لا أدرى متى تسير مسابقاتنا المحلية مثلما تجرى كل البطولات الكبرى فى العالم بسلاسة وعدالة ودون أى مشاكل.. فبعد أزمة مباراة الأهلى والزمالك فى قمة الدوري، اكتشفت وجود عوار كبير فى جداول المسابقات المحلية غير مقبول فى إطار الشفافية والعدالة التى يجب أن تتحلى به مسابقاتنا.
الأزمة تأتى فى مباريات نهائيات الدورى فى مرحلة اللعب على اللقب، وأيضا فى بطولة كأس الرابطة التى تحول إسمها إلى كأس عاصمة مصر بعيدا عن القضية التى تناولها الإعلام فى الفترة الأخيرة من جانب إقامة القرعة فجرا، وتوجيه القرعة لتقام مباراة الأهلى والزمالك فى الجولة الأولى حتى يستفيد الرعاة من إقامة المباراة خلال شهر رمضان، وإقامة القمة بعد 5 أيام فقط من القرعة بما لا يسمح بإبلاغ اتحاد الكرة قبل المباراة بأسبوعين كما تنص اللائحة لاستقدام حكام أجانب، وهو الأمر الذى سبب كارثة القمة بسبب عدم الاستجابة لطلب الأهلى بإقامة المباراة بتحكيم أجنبي.
المشاكل الخفية فى جدول نهائيات الدورى لا تشمل فقط ما ذكرته سابقا وإنما امتدت فى عدم العدالة بأن يكون أسبوع الراحة للأهلى فى الجولة الأخيرة، بينما للفريقين الآخرين الزمالك وبيراميدز تأتى الراحة فى وسط المسابقة وبالتالى سيلعب الأهلى آخر مبارياته فى الجولة الثامنة أمام فاركو فى نفس التوقيت الذى يلعب فيه بيراميدز فى الجولة التاسعة والأخيرة أمام سيراميكا يوم 28 مايو، فيما يلعب الزمالك الجولة الأخيرة أمام فاركو بعدها بأربعة أيام، أى يوم 1 يونيو، وهو أمر يخل بمبدأ تكافوء الفرص إذا أصبح الزمالك منافسا على اللقب، أو قد تكون رابطة الأندية اعتبرت أن الزمالك غير منافس وبالتالى لن يضير إقامة مباراته الأخيرة منفرداً وهو أيضا أمر غير مقبول على مستوى العدالة.
المصيبة الأكبر فى كأس الرابطة أو باسمها الجديد كأس عاصمة مصر والتى لم تضع فيها الرابطة اعتباراً لوجود الأهلى كمنافس فيها بوضع جداول الدور قبل النهائى يومى 6 و7 يونيو وهى الفترة التى سيتواجد خلالها الأهلى فى أمريكا استعدادا لمونديال الأندية والنهائى يوم 14 يونيو أى نفس اليوم الذى يلعب فيه الأهلى فى افتتاح كأس العالم أمام إنتر ميامى الأمريكي.
نعم كأس الرابطة منصوص فى لائحتها أنها تقام بدون اللاعبين الدوليين، ولكن هنا الأمر مختلف لأن إقامة أى مباراة بدون الدوليين يعنى غياب بين 6 و10 لاعبين تقريبا فى الأندية الكبرى مثل الأهلى أو الزمالك، ولكن عند مشاركة الأهلى فى مونديال الأندية ستكون القائمة بالكامل غائبة ومن المستحيل أن يجد الأهلى حتى 11 لاعبا يخوضون مبارياته فى كأس الرابطة إذا وصل للدور قبل النهائى أو النهائي.
لقد وجهت رسائل عديدة لاتحاد الكرة ووجهت النصائح المتتالية بالإصلاح ولكن يبدو أنها مقولة شاعر الجاهلية عمرو بن معدى كرب بن ربيعة الزبيدى «لقد أسمعت لو ناديت حيًا.. ولكن لا حياة لمـن تنادي».