جميل أن نرى فى شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لتنقية النفوس وزيادة أوقات التعبّد والإكثار من التصدق وقراءة القرآن الكريم ومصالحة المتخاصمين وغيرها من الأمور التى نحرص عليها وحثنا على العمل بها ديننا الحنيف.
لكن الأجمل أن نجعل من تلك الأجواء الروحانية بداية أو منطلقًا جديدًا لسلوكيات وعادات جديدة بأفكار بسيطة سهلة التنفيذ، تضاف إلى ما سبق أن اعتدنا عليه خلال الشهر الكريم، وما أروع أن تمتد لتشمل باقى الشهور.. التقينا بعض المختصين، والمواطنين أصحاب التجارب والأفكار المتميزة فى هذا الإطار فكانت السطور التالية..
بداية يؤكد الدكتور محروس عتاقى –مدرس التربية بجامعة الأزهر– أن الأخلاق الحميدة نهج قويم نص عليه الإسلام ومن تعاليم الدين الحنيف، وحثنا النبى الكريم على حسن الخلق بالعديد من المواضع منها: عن النبى صلى الله عليه وسلم: اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه أحمد والترمذي.
ويُكمل د. محروس: كان صلى الله عليه وسلم تجسيداً قوياً بليغاً لهذه القيم الأخلاقية السمحة، ومن بين أهم القيم الأخلاقية التى كان يتبناها الرحمة المهداة فى أفعاله وتصرفاته: الرحمة والصدق والأمانة والعطاء والجود والتآخي، وكل صور التكافل والتعاون، وتلك هى السمات التى يجب أن تتسم بها سلوكياتنا ونحرص على تعليمها لأبنائنا وغرسها فى نفوسهم وحثهم على التحلى بها فى شهر رمضان المبارك وغيره من الشهور، فتجسيد القيم الأخلاقية فى التعامل يؤدى بالضرورة إلى نهضة حقيقية، لذا كان لزاماً علينا جميعاً أن نعبر عن حبنا العظيم للنبى الأكرم ونؤكد هذه المحبة ونجددها وندعمها بالأعمال الحسنة فى مختلف نواحى النشاطات والتعاملات الحياتية.
وتذكر سماح السيد حسين –موظفة– أن «لمة» العائلات فى شهر رمضان، إلى جانب الأجواء الروحانية التى يمتاز بها الشهر الكريم أحد الأمور التى يمكن استغلالها فى إثراء أذهان الأطفال بالمعلومات المفيدة وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التى قد تتكون لديهم من خلال بعض المصادر غير الموثوق بها على السوشيال ميديا وغيرها وذلك فى أمور الحياة بشكل عام.
ولقد بدأت بالفعل تجربة ومعى إخوتى وبعض المقربين، بأن تجتمع الأسر فى منزل أحدنا بالتبادل كلما اتيحت الظروف يومين أو ثلاثة أيام أسبوعيًا بعد صلاة العشاء ونعقد بين أبناء العائلة مسابقات ثقافية ودينية وفنية بجوائز رمزية، مع تحديد موضوع المسابقة قبلها لحث الأبناء على القراءة والاطلاع على المصادر الموثوقة واستغلال أوقاتهم فيما يفيدهم، بشرط ألا يتعارض ذلك مع الدراسة والمذاكرة بتقسيم الوقت وتخصيص ساعتين إلى ثلاث أسبوعيا مقسمة على مدار الأسبوع للاطلاع والقراءة والتعلم.
أما محمود على غنيم –مدرس– فيقول: أجواء شهر رمضان الكريم فرصة سانحة ليظهر كل منا أجمل ما فيه، ويساعد قدر طاقته على رسم بسمة على وجوه الجميع كبارًا وصغارًا؛ ومن هذا المنطلق قررنا أنا وعدد من الزملاء المعلمين فى تخصصات مختلفة أن نبدأ مجموعات تقوية لغير القادرين لمساعدتهم فى تحصيل دروسهم والتخفيف عن أولياء أمورهم، وهى تجربة نسعى أن تنطلق فى شهر رمضان المعظم لتستمر باقى أيام العام الدراسى بإذن الله.
ويُضيف محمود: بفضل الله تعالى وجدنا ترحيبًا بالمبادرة وتعاونًا كبيرًا من الزملاء، حيث يساهم كل منهم بساعتين أسبوعيًا من وقته، وهو أمر بسيط قياسًا بأهمية الرسالة.. وكذلك أولياء الأمور الذين بادر العديد منهم بتوفير بعض الأدوات الدراسية من كشاكيل وأقلام وغيرها لغير القادرين من الطلاب، مع بعض الهدايا البسيطة كمكافآت للمتفوقين منهم تشجيعًا لهم على التحصيل والتفوق الدراسي.