سياسة نتنياهو الغبية
أكثر ماكان يقلق إسرائيل ويؤدى إلى استنزاف قدراتها العسكرية ويزيد من خسائرها وقتلاها رغم الدعم والمساندة الغربية هو إضطرارها إلى أن تخوض حربا على سبع جبهات فى وقت واحد وهو أمر يصعب على أى دولة أن تتحمله مهما كانت قوتها فكان الحل الصهيونى الخبيث هو تفكيك «وحدة الساحات» وخلق واقع جديد على الأرض يسمح لها بالتوسع والاستيلاء على المزيد من الأراضى العربية وتغيير وجه الشرق الأوسط كما وعد نتنياهو!
نعم نجحت إسرائيل ليس فى تحييد بل فى السيطرة على الجبهتين اللبنانية والسورية ولم يتبق أمامها سوى خمس أو أربع جبهات إذا استبعدنا إيران التى يبدو أنها خرجت هى الأخرى عن الصف .. والجبهات الأربعة المتبقية جبهة منها تأثيرها شبه محدود وهى الجبهة العراقية ليتبقى ثلاث جبهات غزة والضفة الغربية واليمن وهذا مايفسر الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على صنعاء لاسكات تلك الجبهة هى الأخرى حتى تتمكن من الاستفراد بالفلسطينيين وتواصل حرب الابادة التى تمارسها على مدى خمسة عشر شهرا أمام هذا العالم الذى يحتفل بعام ميلادى جديد بينما هناك شعب يتم إبادته تحت سمعه وبصره وضميره الغائب.
إسرائيل كانت تتوهم أن نجاحها فى تفكيك «وحدة الساحات» سيضمن لها الأمن والأمان لتنفيذ مخططها الصهيونى وتصفية القضية الفلسطينية وقطع الطريق إلى الأبد أمام قيام دولة فلسطينية.. هكذا ظنت فإذ بها تتلقى ضربتين موجعتين فى أقل من 24 ساعة وأين فى شمال قطاع غزة المدمر والمحاصر وتحديدا فى بيت لاهيا حيث نجحت كتائب القسام فى تنفيذ عملية أمنية معقدة تمكنوا فيها من قتل ضابط وجنديين كانوا يحمون مبنى تحصنت به قوة إسرائيلية واقتحم رجال المقاومة المبنى وقتلوا جميع أفراد هذه القوة وأطلقوا سراح أسرى فلسطينيين كانوا محتجزين داخل هذا المبني.. وبعدها بساعات نفذت كتائب القسام كمينا محكما فى بيت لاهيا أيضا وقاموا باستدراج قوة صهيونية لتنفجر فيهم عبوات ناسفة أوقعتهم بين قتيل وجريح.
لقد فوجئت إسرائيل أيضا بتزايد الهجمات عليها من اليمن بعد هدوء الجبهتين اللبنانية والسورية حيث تزايدت هذه الهجمات خلال ديسمبر الذى لم يتبق له سوى يومان ويرحل هو وهذه السنة الكبيسة والكئيبة بأحداثها.. والعدوان الإسرائيلى الحالى على اليمن الهدف منه خروج جبهة اليمن من محور المقاومة هى الأخرى وإسرائيل هنا لاتقدم حلولا بل تشعل أزمات وحرائق فى المنطقة فالمقاومة لن تموت والشعوب العربية المحيطة بها لن تموت والسياسة الغبية التى ينتهجها نتنياهو وحكومته المتطرفة تقود إسرائيل إلى حرب أبدية ليس لها نهاية.. متى تفهم إسرائيل ذلك إن كانت حقا تريد أن تنعم بالسلام وسط جيرانها العرب؟!،