كل يوم يمر على ما يحدث فى غزة يجعلنا نشك فى نوايا الولايات المتحدة الأمريكية بل ونؤكد أن بايدن ووزير خارجيته أنتونى بلينكن خلف هذه المجازر التى يرتكبها نتنياهو والدليل أن بايدن يرحب بعودة أربعة أسرى إسرائيليين ويعبر عن سعادته البالغة لهذا الحدث الذى جعله فى قمة شموخه فى حين أنه لم يعبر ولو بجملة واحدة عن استيائه لواحدة من أكبر المجازر التى ارتكبها النظام الصهيونى فى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة والتى استشهد على إثرها ٠١٢ شهداء بينما بلغ عدد المصابين أكثر من ٠٠٤ شهيد فضلاً عن الدمار الواسع.
انزعج كغيرى من أحرار العالم كلما سمعنا عن زيارة وزير خارجية أمريكا، لأن أمريكا توهم المجتمع الدولى بالعمل من أجل وقف إطلاق النار والعمل على إجراء صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس ولكن الواقع خلاف ذلك فكلما زار أنتونى بلينكن المنطقة وقعت مجزرة أكبر من سابقتها والتاريخ شاهد على ذلك.
هل أمريكا عاجزة عن ردع القيادة الإسرائيلية الغاشمة التى ترعاها وتمدها بالسلاح والغذاء وتعطيل كل القرارات التى تدينها داخل أروقة الأمم المتحدة.. ها هى أمريكا التى تطالب بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب تحركها لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ومسئولين آخرين بتهمة ارتكاب جرائم حرب فى غزة.. إذن فلماذا لا تستمر القيادة الإسرائيلية فى صلفها وجبروتها ضد الشعب الأعزل.
أين المجتمع الدولى مما تفعله أمريكا قبل إسرائيل لأن المجازر التى يرتكبها النظام الإسرائيلى أمريكا شريك أساسى فيه لأن النظام الأمريكى لو كانت لديه رغبة حقيقية فى وقف نزيف الدم فى غزة لأرادت فى أقل من ٤٢ ساعة ولكن الانتخابات لها حسابات أخرى حتى ولو استشهد كل طفل وشيخ وامرأة وهدمت كل غزة على من فيها.
عجبت للعقوبات التى أصدرتها الأمم المتحدة ضد بعض الدول العربية من قبل منها.
إلى متى سيظل المجتمع الدولى صامتاً رغم المجازر اليومية التى يرتكبها النظام الإسرائيلى ضد الإنسانية «فى غزة» هل الدول الأوروبية سعيدة بما يحدث ومعها الصين وكوريا أم أن الثمن هو السكوت مقابل مساعدة أمريكا لأوكرانيا ضد الدب الروسى حقاً إنها لغة المصالح ـ أين العدالة ـ والديمقراطية ـ وحقوق الإنسان ـ التى كثيراً ما صدعنا بها الغرب وأمريكا ـ كما ناديتم وملأتم الدنيا ضجيجا بصيحاتكم عن العدل والحرية.. أين أنتم منها؟
أمريكا لا تتدخل من أجل وقف اطلاق النار من طرف إسرائيل إلا إذا حقق نتنياهو وعصابته مآربهم المتفق عليها بينها وبين أمريكا ـ وهى القضاء على غزة ومن فيها وساعتها تقوم الحكومة الأمريكية بدور البطل الحقيقى.