الرئيس والشعب.. «إرادة وطن»
عمل، وعقيدة أتت ثمارها فى إرساء قواعد التماسك والاصطفاف والوحدة، والثقة بين القيادة والشعب، فالتشاركية بين القيادة السياسية، والشعب فى مسئولية البناء والحفاظ على الوطن ومجابهة التحديات والتهديدات والأطماع والمخاطر أصبحت صمام الأمان لعبور مصر الكثير من التحديات الداخلية والخارجية.
ولأنه الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الوطنى الاستثنائى فإنه صاغ سياقا لعلاقة خلاقة بين القيادة والشعب، ترتكز على المصارحة والشفافية بلا تهويل أو تهوين، هذه القيادة التى لم تبع يومًا الوهم للمصريين، بل كشفت لهم، وأطلعتهم على كافة الصعاب والتحديات بتشخيص دقيق حتى قبل تولى المهمة الوطنية فى قيادة الدولة المصرية، فنحن نتذكر خطاب الرئيس السيسى عندما كان وزيرًا للدفاع ينتوى الترشح لرئاسة مصر بناء على طلب من جموع المصريين، أكد فيه نقاطا مهمة، لم يعتد المرشحون لهذا المنصب الحديث فيها، لكنه الرئيس السيسى، قرار أن يصارح شعبه بكل شىء لم يجمل ولم يدغدغ المشاعر، ولم يعد، لكنه طرح على الطاولة أمام جموع المصريين حقيقة الأوضاع والآلام والأزمات، والتحديات والظروف الصعبة بدون تجميل، لكنه أكد أن فى نهاية النفق المظلم ضوءا كبيرا بشرط العمل، والصبر والتضحية.
سنة الرئيس السيسى الحسنة والوطنية التى أرساها حتى قبل رئاسته لمصر، والتى باتت مبدأ رئاسيا أصيلا هى إشراك الشعب فى البناء والحفاط على الوطن، فى كل شىء، وفى جميع ما يتعلق بالدولة المصرية فى الخارج والداخل، فى التحديات والأزمات وفى المخاطر، فمن ينسى طلب الرئيس السيسى عندما كان وزيرًا للدفاع التفويض من المصريين لمجابهة الإرهاب فى 3 يوليو 2013 ونزل المصريون فى خروج كبير بالملايين إلى الميادين لتفويض الفريق أول عبدالفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع آنذاك، وهى شرعية تاريخية منحت الجيش المصرى، ومؤسسات الدولة قدرة فائقة على القضاء على الإرهاب الذى حاول تركيع وإسقاط الوطن.
ظل هذه العهد، بين الرئيس السيسى والمصريين مستمرًا ومتواصلاً لم يتنازل عنه الرئيس بل تعاظم، وتحول إلى أسلوب حياة وعقيدة لذلك هذا النهج ساهم بشكل كبير فى بناء الوعى الحقيقى، ولم تكن فكرة اطلاق أو دعوة الرئيس لحوار وطنى، يضم ويجمع كافة القوى والاطياف السياسية والحزبية، والمفكرين والخبراء فى كافة القضايا والمحاور، السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلا تأصيلاً لمبدأ التشاركية فى تحمل مسئولية البناء والحفاظ على الوطن، حوار وطنى يرسخ فكرة التعددية من أجل التوافق، فالوطن يتسع للجميع ونختلف من أجل الوطن ولا نختلف عليه لذلك مازال الحوار الوطنى يحتفظ بتوهجه ومصداقيته بسبب الإرادة الرئاسية فى تحويل توصياته ومقترحاته إلى قرارات وقوانين وإجراءات، ولا توجد أى قضايا أو ملفات بعيدة عن الحوار الوطنى، حتى قضايا الأمن القومى باتت بتوجيهات رئاسية على طاولة الحوار الوطنى، حتى تحول الحوار الوطنى إلى مؤسسة وطنية يجب استمرارها لأنها أتت ثمارها فى دعم وترسيخ التوافق والاصطفاف الوطنى، والتقريب فى وجهات النظر، والتأكيد على أن جميع المصريين مسئولون عن بناء وحماية والحفاظ على هذا الوطن وهو ما ينطلق من مقولة الرئيس السيسى المتجددة والمتكررة دائمًا «الشعب يحمى الوطن» و«محدش هيحمى البلد غير شعبها» فالنصر فى أى مواجهة مع التحديات والتهديدات ومخاطره هو رهان رئاسى غزير الأرباح والعوائد الوطنية.
