انتشر التدخين بين الشباب انتشار النار فى الهشيم حتى أصبح من عموم البلوى انه تقليد أعمى من الصبية الذين لا يعرفون عن التدخين وأضراره شيئاً حتى أصبح معظمهم تحت حصاره يهلكون أنفسهم ومصروفاتهم بل وملابسهم وكتبهم غير عابئين بأضراره وشراره.
تضم مصر حوالى 18 مليون مدخن يمثلون 17 بالمائة تقريباً من اجمالى السكان بحسب نتائج مسح الدخل والانفاق والاستهلاك عام 2021-2022 طبقاً لاحصاء الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء نهاية مايو الماضي.
يبلغ انتاج الشركة الشرقية للدخان حوالى 7 ملايين سيجارة شهرياً فى الظروف الطبيعية يستهلك منها المصريون ما يتراوح ما بين 90 و95 مليون سيجارة سنوياً بمتوسط 7.5 مليار شهرياً.
للأسف ان المصريين ينفقون على التدخين حوالى 17 مليار جنيه فى احصائية 2021-2022 فى ظل أن البيوت تحتاج هذه المبالغ لانفاقها على الصحة والتعليم والطعام والشراب غير ذلك من أوجه الانفاق الأخرى إضافة لانتاج 50 ألف طن معسل بتكلفة 73 مليار جنيه سنوياً.
السيجارة تحتوى على نسبة عالية من القطران والنيكوتين بالمناسبة لقد خلق الله تعالى للإنسان مادة لضبط أمزجة الدماغ وفى حالة استخدام المدخن لهذه المادة الخارجية يتم تعطيل ما خلق الله له من مواد لضبط أمزجة الجسم، لأن النيكوتين مادة كيميائية موجودة فى التبغ تجعل الاقلاع عن التدخين أمراً صعباً وهذه المادة لها تأثيرات مرضية فى الدماغ لذلك يجعل المدخن يسعى إلى تدخين سيجارة أخرى وكلما دخنت أكثر زاد احتياج المدخن لمادة النيكوتين للشعور بالراحة، وعند التوقف فإن المدخن يحتاج إلى تغيرات عقلية وجسدية مزعجة بسبب أن التبغ يزيد عن 60 مادة كيميائية جميعها مسبب للسرطان وغيرها من المواد الضارة من هذه الأمراض سرطان الرئة والفم والحلق والبلعوم والمريء والمثانة والبنكرياس والكلى وعنق الرحم والربو وأمراض القلب والدورة الصدرية وكثير من الأمراض التى تصيب المدخن.
أصدرت منظمة الصحة العالمية بياناً مفاده أن 500 حالة وفاة يومياً تحدث فى مصر بسبب التدخين فى حين أن مصر تنفق مبلغاً يقدر بـ3 مليارات جنيه سنوياً على علاج الأمراض الناتجة عن التدخين مع تدنى سن المدخن فى مصر من 10 سنوات.
متى يمتنع التدخين فى الأماكن العامة والمغلقة معاً والذى مازال قائماً داخل المدارس والمستشفيات والمصالح الحكومية ومحطات السكك الحديدية ومواقف الأتوبيسات وفى الأسواق العامة الأمر خطير ويحتاج تشريعاً حازماً وأمانة فى التطبيق من أجل سلامة المواطن.
بنسبة كبيرة المواطن ملتزم بعدم التدخين داخل المواصلات العامة ولكن للأسف كأن القانون يستثنى السائق ومن يجلس بجواره ولا يستطيع أحد ما محاسبة السائق وكأنه خارج المحاسبة.
هل بامكان رجل المرور محاسبته وسحب رخصه فى مثل هذه الحالة نتمنى ذلك حفاظاً على سلامة الركاب الذين يعجزون عن محاسبة السائق.
من نعم الله عليّ أننى لم أدخن طيلة حياتى ومن فضل ربى أننى نشأت فى أسرة لم تعرف التدخين أشقائى وأبناؤهم وحتى أزواج بناتهم وأعمامى وأولادهم وأولاد عماتى وأولاد أخوالى عدا والدى الذى مارس التدخين لفترة بحكم وضعه الاجتماعى فى القرية ولكنه أقلع عن التدخين فترة أكثر من ثلاثين عاماً قبل وفاته رحمه الله تعالى ولسنا وحدنا أكيد فيه أسر لم تعرف شيئاً عن التدخين.
أتمنى من الآباء الذين يدخنون أن يقلعوا عن التدخين ليكونوا قدوة صالحة لأولادهم الذين يدخنون فى الخفاء تقليداً لآبائهم، نحن بحاجة إلى حملة مكبرة من خلال المنابر الدينية بالمساجد والكنائس والمدارس والجامعات وفى الأسواق من أجل الحفاظ على صحة المدخن ومن يجلس بجواره أو أمامه أو خلفه.. رفقاً بالصحة العامة والاقتصاد القومى وحفاظاً على البيئة.