التعليم ركيزة أساسية في بناء مستقبل الأجيال الجديدة، مما يدفع العديد من أولياء الأمور لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن مسار أبنائهم التعليمي، أحد هذه القرارات هي تحويل الأبناء من مدرسة إلي أخري، سواء داخل نفس المحافظة أو إلي محافظة جديدة، تعكس هذه الخطوة طموح الأهل في توفير أفضل الفرص التعليمية لأبنائهم.
في هذا السياق، وردت إلي الجريدة رسائل عديدة من أولياء الأمور الذين يواجهون صعوبات في نقل أبنائهم من مدارسهم الحالية إلي أخري، بسبب الروتين أو أسباب غير واضحة، هؤلاء الأهل قاموا بتقديم العديد من الطلبات، لكن التعنت من قبل الجهات المعنية عرقل جهودهم، تواصلوا معنا لتوصيل أصواتهم وحل مشاكلهم.
الجميع علي علم بأن المديريات التعليمية فتحت باب التقديم للتحويلات الإلكترونية، في خطوة تهدف لتيسير العملية علي الطلاب وأولياء الأمور، ومع ذلك فشل بعض الأهل في تحقيق ما يرغبون فيه، رغم أن دوافعهم للتحويل مشروعة، ومن أكثر الرسائل التي وصلتنا كانت تتعلق بالبحث عن مدارس قريبة من مكان السكن ليساعد في تقليل الوقت والجهد المبذول في التنقل هذه الخطوة تتيح للطلاب الاستفادة القصوي من وقتهم في الدراسة، وتوفر بيئة مريحة تعزز الأداء النفسي والأكاديمي.
ومع ذلك تبقي عملية التحويل معقدة لدي أولياء الأمور الذين يواجهون تحديات عديدة، مثل التنسيق مع الإدارات التعليمية، بالإضافة إلي التفكير في التأثير النفسي والاجتماعي علي الأبناء، خاصة إذا كانت المدرسة الجديدة بعيدة عن أصدقائهم أو بيئتهم المعتادة.
من بين الرسائل التي تلقيناها، قصة المواطن عبدالسلام عبدالعظيم حسن إمام من محافظة الشرقية، كان يعيش في بورسعيد مع أسرته قبل أن ينتقلوا إلي الشرقية بينما نجح في نقل عمل زوجته وأبنائه إلي المدارس هناك، وللأسف فوجئ برفض طلب نقل ابنه الأكبر محمد، إلي الصف الأول الثانوي في الشرقية.. رغم كل الجهود التي بذلها، مازال مصير ابنه معلقاً بين المحافظتين، مما تسبب في حالة من القلق والتوتر للأسرة بأكملها.
هناك أيضاً قصة والدة سامح، التي انتقلت للعمل في العاصمة الإدارية الجديدة، وتعاني أزمة في تحويل ابنها معاذ إلي مدرسة مصطفي كامل التجريبية المتميزة. علي الرغم من مرور وقت طويل علي تقديم الطلب، إلا أن المعوقات مستمرة بسبب الأخطاء في النظام الإلكتروني للتسجيل.. وتؤكد والدته أن القوانين الحالية تتضمن استثناءات لأبناء الموظفين، لكنها تجد نفسها في دوامة من الروتين، مما يعرقل تنفيذ هذه الاستثناءات.
تسعي هاتان القصتان إلي تسليط الضوء علي المعاناة التي يواجهها الكثير من أولياء الأمور في سبيل ضمان مستقبل تعليمي أفضل لأبنائهم.. إن التعليم حق أساسي، ويجب أن تكون هناك إجراءات مرنة تسهل نقل الطلاب دون عوائق.
أتمني التدخل العاجل من وزير التعليم محمد عبداللطيف لحل هذه المشكلات، وتسهيل إجراءات التحويل لضمان حصول الأبناء علي التعليم المناسب، خاصة أن كافة الشروط التي وضعتها الوزارة للتحويل تنطبق عليهم، ويجب أن نتعاون جميعاً من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا.