيل، للعمل على التوصل إلى اتفاق التهدئة فى غزة، موضحة أنه مازالت هناك فجوات فى مسار التوصل للاتفاق، لكن العناصر الأساسية المطروحة لا تزال قائمة.
كما أكدت أن ابرام الاتفاق سيؤدى إلى «وقف دائم للأعمال العدائية»، وأن الجميع يأمل فى التوصل للتهدئة فى أسرع وقت ممكن.
فى الوقت نفسه، اعتبر نائب السفير الأمريكى روبرت وود أن «هذا التصويت لا يعكس معارضة للدولة الفلسطينية، بل هو اعتراف بأنه لا يُمكن لها أن تنشأ إلا عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفَين» المعنيين.
كما ندد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان بالدول التى دعمت المشروع. وقال «إن التحدث إلى هذا المجلس أشبه بالتحدث إلى حائط»، معتبرا أن الأصوات المؤيدة للمشروع ستشجع الفلسطينيين على عدم العودة إلى طاولة المفاوضات و»تجعل السلام شبه مستحيل».
وبين الفيتو والتنديد العالمى يتضرر أكثر من 20٪ من الفلسطينيين بالنقص الشديد فى الغذاء، حيث يعانى طفل واحد على الأقل من كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد، هذا بالإضافة إلى تزايد حصيلة الشهداء إلى حوالى 34 ألفا و أكثر من و76664 إصابة منذ بداية العدوان الاسرائيلى على القطاع فى 7 أكتوبر الماضي.
المفكرون وأساتذة العلوم السياسية:
أمريكا وإسرائيل.. «وجهان لعملة واحدة»!
د.عبدالمنعم سعيد: المنطقة على «أعتاب كارثة».. مطلوب حلول جذرية لهذا الصراع
د.محمد كمال: كلام الولايات المتحدة عن «حل الدولتين» وتصرفاتها.. «قمة التناقض»!
د.جمال سلامة: للأسف.. إحداث تغيير بنظام مجلس الأمن.. «شبه مستحيل»
كتب ــ أسماء عجلان ومحمد النقيب:
قال د.عبدالمنعم سعيد المفكر السياسى وعضو مجلس الشيوخ إن أمريكا تستخدم الفيتو بشكل مبالغ فيه سواء فى أزمة فلسطين مع إسرائيل أو أوكرانيا مع روسيا وغيرها من المواقف التى ترى أنها تحافظ على مصالحها وقوتها كدولة عظمي.
أضاف أن التوقيت فى طلب انضمام فلسطين للحصول على عضوية كاملة صعب فى ظل كل الأحداث والصراعات المتتالية بين إسرائيل وفلسطين من ناحية وإيران من ناحية أخرى وما يحدث فى البحر الأحمر أيضاً وكان لابد من التحضير جيداً لطرح ملف الدولة الفلسطينية خاصة فى ظل وجود تناقض فى المنطقة.. كما أنه لابد من وجود إرادة فلسطينية واحدة لقيام دولة بها سلطة شرعية تحتكر السلاح.
أوضح سعيد أنه لابد أن يتم استغلال رغبة أمريكا فى حل الدولتين وبعض الخلافات الموجودة حالياً بين إدارة نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى وبين الرئيس الأمريكى بايدن واختراق وتوسيع هذه الفجوة للحصول على مكاسب أكبر لصالح الفلسطينيين.
أشار إلى أن هناك دولاً تريد تسجيل مواقف فقط ولكن الأمر الحالى كارثى من كافة الاتجاهات «الإنسانى العسكرى الاقتصادي» للمنطقة العربية كاملة.. لذلك يجب دراسة كيف يكون هناك حلول جذرية لإنهاء هذا الصراع.
أكد أن إيران بعد الضربة التى تلقتها خلال الساعات الماضية فى اصفهان يمكن أن تفكر فى الرد وبطرق مختلفة مثل أن يكون هناك ضربة فى البحر الأحمر أو سوريا أو حزب الله.. لأنه أصبحت هناك حرب جارية بين إيران وإسرائيل.
