أصبح التليفون المحمول لا غني عنه في حياتنا ورغم افتراض وجود منافسة مع تعدد شركات المحمول إلا أنه تتفاوت قوة الاشارة لكل شــركة بحســب المنطقــة ومــدي قرب او بعد الابراج عن المشترك او كثافة ونوعيات الحجب عنها، فاشارات محطات الاذاعة مثلا تتقلص خلال مروره من كوبري امبابة الذي يتميز بكثافة انشاءاته الحديدية، وكذا الحجرات الداخلية للطوابق المنخفضة بالمباني الكبيرة وبخاصة الجديدة المنشأة بأسياخ الصلب الانشائي.
وقد اضطر الناس وانا احدهم للتغلب علي تفاوت شدة الاشارة بين الشبكات بالاماكن المختلفة للاعتماد علي هاتف بأكثر من شريحة لشركات مختلفة للافادة من اختلاف الشدة بينها عند الاتصال بالاخرين، بينما لجأ اخرون لدعم الاشارة لشركة بعينها بوسائل اخري بعضها غير رسمية، رغم قوة الاشارة عند الاتصال بالخارج لكونها تنتقل من سطح الأرض للقمر الصناعي الذي يدور حول الارض بنفس سرعتها الزاوية »أي يصبح مكانه ثابتاً فوقنا وبلا عوائق الا ارتفاع عمود الهواء الجوي ثم الفراغ وكذا الطرف الاخر فينخفض تأثرها بالمجال الجوي وما به من رطوبة او غازات وهو حال القنوات الفضائية الناقلة للأحداث ومباريات الكرة بأنحاء العالم.
وقد افادني تعدد شركات شرائح المحمول بهاتفي في المقارنة بينها ليس فقط في اختلاف الشدة بل والافادة بالتعامل مع الطرف الاخر بنفس نوع خط الشركة لاختصار الانتقال بين الشركات من ناحية والاقتصاد من ناحية اخري، إلا أنه ومع احقية أي شركة في الاعلان عن منتجها برسالات مختلفة، إلا أن تكرارها وبدرجة شبه يومية اصبحت تمثل ازعاجا دائما للمستخدمين بل وازدادت سخافات بعضها للاتصال بالمشترك للدعاية غير مقدرين لظروفه بالعمل او وقوفه علي سلم او سقالة او مستخدم يديه الاثنين في عمل دقيق او حساس او حتي سائق في ظروف صعبة او سيدة منزل ستترك طبخا علي النار للرد علي ابنها او زوجها مثلا لضرورة، وللأسف يتكرر هذا الاتصال وباسراف وبتغير في ارقام الاتصال وبصورة يومية ليتحول الهاتف لأداة ازعاج، ولا نجد لهذا العبث مثيلا بالبلدان الاخري تماما ككثرة الاعلانات التي تستخف بالمشاهد بالتليفزيون والتي قد تلجئه للتعامل مع النت هربا من هذه العكننة ولو بتكلفة اضافية.