مر عام هجري.. وأتى آخر جديد.. وأحوال الأمة الإسلامية لا تسر العدو قبل الحبيب.. وللأسف فإن ما يواجهها من تحديات أغلبه يُسأل عنه المسلمون أنفسهم حيث تعانى دولهم من التفكك ولا يتفق قادتهم على كلمة واحدة.. مما جعل الأمم الأخرى تتجرأ على الإسلام والمسلمين ويهاجمونهم ويضطهدونهم ويجتمع الشرق والغرب على عداوتهم كما تتداعى الأكلة على قصعتها!!
عاد العام الهجرى الجديد.. وللأسف فإن العديد من المسلمين لم يحتفلوا ببدايته كما يفعلون فى رأس السنة الميلادية لأن أغلب الدول الإسلامية تخلت عن التقويم الهجرى فلم يعد أهالى هذه الدول يعرفون الأشهر وبداياتها.. ونسوا أغلب المناسبات والمواسم اللهم باستثناء أشهر الصيام والحج وما يتبعها من عيدى الفطر والأضحى ثم المولد النبوي.. أما باقى المناسبات الدينية مثل الإسراء والمعراج وتحويل القبلة فى نصف شعبان وعاشوراء فنادراً ما يتم الاحتفاء بها فى أغلب الدول الإسلامية.. والأخطر أن معظم شباب الأجيال الجديدة الذين لم يتربوا على التقويم الهجرى لا يعرفون شيئاً عن هذه المناسبات التى كانت حتى عهد قريب هى مواسم ومواعيد الاحتفالات الإسلامية.. ولكنهم استعاضوا عنها بعيد الحب «الفلانتين» و»الهالوين».. مما أبعدهم عن تراثهم وعاداتهم وتقاليدهم وأخلاقهم.. وارتموا فى أحضان الثقافات الغربية!!
تضم منظمة العالم الإسلامى 57 دولة وتوجد عدة دول أخرى بها أغلبية مسلمة لكنها غير منضمة للمنظمة.. وقد تخلت هذه الدول التى تزيد على الستين عن اعتماد التقويم الهجرى القمرى باستثناء السعودية وهناك إيران وأفغانستان يعتمدان تقويماً هجرياً لكنه يعتمد على الشمس وباقى الدول اتخذت التقويم «الجريجوري» الميلادى الغربي.. ولا أدرى لماذا لا تتم العودة إلى «الهجري» والأشهر العربية أو على الأقل العمل به بجانب الميلادى بدلاً من أن نسير وفقاً للآخرين فى كل شيء وننسى تاريخنا وتراثنا وأيامنا ومناسباتنا وأعيادنا؟!
الأغرب أن دولاً إسلامية وعربية بدأت تغيير الأجازة الأسبوعية للعاملين بها من الخميس والجمعة إلى السبت والأحد فأصبح يوم الجمعة يوم عمل رسمياً.. مما يعنى أنه لن يذهب أغلب الموظفين لأداء صلاة الجمعة.. وستنشأ الأجيال على ذلك وتضيع صلاة الجمعة كما ضاع التاريخ الهجري.. مع أن يوم الجمعة عند المسلمين الأوائل كان يعتبر عيداً أسبوعياً وفرصة للاجتماع فى المساجد!!
كانت مصر تلتزم بالتقويم الهجرى رسمياً حتى عام 1875 عندما قرر الخديو إسماعيل التحويل إلى «الميلادي».. ومع ذلك ظلت المصالح الحكومية والمدارس وكل المواطنين لا يعترفون إلا بالأشهر العربية وفى المدارس كان يكتب تاريخ اليوم على اليمين بالهجرى وعلى اليسار بالميلادي.. أما الفلاحون فكانوا يتعاملون بالأشهر القبطية ويحددون بها مواعيد الزراعة والحصاد.. واحتاج الأمر لقرابة قرن كامل حتى بدأت الأجيال تتخلى عن الهجرى والقبطى وذلك فى النصف الأخير من سبعينيات القرن الماضي.. حيث ظل المصريون يحتفظون بتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم 100 سنة بعد تغيير التقويم حتى جاء الانفتاح ومعه بدأ تجريف الشخصية المصرية!!
حصل المصريون على أجازة اليوم بمناسبة العام الهجرى الذى بدأ منذ ٥ أيام.. مما يعنى أن احتفالهم برأس السنة الجديدة ظل مؤجلاً طوال هذه الفترة.. فلماذا لا نعود لمنح الأجازات فى نفس يوم المناسبة ولا يتم ترحيلها إلى أول خميس الذى قد يأتى بعد 5 أو 6 أيام وهذا يفقد المواطن الإحساس بقيمة الاحتفال ويؤجل الطقوس والعادات والتقاليد المرتبطة بالمواسم.. فتضيع مع الزمن ولا يصبح لها بهجتها التى تمتعت بها الأجيال السابقة.. فهل تعيد الحكومة الجديدة النظر فى قرار ترحيل الأجازات خاصة أن ذلك يؤدى إلى تعطيل عجلة الإنتاج أيام الخميس والجمعة والسبت وهى مدة طويلة كل مرة فى مجتمع يسعى لزيادة الإنتاج ويعمل بأقصى طاقته لبناء الدولة؟!