قال إن إسرائيل فقدت مكاسب كثيرة بعد ضربة ٧ أكتوبر من سعيها للتطبيع مع الدول العربية والسلام وغيرها مما كانت تسعى إليه إضافة إلى الغضب الكبير فى الشارع الإسرائيلى ورغبة نتنياهو فى الاستمرار كرئيس وزراء وكل ذلك جعل الموقف معقدا والصراع يتسع فى المنطقة.. إضافة إلى طلب إسرائيل الدعم المستمر من حلفائها خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وكل ذلك يعرقل محاولات فلسطين للمطالبة بحقوقها المشروعة ومنها الأمم المتحدة وغيرها من المطالب.
حل الدولتين
من جهته وصف د.محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قرار الولايات المتحدة الأمريكية بالخاطئ ويضر بعملية السلام فى وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطينى سواء فى غزة أو الضفة لمذابح وكارثة إنسانية وكان من الحكمة أن تساند أمريكا هذا القرار لأنها تحدثت كثيراً فى الآونة الأخيرة عن حل الدولتين وعندما جاء ذلك فى صورة قرار بمجلس الأمن استخدمت حق الفيتو وهذا يدل على التناقض للسياسة الأمريكية وحديثها عن الحلول لم يكن جاداً.
أضاف أن الرفض الأمريكى سيعرقل عملية السلام وجهود التهدئة فى غزة.. كما أنه يناقض إعلان العديد من الدول ومنها دول أوروبية للاستعداد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وبالتالى فإن الولايات المتحدة بهذا القرار وضعت نفسها فى موقف حرج وأصبحت معزولة.
عضوية فلسطين
أكد د.جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس أن أمريكا هى إسرائيل ولا نستطيع الفصل بينهما وقرار منح فلسطين عضوية كاملة فى الأمم المتحدة لابد أن يكون بموافقة إسرائيل وهذا لن يحدث فى ظل الصراع الحالى خاصة بعد دخول إيران فى الأزمة والضربات الأخيرة.
أشار إلى أنه فى ظل جهود أمريكا من أجل التسوية والسعى لحل الدولتين يشتعل الصراع فى المنطقة العربية وبناء عليه كيف سيكون هناك حلول من أجل التفاوض أو حتى منح فلسطين عضوية وعلى أى أساس تمنح عضوية كاملة هل على حدود 1967 إضافة إلى أن نصف الضفة الغربية محتلة والقدس أصبحت عاصمة لإسرائيل وغزة مدمرة وتعانى وبالتالى على أى أرض ستقام الدولة الفلسطينية.
أوضح أن المشكلة ليست مجرد إعلان فى الأمم المتحدة ولكن الأهم الاتفاق على حدود ووجود الدولة الفلسطينية.
وعن محاولة تغيير نظام مجلس الأمن يؤكد أنه صعب جداً لأنه يحتاج إلى موافقة 9 أعضاء من مجلس الأمن كخطوة أولى منهم 5 دائمين فى المجلس ثم ترفع توصية للجمعية العامة وهذه الدول أصحاب المصالح هى التى تتحكم فى القرارات ليكون أشبه بلعبة صفرية لتضارب المصالح.
والدول العربية تستطيع ممارسة الضغط واستخدام الأوراق المختلفة المتعلقة بالمصالح الأمريكية فى المنطقة العربية وهناك فوائض واستثمارات عربية كبيرة فى الشريان الأمريكي.. إذا شعرت أمريكا أنها يمكن أن تخسر هذه الاستثمارات حينها ستشعر بهدنة لمصالحها ويمكن أن تغير موقفها.. وللأسف هناك عجز عالمى وعدم رغبة فى تهديد المصالح الأمريكية للضغط عليها وبالتالى ستظل تمارس أمريكا دورها الداعم لإسرائيل باعتبارها جزءاً منها وتمثل مصالحها فى المنطقة العربية.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
أكد د.طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن فشل استصدار القرار من مجلس الأمن ليس معناه الفشل للأبد.. مضيفا أن هناك اتجاهات أخرى على المجموعة العربية البدء فى التحرك من خلالها موضحا إلى أن هناك مشاكل متعلقة بالعضوية وهناك محاولات كبيرة من الجزائر، وهى تبذل مجهودات كبيرة مع المجموعة العربية فى مجلس الأمن.