لم يكن جديدًا أن يحيل الرئيس السيسى محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان قطاع غزة ودفعهم إلى الحدود المصرية فى إطار مخطط التهجير والتوطين عندما وقف الرئيس واثقًا فى المؤتمر الصحفى مع المستشار الألمانى أولاف شولتس يقول لو طلبت من المصريين يردوا على مطالب التهجير والتوطين فإذا بانتفاضة الشعب المصرى تعود من جديد إلى ميادين مصر، تشهر سلاح الرفض الشعبى لمخططات تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير سكان غزة أو توطينهم على حساب الأراضى المصرية والأمن القومى، نزل المصريون إلى الميادين بالملايين يلتحفون بالعلمين المصرى والفلسطينى، وأعلنوا تأييدهم واصطفافهم خلف الرئيس السيسى فيما يتخذه من قرارات لحماية الأمن القومى المصرى، وقدسية الأراضى المصرية، وأيضا الحفاظ على الحق الفلسطينى المشروع جغرافيًا وتاريخيًا وقانونيًا وإنسانيًا.
ولم يكن جديدًا أيضا بل جاء فى سياق السنة الوطنية الحسنة التى أرساها الرئيس السيسى أن يتجه المصريون إلى معبر رفح لا تعرف منهم المعارضين من المؤيدين فالجميع على قلب رجل واحد رفضًا لمخططات التهجير، أو مطالب التهجير واستقبال مصر للفلسطينيين لإخلاء غزة فالرئيس السيسى خلال المؤتمر الصحفى مع نظيره الكينى قال بلغة عبقرية أنا لو طلبت من المصريين أو عرضت عليهم موضوع التهجير واستقبال الفلسطينيين حيقولوا لى «لا تشارك فى ظلم كبير» لذلك جاءت ملحمة وطنية فى مدينة رفح المصرية بسيناء الإعلام المصرية والفلسطينية ترفرف على حدود البلدين، والحناجر تنطلق رفضًا لمخطط أو مطالب التهجير فى وحدة وطنية انصهرت فيها الدولة المصرية قيادة وشعبًا، ومؤسسات وبرلمانا، وأحزابا ونقابات، الجميع على قلب رجل واحد ويتحدثون بلسان واحد، التأييد المطلق لرؤية وقرار الرئيس بات الحوار بين المصريين والنقاش حول القضايا والملفات التى ترتبط بالوطن، سواء الحكومة مع القطاع الخاص، مع خبراء السياسة والاقتصاد والأمن القومى، بل جلوس الحكومة والحوار الوطنى على طاولة واحدة لتدارس شواغل الوطن ولذلك كانت ومازالت وجاءت التوجيهات الرئاسية للحكومة بتشكيل لجان استشارية فى كافة القضايا، السياسية والأمن القومى فى ظل تحديات وتهديدات الداخل والخارج، إقليميًا ودوليًا وفى توقيت فارق شديد الدقة، للبحث عن رؤى ومقترحات وأفكار حول طبيعة التعامل والتعاطى مع هذه التحديات لذلك فإن البناء والحفاظ على هذا الوطن، حاضره ومستقبله، رهن إرادة ورؤى أبنائه وباتت جيوش الوحدة والمؤلفة قلوبهم من جموع المصريين، هى حصن هذا الوطن، لذلك تجد مواقف الرئيس السيسى واثقة مرتكزة على إرادة المصريين واصطفافهم خلف قيادته تحية للرئيس السيسى، صاحب الفكر الخلاق والرؤى العبقرية فى توحيد المصريين وبناء الوعى، وترسيخ الاصطفاف والحوار والنقاش من أجل الوطن.