حسم الفاروق عمر بن الخطاب أمير المؤمنين الجدل الذى ثار بين الصحابة حول اختيار الحدث المهم الذى يتم اتخاذه بداية للتقويم.. قال لهم: «الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها».. فلماذا لا نتعلم من دروس الهجرة.. ولماذا تهجر الدول الإسلامية تاريخها وأهم أحداثها.. ومتى يهاجر المسلمون إلى دينهم حتى تعود الأمة إلى مجدها وحضارتها؟!
فلسطين فى قلوب «الصحفيين».. تكريم عارف والبيسى ومحلب ودحدوح
>> لأن فلسطين فى قلوب كل المصريين.. فقد كانت حاضرة بقوة فى حفل توزيع جوائز نقابة الصحفيين أول أمس حيث تم منح الصحفى وائل الدحدوح جائزة حرية الصحافة لعام 2024 وتسلمها نيابة عنه نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبوبكر وسط مظاهرة فى حب فلسطين وتحية من الحاضرين لأرواح شهداء غزة والضفة وعشرات الزملاء الصحفيين الذين سقطوا ضحايا للعدوان الإسرائيلى الوحشى على الشعب الفلسطيني.
شهدت الاحتفالية قيام خالد البلشى نقيب الصحفيين وأعضاء مجلس النقابة بتكريم الكاتب الصحفى جلال عارف النقيب الأسبق الذى تم اختياره ليحصل على جائزة النقابة التقديرية لهذا العام لتاريخه الصحفى والنقابي.. والكاتبة الصحفية سناء البيسى رئيس تحرير مجلة نصف الدنيا السابقة باعتبارها أفضل ممثلة لصحافة المرأة.. وما أسعد الجميع كان تكريم المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق لتواصله الدائم مع الصحافة والصحفيين وقبل توزيع الجوائز على الفائزين فى مسابقة الصحافة بفروعها تم تكريم 10 زملاء من أقدم أعضاء النقابة وعدد من العاملين بالنقابة وكان الكاتب الكبير محمد العزبى شيخ الصحفيين أطال الله فى عمره قد ألقى كلمة فى البداية.. كما قدمت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة جائزة فرع الصحافة البيئية ثم توالى بعد ذلك توزيع جوائز باقى الفروع ومنها التحقيق والحوار والتصوير والإخراج الصحفي.. والجوائز الخاصة بأسماء الرواد.
تشرفت باختيارى ضمن أعضاء لجان التحكيم لتحديد الفائزين فى فرع الحوار الصحفى مع الزميلين الكاتب الصحفى سعيد الشحات والكاتب الصحفى علاء العطار وكانت فرصة للتعرف على أعمال وأفكار الشباب الجديد من خلال حواراتهم.. وكانت هناك أعمال متميزة بالفعل تبشر بجيل على قدر كبير من الثقافة والاطلاع والمعرفة ولا يحتاج سوى حل مشاكل الصحافة الورقية حتى يستمر فى العطاء.. كما ظهر شباب جديد فى المواقع الإلكترونية يتسلح باستخدام التكنولوجيا والوسائل الحديثة فى الاتصال وسيكون لهم المستقبل.
طقاطيق
>> فى عصور مضت.. كانت الحكومات تتحمل كل المسئولية وعليها تدبير كل شيء من رغيف العيش إلى توظيف الخريجين عن طريق القوى العاملة إلى القيام بالإنتاج فهى التى تصنع وتنظم مواعيد الزراعة وتحدد أنواع المحاصيل.. وكان الشعب دوره هامشي!!
جاء الوقت الذى انقلبت فيه الآية وألقيت على الشعب كل الأعباء ورفعت الحكومة يدها رويداً رويداً.. فهل نأمل من الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى أن تعمل على التوازن فى توزيع المهام وترفع الأعباء عن الشعب وتشاركه المسئولية؟!
>> آن الأوان لإحداث تغييرات شاملة فى الوسط الرياضي.. وأن تتولى المسئولية قيادات جديدة فى اتحاد كرة القدم وفى رابطة الأندية المحترفة.. وعلى المسئولين الحاليين التقدم باستقالاتهم فوراً وإعلان فشلهم عن إدارة المنظومة وأن يمتنعوا عن الترشح مرة أخري.. وكفانا عشوائية وضياعاً للبطولات من المنتخبات القومية.. وربنا يستر على المنتخب الأوليمبى الذى ظلموه ويخوض مبارياته فى باريس دون مساندة لا من اتحاد الكرة ولا من الرابطة ولا من الأندية!!
>> من أجمل ما قرأت: ليت كل من نعرفهم كالقهوة.. لهم وجه واحد فقط.. ودائماً لقاؤهم يعدل المزاج!!