قال إن الرئيس عبدالفتاح السيسى قام بدعم موقف القضية الفلسطينية فى العديد من المحافل الدولية، خاصة فى الأمم المتحدة، وقال إننا مؤمنون بفكرة حل الدولتين على حدود عام 1967، وأن تكون القدس عاصمة دولة فلسطين، وهو موقف مصر الواضح بوجوب إعلان الدولة الفلسطينية وإعطاء الشعب الفلسطينى كافة حقوقه.
قال إن السلطة الفلسطينية لديها صفة مراقب ولكى تتحول إلى صفة دولة لابد ان يتم تمرير القرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة ثم مجلس الأمن، هناك إشكالية تتعلق بأن الولايات المتحدة الأمريكية وضعت شروط الشرط الأول ان التغيير من صفة مراقب الدولة يتم بالمفاوضات وليس بقرار من مجلس الأمن، أو من داخل الأمم المتحدة نفسها، مع العلم ان إسرائيل أنشئت بنص القرار رقم 81 الصادر سنة 1947 الذى يقضى بإعلان دولتين على الأرض، الدولة العربية والدولة اليهودية.
أوضح أن هناك عراقيل تتجاوز حق النقض أو الفيتو مثل موقف بريطانيا، وان وزير خارجية بريطانيا أعلن منذ عدة أسابيع أنه من الممكن الاعتراف بدولة فلسطينية، وأيضاً وزير خارجية أمريكا بلينكن قال مثل هذا الكلام، ولكن على أرض الواقع يتم عرقلة إصدار القرار.
قال إن المجموعة العربية لابد أن تقوم من جديد بتدوير الرؤى والزوايا، وبعد فشل استصدار القرار سوف يكون الاتجاه نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة لإصدار قرار متحدون من أجل السلام الذى يقضى بأن الدولة تقوم كأمر واقع، بمعنى إستراتيجية الأمر الواقع، وهذا مهم للغاية لأنه مرتبط بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن يتم من داخل الجمعية العامة وهذه أهميته تحت بند تهديد السلام والأمن الدوليين، وأنها لابد من إقامة الدولة الفلسطينية، مؤكدا أن الجهد العربى كبير ولابد أن تقوم به الأطراف العربية والدولية ويتم هذا الإجراء، ونوه بأن الجانب الإسرائيلى يرفض هذا السياق لأنه يرفض أساساً الاعتراف بالدولة الفلسطينية سواء من اليمين أو اليسار الإسرائيلي.
قال إنه من أهم شروط هذا الإجراء توحيد السلطة الفلسطينية، ولا يكون شعب هنا وشعب هناك، كما لابد من موقف داعم من دول مجلس الأمن، وليس من الولايات المتحدة وحدها، وأكد أن الفشل فى مجلس الأمن ليس معناه الفشل فى المنظمة، وبالتالى الاتجاه إلى الجمعية العامة للقيام بهذه الخطوة، من خلال صياغة متحدون من أجل السلام أو من البنود المؤهلة للأمين العام للأمم المتحدة تحت المادة رقم ٩٩ التى هى من صلاحيات الأمين العام إذا تم تهديد الأمن والسلام الدولي.
أكد أن هذه معركة جديدة يخوضها الجانب الفلسطيني، مشيرا إلي أن الدور المصرى الكبير والداعم طول الوقت والقيادة السياسية مع حل الدولتين وكذلك المجموعة العربية.
قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس إن هذه المحاولة الثانية للحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة بعد احباطنا فى المرة الأولى عام 2011 نتيجة عدم حصولنا على موافقة الحد الأدنى لتمرير القرار وهى ٩ دول وكان بممارسة ضغوط كبيرة من الولايات المتحدة الأمريكية على باقى الدول لعدم الحصول على التصويت اللازم، لافتاً إلى أنه فى هذه الحالة يجب طرح المشروع مرة أخرى عسى ان تكون الأمور مواتية.
