الوقت يمضى والصراع يمتد فى المنطقة بشكل سريع والعالم يقف متفرجاً دون اتخاذ أى مواقف لمنع وتجنب الانزلاق إلى هوة حرب إقليمية شاملة لن ينأى أى طرف عن تداعياتها الجسيمة، فهناك ضرورة لمواصلة جهود التصدى للسياسات الإسرائيلية الهادفة لمنع إقامة الدولة الفلسطينية حيث اقتربنا على مرور عام على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واستمرار تجاهل إسرائيل لكافة القرارات الأممية الرامية لوقف اطلاق النار.
العالم بالفعل أمام تحد خطير اما أن يثبت فيه أنه قادر على احتواء أى مشكلة أو أزمة أو أن يؤكد أنه غير قادر على مواجهة أى من الازمات الموجودة حالياً، فالمأساة التى يعيشها لبنان الآن هى نتيجة للعجز المخزى لمجلس الأمن عن الاضطلاع بمسئوليته لوقف الحرب الدائرة منذ عام كامل فى غزة.
المجتمع الدولى إذا أراد أن يثبت أنه بالفعل يريد عالماً بدون حروب ونزاعات وصراعات فعليه أولاً أن يعمل من أجل التوصل لحلول فاعلة وناجزة وألا تكون هناك مجرد «مسكنات» أو كلمات تكون حبراً على ورق وغير قابلة للتنفيذ
فهناك أهمية لتوظيف المحافل الدولية والإقليمية المُقبلة لحشد الدعم الدولى للقضية الفلسطينية، فى إطار مسار شامل لتنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتوصل إلى وقف فورى لاطلاق النار فى قطاع غزة، والنفاذ غير المشروط للمساعدات الإنسانية، وحشد الدعم الدولى للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ما تقوم به إسرائيل من تصعيد خطير فى لبنان والعمليات العسكرية الموسعة التى أدت إلى مقتل وإصابة المئات من اللبنانيين، من بينهم نساء وأطفال، يؤكد أنها ماضية على توسيع نطاق الحرب فى غزة لتشمل مناطق أخرى وهو ما نراه الآن فى لبنان، وبالتالى فهناك رفض مصرى تام لأى انتهاكات لسيادة لبنان وأراضيه، وضرورة كبح جماح التصعيد العسكرى الإسرائيلى والوقوف والتضامن مع لبنان، وضرورة الابتعاد عن الحل العسكرى الذى لن يؤدى سوى للمزيد من إراقة الدماء وتعريض حياة المدنيين للخطر، وذلك لتجنب الانزلاق إلى هوة حرب إقليمية شاملة لن ينأى أى طرف عن تداعياتها الجسيمة، وفى إطار مساعى صون أمن المنطقة وتجنيبها الدخول فى حلقة مفرغة من المواجهات والعنف.
مصر مستمرة فى جهودها لوقف اطلاق النار فى غزة، واحتواء المخاطر التى نتجت عن الحرب هناك، فإنها تدعو القوى الدولية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتدخل الفورى لوقف التصعيد الإسرائيلى فى المنطقة والذى يهدد مصير شعوبها وأفق السلام، كما تدعو إلى تسوية الأزمة بشكل سلمى ووقف التصعيد فوراً والبدء فى تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 دون انتقائية، وإتاحة الفرصة أمام الحلول الدبلوماسية للحيلولة دون تفاقم الأزمة.
هناك ضرورة التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701، بشكل شامل وغير انتقائى وبدون تمييز بين الأطراف المخاطبة بالقرار، وأن يتم الوقف الفورى وغير المشروط للانتهاكات المستمرة لسيادة الأراضى والأجواء اللبنانية، وان عودة الاستقرار الكامل لمنطقة الشرق الأوسط مرهونة أساساً بالتطبيق الكامل والفورى لقرار مجلس الأمن رقم 2735، ووقف الحرب فى غزة واراقة الدماء المستمرة لعام، للخروج من دائرة الهدن المؤقتة التى لا تلبث ان تنهار، فإما الوقف الشامل لكل أشكال القتال فى كل الساحات أو المزيد من الانهيارات وتوسع مطرد للصراع فى منطقة لم تعد تحتمل المزيد من الدمار.