لا تختلف مجزرة مخيم النصيرات الأخيرة ــ التى استشهد وأصيب خلال العدوان عليه ما يقارب من 700 مدنى أكثرهم من النساء والأطفال ــ عن سابقاتها من المجازر الصهيونية بحق المدنيين منذ السابع من أكتوبر الماضى سواء فى الشمال أو فى الوسط أو الجنوب والتى حظى فيها الكيان الإسرائيلى بدعم مفتوح من الغرب سواء بالمال أو بالسلاح أو بالمتطوعين.
الجميع يعرف تماما حجم الدعم الأمريكى من جانب البيت الأبيض والكونجرس للكيان الإسرائيلى منذ السابع من أكتوبر، ولكن المختلف هذه المرة أن الدعم الأمريكى جاء لوجستيا بالمشاركة الفعلية بعناصر من الجيش الأمريكى مدربين ومتخصصين فيما يسمى مكافحة الإرهاب دخلت قطاع غزة وانطلقت من الرصيف البحرى الذى أنشأته فى منطقة وادى غزة وسط القطاع من أجل إدخال المساعدات، ومنه انطلقت المجموعات الأمريكية ــ الإسرائيلية فى سيارة مساعدات إنسانية إلى قلب المخيم المكتظ بالسكان من أجل تحرير عدد من الأسرى الإسرائيليين.
العملية الإجرامية لم يتم تنفيذها عشوائيا، بل إن قيادة البيت الأبيض كانت على علم بها وأعطت الضوء الأخضر للتخطيط والتنفيذ، وكذلك فعلت قيادة الجيش الأمريكى التى تابعت من خلال الأقمار الصناعية التجسسية التى راقبت ووجهت عناصرها وفرق الكيان الإسرائيلى العسكرية لإمطار المخيم بمئات من القذائف من الأرض والجو والبحر، لتنفيذ المهمة غير مبالية تماما بتداعياتها على المدنيين فى المخيم.
الفرقة الأمريكية ــ الإسرائيلية التى نفذت العملية الإجرامية لم تكن لتأبه أبدا بالمدنيين ولو حتى تم قتل كل سكان المخيم، لأن همها الوحيد هو تحرير الأسرى أيا كانت النتائج، وتسجيل أى نصر على المقاومة الفلسطينية إنقاذا لائتلاف الدم الذى يقوده الكيان الإسرائيلي.
حركة المقاومة بعد مرور أكثر من ثمانى شهور على العدوان وتدمير بنية القطاع وتشريد أكثر من مليونى فلسطينى من بيوتهم لا تزال صامدة وقوية وتؤلم المحتل يوميا بعمليات نوعية، ولم ترد للكيان الإسرائيلى أن يفرح بغنيمته، بعد إعلانها مقتل ثلاثة من الأسرى تحتفظ بجثثهم فضلا عن مقتل ضابط كبير فى العملية، مؤكدة أن لديها أكثر من 120 أسيراً آخرين، سيكونون كروتا رابحة فى أى صفقة تبادل.