قال إن جهوداً كبيرة من المجموعة العربية داخل مجلس الأمن وكذلك المجموعة الإسلامية وأيضاً دول عدم الانحياز وكان هناك رغبة فى تأجيل التصويت ولكن المجموعة العربية اصرت لان الظروف مواتية الآن لعرض هذا المشروع على مجلس الامن ولكن الفيتو الأمريكى المتوقع أجهض المحاولة.
القوى السياسية.. «قولاً واحدًا».. وبالإجماع:
ازدواجية مرفوضة
تحدٍ سافر للعالم كله.. واستفزاز لمشاعر الشعوب.. ويرسخ «الكيل بمكيالين»
انحياز أعمى تغذيه المصالح والأهواء.. واغتيال للحق والعدالة الدولية بإرادة منفردة
باختصار.. مجلس الأمن فقد هويته.. وسقطت صلاحياته.. و«هيبته والعدم سواء»
كتب ــ محمد مرسي :
أدانت القوى السياسية من أحزاب ونواب «الفيتو» الأمريكى على عضوية فلسطين الكاملة وتحدى الولايات المتحدة مشاعر كل شعوب العالم فيما يخص حق الفلسطينيين فى تقرير مصيرهم بخاصة فى ظل حرب الإبادة التى ترتكبها إسرائيل كل يوم بأسلحة أمريكية وغربية وهذا الدعم الأعمى لإسرائيل مما يخل بتوازن القوى فى المحافل الدولية والأممية لهذا الفيتو الجائر فى مواجهة الإجماع من الدول الأعضاء فى مجلس الأمن الذى أصبح للأسف الشديد بلا صلاحية بسبب أمريكا وإسرائيل.
أكد النائب علاء عابد نائب رئيس حزب مستقبل وطن ونائب رئيس البرلمان العربى ان الدعم الأمريكى المطلق لهذا الكيان الارهابى لإسرائيل أفقد مجلس الأمن قوته لهذا الانحياز الأعمى مما حول العالم إلى غابة بلا رادع وبلا انسانية أمام رغبة جارفة من دول العالم لمنح الفلسطينيين حقهم فى العضوية الكاملة حتى تتوقف هذه المذابح اليومية واستهداف الأطفال والنساء، لذلك نحمل أمريكا المسئولية كاملة عما يجرى فى غزة والضفة.
أشار عابد إلى أن الموقف العربى الداعم لفلسطين وتمسك الرئيس السيسى بالمساندة وإنزال المساعدات رغم التعنت الاسرائيلى يؤكد الدور المصرى الكبير فى دعم الأشقاء.
أضاف عصام هلال الأمين المساعد لمستقبل وطن وعضو الشيوخ ان هذا الفيتو المشئوم كشف أكاذيب الرئيس الأمريكى الذى يقول شيئا ويفعل شيئا آخر ولذلك سيدفع الفاتورة فى الانتخابات الأمريكية المرتقبة.
د. عفت السادات رئيس حزب السادات الديمقراطى ووكيل لجنة الشئون العربية بشيوخ وصف الفيتو الأمريكى بأنه أكبر ظلم وخلل فى النظام العالمى يحتاج إلى تغيير فى نظام التصويت وإلغاء ما يسمى بالفيتو الذى يهدر حقوق الأغلبية مقابل صوت واحد وهذا يسبب مشاكل وكوارث للدول الصغيرة فى ظل عالم تحكمه القوة وليس العدل.
د. جيهان مديح رئيس حزب مصر أكتوبر تؤكد ان الفيتو الأمريكى فضح أمريكا أمام العالم لهذا الانحياز الأعمى لصالح دولة مارقة تتحدى القانون الدولى والأعراف والتقاليد بلا رادع لجرائمها اليومية وهذا الاصرار الأمريكى أصبح أحد مكونات السياسة الأمريكية منذ قيام اسرائيل فكل رئيس أمريكى يلتزم بهذا التعهد خوفا من اللوبى الصهيونى فى أمريكا.
