فى ظل انشغال الرئيس الامريكى دونالد ترامب بحروبه التجارية والاقتصادية الخطيرة ودخوله فى حروب جماعية ضروس مع كل الاطراف.. انطلقت يد اسرائيل لتدمير الاخضر واليابس فى المنطقة برمتها.. كل يوم ترتكب جرائم حرب بشعة فى غزة والضفة الغربية.. ثم تنطلق الى الاراضى السورية لضرب اهداف محددة دون اى ردود افعال امريكية أو دولية .. لا أحد يجروء على توبيخ اسرائيل وردعها عما ترتكبه من جرائم انسانية دولية فاضحة.. وتواصل قوات الاحتلال شن مئات الغارات والقصف المدفعى وتنفيذ جرائم فى مختلف أرجاء قطاع غزة، وارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين، وتنفيذ جرائم مروعة فى مناطق التوغل، وسط وضع إنسانى كارثى نتيجة الحصار.. ودمَّرت طائرات الاحتلال الإسرائيلى مربعات سكنية كاملة فى قطاع غزة.. ارتفع عدد شهداء المجزرة الإسرائيلية بمدرسة دار الأرقم ب إلى 31 شهيداً وأكثر من 100 مصاب.
ولا يزال آلاف الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض.
مصر أدانت بأشد العبارات الغارات الإسرائيلية الأخيرة على عدة مواقع فى الأراضى السورية فى انتهاك صارخ جديد للقانون الدولى وتعد سافر على سيادة الدولة السورية واستقلالها ووحدة أراضيها، استغلالًا للأوضاع الداخلية فى سوريا الشقيقة.. وطالبت مصر الأطراف الدولية، وإلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها للأراضى السورية، واحترام اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
وادانت مصر جرائم اسرائيل المستمرة وقصفها لمواقع المنظمات الأممية التى تقدم العون والمساعدة لضحايا جرائمها فى المناطق الفلسطينية المنكوبة.. واستنكرت القاهرة الاستهداف الإسرائيلى المتعمد للمنشآت والأطقم التابعة للوكالات والمنظمات الأممية والمنشآت الطبية، وما يعكسه هذا السلوك المشين من عدم اكتراث كامل بالقانون الدولى وإصرار إسرائيل على مواصلة ارتكاب الجرائم دون رادع ووسط صمت دولى مخزٍ.
وعلى صعيد ادخال المساعدات الانسانية الى اهالينا فى غزة واستقبال الجرحى منهم للعلاج فى المستشفيات المصرية وهو الدور الانسانى والاخلاقى الذى تقوم به مصر.. فما زال الجانب المصرى من معبر رفح مفتوحا لليوم الـ 19 على التوالي؛ انتظارا لوصول المصابين والجرحى والمرضى الفلسطينيين ومرافقيهم لتلقى العلاج والرعاية فى الخارج، بينما تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلى إغلاق الجانب الفلسطينى من المعبر وتمنع أيضا دخول المساعدات.
ويبدو ان صوت مصر القوى قد ايقظ بعض الضمائر التى كنا نظن انها ماتت منذ زلزال السابع من اكتوبر قبل الماضي.. السيناتور الديمقراطى بيرنيساندرز صرخ بأعلى صوته مطالبا اسرائيل بالتوقف فورا عن جرائمها وفى نفس الوقت يطالب إدارة ترامب الجمهورية بالتوقف عن تزويد نتن ياهو بالسلاح الامريكى لقتل اطفال ونساء غزة.. وقال بيرنيساندرز إنه لا يجب أن نكون متواطئين لتدمير غزة، و أن إسرائيل قصفت المستشفيات فى غزة وتركت السكان يفتقرون لأساسيات الرعاية الصحية.. ونقلت «القاهرة الاخبارية» عن السيناتور الامريكى قوله أن حرب نتنياهو الوحشية على غزة دمرت ثلثى البنية التحتية فى القطاع.
وقد سارعت قطر بتكذيب ما يتم تداوله من مزاعم بشأن دفعها أموالا للتقليل من جهود مصر أو أى من الوسطاء فى عملية الوساطة بين حماس وإسرائيل، واكدت أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة ولا تخدم سوى أجندات تهدف إلى إفساد جهود الوساطة وتقويض العلاقات بين الشعوب.. وحذرت قطر من أن تؤدى هذه الادعاءات إلى الانزلاق نحو خدمة مشاريع ليس لها من هدف إلا إفشال الوساطة وزيادة معاناة الفلسطينيين، وقالت الدوحة أن هذه الادعاءات تمثل حلقة جديدة فى مسلسل التضليل وتشتيت الانتباه عن المعاناة الإنسانية والتسييس المستمر للحرب.. وأكدت قطر التزامها بدورها الإنسانى والدبلوماسى فى التوسط بين الأطراف المعنية لإنهاء الحرب على غزة والعمل الوثيق مع مصر لتعزيز فرص تحقيق التهدئة، واشادت بدور مصر المحورى بشأن القضية الفلسطينية مؤكدة على التعاون والتنسيق اليومى لضمان نجاح مساعى الوساطة المشتركة الهادفة إلى تحقيق الاستقرار.