مازالت مصر تقوم بدور فاعل ورئيسى فى إنهاء الحرب الإسرائيلية البشعة على قطاع غزة، ومازالت القاهرة تجرى مباحثات مضنية مع كافة الأطراف المعنية فى المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، ولأن مصر حريصة جداً على أمن واستقرار المنطقة، وحريصة جداً على عدم تصفية القضية الفلسطينية، ونجحت القيادة السياسية فى التصدى لكل المؤامرات البشعة التى تحاك ضد مصر والأمة العربية وفلسطين على وجه الخصوص، كان لزاماً ألا تستسلم القاهرة إلى كل هذه المخططات الإجرامية، وانشغلت القاهرة حتى كتابة هذه السطور فى مباحثات ومناقشات شاقة من أجل وقف آلة الحرب الإسرائيلية وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ومازالت مصر تواصل هذه الجهود الجبارة، إلا أن إسرائيل والولايات المتحدة لديهما إصرار شديد وبشع على الاستمرار فى الحرب ظناً منهما أن هذا يصفى القضية الفلسطينية.
كل الشواهد تؤكد أن قرار وقف الحرب الإسرائيلية البشعة، لم يعد بيد إسرائيل وإنما بأمر الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم أن التصريحات الأمريكية الظاهرية تعلن اتفاقها مع مصر فى ضرورة منع التهجير القسرى للفلسطينيين وأهمية إنفاذ دخول المساعدات إلى قطاع غزة، إلا أن هذا بمثابة حبر على ورق.
فما تقوم به أمريكا على الأرض يتناقض تماماً مع ما تفعله إسرائيل والولايات المتحدة. فالواقع يؤكد أن هناك إصراراً شديداً على إبادة الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية. أما كل التصريحات الأمريكية فهى بمثابة دخان فى الهواء لا يحقق أملاً فى أى شيء. وهذا الأمر معروف لكل مواطن فى أى بقعة بالأرض.
الحقيقة أن الجهود المصرية الشاقة التى تقوم بها مصر من أجل وقف الحرب، لا أحد يعترض عليها سواء من الساسة الأمريكيين أو خلافهم داخل المجتمع الدولي، لكن الواقع على الأرض يختلف تماماً، فالولايات المتحدة الأمريكية مازالت تمد إسرائيل بالأسلحة الثقيلة والمحرمة دولياً لإبادة الفلسطينيين، وإسرائيل مستمرة فى جرائم الإبادة من مجازر ومذابح من أجل تصفية القضية الفلسطينية.
الدليل على ما أقول هو ما تفعله حكومة الاحتلال الصهيونى حالياً فى غزة والضفة الغربية، ونجد المجتمع الدولى وعلى رأسه أمريكا لا يقفون حتى متفرجين على ما يحدث وإنما يؤيدون ويمولون هذه الحرب البشعة بهدف أصيل هو تصفية القضية الفلسطينية وضياع حلم تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.. أمريكا وأعوانها من دول المجتمع الدولى يحققون المشروع الصهيونى البشع وكلهم يعدون العدة لهذا الهدف البعيد الذى بدأ بالفعل بسقوط عدد من الدول المجاورة فى هذه الأزمات والكوارث ولا أحد يعلم متى تعود إلى حالتها الطبيعية، وما يحدث هو أشبه بعمل العصابات الإرهابية وهو سياسة التنكيل الصهيونى البشع والذى بموجبه تم احتلال فلسطين. ومنذ إنشاء الوطن القومى لليهود على هذه الأرض المباركة من خلال تنفيذ وعد بلفور اللعين، لا يزال المجتمع الدولى يواصل جرائمه فى حق الوطن العربى دولة تلو الأخري. وفى المقابل تلعب أمريكا دوراً إجرامياً تتحدث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتمارس على الأرض كل ما يتعارض تماماً مع هذه الأمور.
القرار المصرى واضح وصريح بشأن مواجهة إسرائيل والتصدى لها فيما تريده من إصرار شديد على التهجير القسرى للفلسطينيين بعد حشرهم فى رفح الفلسطينية على الحدود مع مصر.
والموقف المصرى واضح جداً ولا لبس فيه ولا غموض، بخلاف ما تدعيه وتزعمه إسرائيل من نشر الشائعات والأكاذيب، والقرار المصرى لا رجعة فيه أبداً وهو منع التهجير القسرى حتى لا تموت فى المقام الأول القضية الفلسطينية وتضيع أرض فلسطين كما تحلم بذلك تل أبيب.
لم تكتفِ مصر بذلك بل طالبت المجتمع الدولى وعلى رأسه الولايات المتحدة بضرورة إجبار إسرائيل على عدم تنفيذ هذا الإجراء العسكرى فى رفح، والضغط بكل السبل من أجل منع العملية العسكرية، وضرورة تحقيق الإنفاذ الكامل للمساعدات لتخفيف المعاناة الإنسانية فى غزة ومنع تصفية القضية الفلسطينية.
ولم تكتف مصر بهذا البيان الهام الذى حمل تحذيراً صريحاً وواضحاً لإسرائيل من القيام بأية عملية عسكرية فى رفح، بسبب الكوارث التى سيخلفها هذا الإجراء القسرى البشع. وإنما أصدرت القاهرة بياناً جديداً على لسان الزميل ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أكدت من خلاله على ذات المعانى الواردة فى بيان الخارجية المصرية، وفنّدت مصر من خلاله كافة المزاعم والشائعات التى يطلقها الاحتلال الإسرائيلى الغاشم. خاصة فيما يتعلق بشأن شائعة مشاركة مصر فى تهجير الفلسطينيين، والتى زعمت فيها أن مصر أعدت منطقة عازلة فى رفح المصرية، لاستقبال الفلسطينيين النازحين عن قطاع غزة، وأكد البيان المصرى أن الموقف داخل مصر حاسم وحازم منذ بدء العدوان الإسرائيلى طبقاً لما أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى وكل جهات الدولة المختلفة عشرات المرات وهو الرفض القطعى للتهجير القسرى لأن ذلك بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية، فكيف إذن تشارك مصر فى هذه الجريمة التى تريد إسرائيل تنفيذها؟!!