نبه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، إلى المخاطر المتزايدة المحيطة بالأمن القومى العربي، وحجم المسئولية الملقاة على عاتق القادة العرب لحماية المسيرة العربية المشتركة، وفتح صفحة جديدة من الاستقرار والتنمية تقرّبنا من تطلعاتنا المشروعة، كقوة حضارية قادرة على فهم متطلبات العصر ومواكبة عجلة تقدمه.
قال ملك البحرين – فى كلمته فى الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية فى دورته الـ33 أمس – إنه فى ضوء ما يتعرض له الشعب الفلسطينى الشقيق من إنكار لحقوقه المشروعة فى الأمن والحرية وتقرير المصير، تزداد حاجتنا لبلورة موقف عربى ودولى مشترك وعاجل ، يعتمد طريق التحاور والتضامن الجماعى لوقف نزف الحروب، وإحلال السلام النهائى والعادل، كخيار لا بديل له، إن أردنا الانتصار لإرادتنا الإنسانية فى «معركة السلام».
أضاف أن القمة تنعقد وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد من حروب مدمرة، ومآسٍ إنسانية مؤلمة، وتهديداتٍ تمس أمتنَا فى هويتها وأمنها وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.
قال ملك البحرين إن الاجتماع من أجل فلسطين نؤكد من خلاله أن مصلحة الشعب الفلسطينى ترتكز على وحدة صفه كهدف منشود لا حياد عنه، وستظل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى لهذه الوحدة، مشيرا إلى أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، سيأتى بالخير على الجوار العربى بأكمله، ليتجاوز أزماته ولتتلاقى الأيادى من أجل البناء التنموى المتصاعد دعماً للأشقاء الفلسطينيين جميعاً، وسبيلنا لذلك نهج التناصح والحوار السياسى الجاد، وهو ما نأمل رؤيته قريباً، فى أرجاء عالمنا العربي.
أضاف أن اجتماعنا يتزامن مع احتفاء الأسرة الدولية باليوم العالمى للعيش معاً بسلام، ولتجسيد هذه القيمة الحضارية وتحويلها لواقع نعاصره ونعايشه، فيجب أولاً التوافق على اعتماد خيار السلام كخيار استراتيجي، لا غنى عنه، لصون مسيرتنا الإنسانية وتأمين وصولها لغَدِها المشرق.
وتتقدم مملكة البحرين بعدد من المبادرات للإسهام فى خدمة القضايا الجوهرية لاستقرار المنطقة وتنميتها، وأولاها الدعوة إلى مؤتمر دولى للسلام فى الشرق الأوسط، إلى جانب دعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها فى الأمم المتحدة، ومقترح خاص بتوفير الخدمات التعليمية والصحية للمتأثرين من الصراعات والنزاعات فى المنطقة، ومبادرة تهتم بتطوير التعاون العربى فى مجال التكنولوجيا المالية والتحول الرقمي، ونتطلع إلى تحقيق كل ذلك من خلال قنوات العمل العربى المشترك وشراكاته الدولية.
أكد العاهل البحرينى ان نجاحنا فى التقدم والبناء الحضارى لامتلاك استحقاقاته، لهو مرتبط بقوة إيماننا واستمرار سعينا لتحظى شعوب المنطقة بأجواء السلام الدائم، وأن تعتاد الأمان، ولتنعم بجوهر التنمية الشاملة والقائمة على العدالة والمساواة وتعزيز حقوق الإنسان وحماية حرياته.
أعرب عن أمله بمواصلة المشاورات والقرارات لما يُسهم فى إعادة التأسيس لحاضر مزدهر ومستقبل مشرق تستحقه الأجيال القادمة، وأن يكون لقائنا المبارك تاريخياً بنّاءً لدولنا وعالمنا.