بالطبع الجميع سعداء بمبادرة التوافق والتواصل بين مجلسى الأهلى والزمالك والتى كللت أمس بزيارة مجلس إدارة الأهلى لنادى الزمالك وجلوس المجلسين على مائدة التقارب والمحبة وإنهاء سنوات من الخلافات والضغينة والتعصب.
لابد فى البداية من توجيه الشكر للكابتن حسين لبيب رئيس نادى الزمالك صاحب هذه المبادرة.. وللكابتن محمود الخطيب الذى استجاب بسرعة ولبى الدعوة.. والشكر موصول أيضا لمجلسى الناديين الكبيرين.
العلاقات.. ياسادة.. بين الأندية يجب أن يسودها الود والاحترام والروح الرياضية.. وغير ذلك فهو يخرج عن المبادئ والأعراف الرياضية التى نشأنا وتربينا عليها منذ الصغر عندما كانت الأندية والفرق الرياضية تتبادل الزيارات والمباريات الودية فى كل الأنشطة بخلاف اللقاءات الرسمية.
نحن نبارك هذه المبادرة الرائعة التى جاءت فى وقتها المناسب والتى بلا شك ستسهم إلى حد كبير فى تخفيف حدة التعصب بين جماهير الناديين الكبيرين خاصة ونحن مقبلون على مواجهة مهمة ومرتقبة بينهما فى نهائى كأس مصر على أرض الشقيقة السعودية فى الثامن من مارس المقبل.
هذه المبادرة لا يجب أن تتوقف على الأهلى والزمالك فقط بل يجب أن تمتد لباقى الأندية وفى مقدمتها المصرى والإسماعيلي.. وأتوقع بل وانتظر مبادرات مماثلة بين الأهلى والمصرى والإسماعيلي.. حتى يتم تنقية الأجواء الرياضية فى ربوع مصر كلها.. وإننى متأكد تماما أن جماهير الإسماعيلية وبورسعيد ستكون سعيدة بهذه المبادرة لأنها جماهير عاشقة للرياضة عموما وكرة القدم خصوصا وفوق كل هذا فهى عاشقة للوطن.
نحن.. ياسادة.. مقبلون على تحديات رياضية كبرى فى الشهور والسنوات القليلة المقبلة.. الدورة الأولمبية بباريس وكأس الأمم الأفريقية بالمغرب وكأس العالم بكندا والولايات المتحدة والمكسيك وغيرها من البطولات المحلية والقارية والعالمية فى كل المنافسات ولا يجب أن تشغلنا قضايا اخرى عن تركيزنا ونحن نعمل من أجل تطوير الرياضة المصرية ووضعها على الخريطة العالمية بالشكل الذى يليق بمكانة مصر وريادتها كأول دولة عربية وأفريقية شاركت فى الدورات الأولمبية وكأس العالم لكرة القدم.
إن نجاح هذه المبادرة لن يتحقق إلا بدعم غير محدود من الإعلام الرياضى المرئى والمسموع والمقروء عموما وإعلام الأندية.. ولابد أن يكون هناك دور مهم ورئيسى للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة كرم جبر والهيئتين الوطنيتين للإعلام برئاسة حسين زين والصحافة برئاسة عبدالصادق الشوربجى لدعم هذه المبادرة والعمل على انجاحها وتحقيق أهدافها.. من خلال نشر الوعى الرياضى والمنافسة الشريفة وترسيخ مفاهيم الروح الرياضية واحترام المنافس.. وفى نفس الوقت التخلص من العناصر والبرامج التى تعمل على نشر التعصب وإثارة الفتن.
ليس هذا فقط وإنما يجب على الأسرة والبيت والمدرسة والجامعة والمؤسسات الدينية والإجتماعية والثقافية والفنية والشبابية والرياضية أن تدلى بدلوها وتساعد فى تبنى هذه المبادرة ووضعها ضمن مشروع وطنى لإعادة القيم والمبادئ الدينية والأخلاقية فى المجتمع المصرى ككل وليس المجتمع الرياضى وحده ..فالمجتمع المصرى يعانى فى السنوات الأخيرة من خلل واضح فى هذه القيم والمبادئ..ولابد من إصلاح هذا الخلل والعودة إلى الطريق الصحيح والقويم خاصة ونحن نبنى جمهوريتنا الجديدة.