يبدو أن الحصار الذى أصبح مفروضاً عليهم والضغوط وانكشاف أكاذيبهم أجبر حكومة الاحتلال على التراجع، واللجؤ إلى محاولة جديدة لكسب الوقت من خلال إعلان مجلس الحرب تكليف الطاقم المفاوض بالاستمرار بالتفاوض حول إعادة المحتجزين بعد تقديم عرض جديد حظى بإجماع أعضاء المجلس. يأتى هذا بينما يواصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية فى مناطق مختلفة من قطاع غزة حيث أعلن الجيش الإسرائيلى أن قواته تواصل نشاطها العملياتى فى مناطق محددة من رفح الفلسطينية بينما اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى العودة فى جباليا.
نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أن أغلبية مطلقة فى مجلس الحرب الإسرائيلى تطالب باستئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين. ووافقت حكومة الحرب الإسرائيلية على استئناف المحادثات غير المباشرة مع «حماس» لإطلاق سراح الرهائن. وحسب المصادر تم تسليم فريق التفاوض مبادئ توجيهية جديدة لمحاولة تحقيق اختراق.
وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن مجلس الوزراء الحربى أمر فريق التفاوض «بمواصلة المفاوضات من أجل عودة الرهائن. وفى الاجتماع، قدم الجنرال فى الجيش نيتسان ألون، وهو أحد المفاوضين، خطة محدثة بعد أن رفض نتنياهو اقتراحا سابقا. وقال مصدر للهيئة إن الفريق لم يحصل على كل ما طلبه «ولكن على الأقل يمكن إحراز تقدم.
خبراء اعتبروا القرار الإسرائيلى محاولة لمراوغة سياسية جديدة لكسب الوقت خاصة فى ظل الأزمة التى يواجهها داخليا وخارجيا.
وفى آخر تطورات المظاهرات التى خرجت فى تل أبيب للمطالبة بصفقة تبادل للأسرى والمحتجزين، أوضحت مصادر أنّ أهالى المحتجزين نشروا فيديو للمجندات المحتجزات، اللاتى جرى احتجازهن فى السابع من أكتوبر من أجل الضغط على نتنياهو والرأى العام العالمى للعودة إلى مائدة المفاوضات لإبرام صفقة تبادل تُفضى إلى الإفراج عن المحتجزين.
وذكرت أنه فور نشر الفيديو اتسعت الاحتجاجات لتصل إلى الشارع الرئيسى الذى يفصل شمال تل أبيب عن جنوبها، مشيرةً إلى أن المتظاهرين أغلقوا الشارع وأضرموا النيران، وهتفوا يطالبون بحل الحكومة الإسرائيلية ودفع الثمن وهو وقف الحرب الإسرائيلية على أهالى قطاع غزة.. وأسفرت الاحتجاجات عن وقوع اشتباكات بين المتظاهرين وشرطة الاحتلال التى حاولت تفريقهم بالقوة.
على صعيد الأوضاع الميدانية، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق غزة فى اليوم 230 من الحرب مخلفة العشرات من الشهداء والجرحي.. وارتكب الاحتلال ستة مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة راح ضحيتها 62 شهيدا و138 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية لترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 35.709 شهداء ونحو 80 ألف اصابة.
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلى أن قواته تواصل نشاطها العملياتى فى مناطق محددة من رفح الفلسطينية وحصرا فى منطقتى البرازيل، والشابورة.. وأفاد فى بيان بأن قوات الجيش زعمت العثور على منصة إطلاق صواريخ جاهزة لإطلاق النار على قوات الجيش الإسرائيلي، كما قامت القوات بتحديد وتفكيك عدد من فتحات الأنفاق ومنصات الإطلاق فى المنطقة، وتم القضاء على عدد من المسلحين خلال مواجهات من مسافة قريبة.
وفى جباليا تواصل قوات الاحتلال اجتياح المخيم لليوم الثانى عشر، وتسيطر بالقوة النارية على عدة مناطق، وقصف جيش الاحتلال نازحين أمام مدرسة أبو حسين مما أدى لاستشهاد أربعة منهم وإصابة أعداد اخري. فيما استشهد خمسة مواطنين فى قصف منزل عائلة علون فى منطقة الجرن بالمخيم. وأحرقت قوات الاحتلال مربعات سكنية جديدة فى محيط مركز شرطة المخيم، والمناطق الشرقية الشمالية منه.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مستشقى العودة فى تل الزعتر، بعد محاصرته لليوم الرابع، وأجبرت الطواقم الطبية على مغادرته تجاه غرب غزة بعد اعتقال أحدهم، وطالبت مرافقى المرضى بالخروج منه. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» نقلا عن مصادر طبية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت المستشفي، وأجبرت الطواقم الطبية على مغادرته تجاه غرب مدينة غزة، بعد اعتقال أحدهم.
وأضافت المصادر، «بقى فى المستشفى 14 موظفاً، برفقة 11 مصاباً ومرافقين، رفضوا الإخلاء إلا بحضور سيارات الإسعاف لإخلاء الجرحي.
فى المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلى آخر حصيلة محدثة لعدد قتلاه وجرحاه فى حرب غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر . وقال الاحتلال عبر موقعه الإلكتروني، إنه منذ بداية الحرب فى 7 أكتوبر 2023، قتل 634 ضابطا وجنديا، بينهم 282 قتلوا منذ بدء المناورة البرية داخل القطاع فى 27 أكتوبر.
وأضاف الجيش، أنه أصيب 3568 ضابطا وجنديا بينهم 1776 خلال العملية البرية منذ بداية الحرب. فى غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلى مقتل 3 عسكريين فى قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
فى الوقت نفسه، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن المستشفيات أبلغت عن زيادة كبيرة فى عدد الجنود الإسرائيليين الجرحى مع تكثيف العمليات بقطاع غزة. وبحسب معطيات للجيش الإسرائيلى فإن حصيلة الجنود الإسرائيليين الجرحى وصلت إلى 3568.
من جهته قال البنتاجون إن أوستن تحدث مع جالانت وحثه على استئناف تدفق المساعدات من معبر كرم أبو سالم.
كما دعا الوزير الأمريكى نظيره الإسرائيلى إلى توفير ما وصفها بـ آلية فعالة لفك الارتباط بين العمليات الإنسانية والعسكرية فى غزة. وأكد على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة عبر جميع المعابر المتاحة.
فى سياق متصل، قال مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل، إن جميع الجهات المانحة فى الاتحاد الأوروبى استأنفت دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا. وأضاف أن الأونروا شريان حياة لا غنى عنه فى غزة والمنطقة.