النائب أيمن حامد شريف الأمين المساعد للتنظيم بمستقبل وطن وعضو الشيوخ طالب بموقف عالمى وعربى موحد ضد الهيمنة والبلطجة الاسرائيلية والدعم الأمريكى بالعمل على تغيير آليات التصويت فى مجلس الأمن ليكون بالأغلبية وليس الاجماع وهذا ما يشجع الاحتلال والارهاب وغياب العدالة فى تناول أى قضية وحقوق الشعوب التى تضيع بهذا الفيتو.
يرى المهندس حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى ان الكل كان يتوقع هذا الموقف الأمريكى المشين الذى تتحدى به مشاعر العالم الذى يتعاطف مع القضية الفلسطينية وهذه هى السياسة الأمريكية الداعمة لإسرائيل.
أضاف: سقطت «ورقة التوت» عن الحرية الأمريكية المزعومة وانكشف ايمانها الكاذب بحقوق الإنسان مما يتطلب أن يتكاتف العالم لإعادة النظر فى آليات عمل مجلس الأمن وصلاحياته بل وهذا «الفيتو» نفسه.
طالب النائب محمد تيسير مطر عضو تنسيقية شباب الأحزاب وأمين سر لجنة حقوق الإنسان بأن يتفق دول العالم شرقا وغربا وجنوبا على اسقاط هذا الفيتو الشيطانى الذى يهدد حق شعب ودولة عمرها أقدم من أمريكا ومجلس الأمن وأرض الأنبياء وتستحق هذا الاعتراف الدولى الذى دعمته مصر ويسانده الرئيس السيسي.
محمود فرغل رئيس حزب العدالة الاجتماعية «شيخ الأحزاب» أشار إلى أن هذا الانحياز الأمريكى المفضوح كشف غياب العدالة والموضوعية عن شرطى العالم الأمريكى باضطهاد شعب ضعيف يسعى للاستقلال عن احتلال بغيض يواجه حرب الإبادة مما أفقد مجلس الأمن هويته وسقوط صلاحيته التى ارتكبتها أمريكا واسرائيل بدم بارد.
كشف د. حسين أبو العطا رئيس حزب المصريين عن أسباب الدعم المطلق لهذا الكيان الصهيونى بسبب اللوبى الصهيونى المسيطر على الاقتصاد الأمريكى بالإضافة إلى قرب الانتخابات الأمريكية لذلك أتوقع أن يخرج بايدن ونتنياهو من المعدلة السياسية بنهاية العام.
ندد المستشار خالد فؤاد رئيس حزب الشعب الديمقراطى بالفيتو الأمريكى الظالم الذى يدعم الباطل فى مواجهة الحق مما أسقط حيادية وعدالة المنظمات الأممية بهذا الشكل الذى ينعكس على دول العالم ويشعل النيران فى المنطقة وأحذر من عودة العمليات الارهابية من جماعات وأشخاص بسبب هذا الظلم.
أبوالغيط فى 3 كلمات:
«أمر مؤسف للغاية»
طريق كفاح الفلسطينيين طويل.. وسينتهى بانتصار إرادتهم
فى أول رد فعل من جانبه على إخفاق مجلس الأمن الدولى فى تمرير مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لفلسطين فى الأمم المتحدة، عقب استخدام الولايات المتحدة حق النقض فى تصويت مجلس الأمن الدولى على مشروع القرار فيما صوتت 12 دولة لصالح مشروع القرار الذى كان من الممكن تمريره بـ9 أصوات ، بينما امتنعت دولتان هما بريطانيا وفرنسا.. أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أنه «أمر مؤسف للغاية» أن يستخدم الفيتو لإعاقة إرادة دولية واضحة بالموافقة على انضمام فلسطين عضواً كاملاً فى الأمم المتحدة.اعتبر أبوالغيط فى منشور على حسابه بموقع «إكس»، أن ما حدث ليس سوى خطوة فى طريق كفاح سياسى طويل سينتهى حتما بانتصار الإرادة الفلسطينية المدعومة عربياً ودولياً.