مصر ليست كغيرها من الدول فهى حالة شديدة الخصوصية صلبة، عصية
هل اقتربت المواجهة؟
ربما نكون فى الفصول الأخيرة من المخطط الشيطانى الذى جرى تنفيذه.. خطوات مهمة ومتسارعة، العام الأخير، انتهت بإسقاط سوريا، وقبلها غزة، ولبنان التى باتت دولة منهكة لذلك فإن قادم الأيام، يشير إلى اقتراب الأطماع والتهديدات والمخاطر، أو قل تنشيطها بشكل واضح، فلم يعد إلا مصر العقبة الصلبة التى تقف أمام مخطط الشيطان، بعدما تهاوت دول مهمة فى السنوات الماضية، لكن ما يبعث فى النفس الطمأنينة والثقة فى قوة وقدرة مصر على النجاة وعبور هذا المخطط هو إدراكنا المبكر على مدار السنوات الماضية أن المواجهة قادمة لا محالة ولذلك استعدت جيداً وامتلكت زمام القوة والقدرة، ليس هذا فحسب، ولكن تتعامل بحكمة وثبات مع ما يحدث من أطماع وتهديدات وحرائق، وطوق النار الذى يحيطها وكأنها فى جزيرة كل ما حولها ليست مياهاً ولكنها نيران، ومع تداعيات الأيام الأخيرة من غزة إلى لبنان إلى سوريا، هناك أهداف تتحقق لقوى الشر وفق المخطط الذى تمت هندسته والبدء فى تنفيذه على مدار العقود الثلاثة الأخيرة.. لذلك فى ظنى أننا اقتربنا من المواجهات الحاسمة، كما جرى على مدار السنوات والأيام الأخيرة، لم يكن على الإطلاق صدفة، لكن مصر ليست كغيرها من الدول فهى حالة شديدة الخصوصية صلبة، عصية، يحسب لها ألف حساب تأخذ تحركاتها وحساباتها بكل وعى ودقة، وتدرك ليس كل من يصافحك ويبتسم فى وجهك هو صديق مخلص، فربما يكون هو رأس الأفعى الذى ينفذ مخطط الشر كونه أداة ومريضاً بالأوهام، مصر تعرف كل شيء، وتعى ما هو فى عقل المؤامرة والمخطط، وتثق فى ربها، وقلت فى الجزء الأول من هذا المقال من الواضح أن وتيرة تنفيذ المخطط، أو المشروع الشيطانى أو الشرق الأوسط الجديد تبدو متسارعة.. وأن كل حريق فى المنطقة له أهدافه، فالفوضى الخلاقة والربيع العربى لم يكن عملاً عبثياً أو صدفة، «السد الأثيوبى» لم يكن أيضاً عملاً اعتباطياً أو تنموياً لأن الهدف هو مصر وما جرى فى غزة عقب ساعات من طوفان الأقصى والتدمير وحرب الإبادة فى القطاع لم تكن صدفة، وإشعال البحر الأحمر، وضرب قناة السويس لم يكن صدفة، والحرب الأهلية فى السودان هى مؤامرة تستهدف مصر ومحاولات استعادة الفوضى فى ليبيا مع تطبيق السيناريو السورى يجرى الإعداد له، ولم يكن ضرب لبنان وجنوبها، وإسقاط سوريا فى أيدى الميليشيات الإرهابية إلا جزءاً مهماً فى المخطط الشيطاني، إذاً النيران تقترب أكثر، والبجاحة ستكون أكثر حدة، والاستهداف سيكون مباشراً، وهنا أقول الدولة المصرية فى أزهى وأعلى قوتها وقدرتها وتماسكها، واصطفافها، دولة قوية متينة، لديها مقومات الردع والحسم، لن تتسامح مع محاولات الاقتراب أو المساس بأمنها القومي، فقد رفضت مصر أن تركع أو ترضخ أو تقبل التنازل أو التفريط فى حبة رمل مصرية، ولابد أن يعرف هذا الشعب أن سيناء هى المطلوبة، واصطفاف وإسقاط مصر هو الهدف، لذلك علينا كشعب أن نكون فى أعلى درجات الوعى والفهم والإرادة والتماسك والاصطفاف خلف القيادة والجيش، وعدم الالتفاف لحملات الأكاذيب والتشكيك التى سوف تتصاعد والتشويه الممنهج، لأن سر النصر دائماً هو فى قوة هذا الشعب، فالدولة المصرية ومؤسساتها وجيشها فى أعلى درجات الجاهزية يبقى أن تكون خلف الوطن، لأن المعركة معركة وجود معالمها مشروع الشيطان الصهيو ــ أمريكى فى شرق أوسط جديد تعاد صياغته، وتقسيم دوله.
بعد تمكين الميليشيات الإرهابية، فى سوريا وتداعيات طوفان الأقصى المريرة على الشعب والأراضى الفلسطينية، وبعد ما جرى فى لبنان والأوضاع فيها والمخاطر التى تواجهها، وبعد ما يجرى فى السودان، وربما ما هو قادم فى ليبيا من اشعال جديد فى ظل المعطيات الجديدة بالمنطقة، وبعد ما جرى فى البحر الأحمر، فإن مصر هى الهدف والجائزة الكبري، لكن هذا هو قدر مصر، دائماً تتحطم على يديها المؤامرة، فمن يقرأ التاريخ البعيد والقريب يدرك هذه الحقيقة، لأنها عصية صلبة، متماسكة، لا تعانى من ثغرات ونقاط ضعف غيرها من الدول، شعبها استثنائى على قلب رجل واحد، يتمتع بأعلى درجات الوعى والفهم لما يحاك لها، فى أعلى درجات الاحتشاد والاصطفاف وعندما يدرك أو يستشعر أن الوطن فى خطر يهب مثل الطوفان، وينتفض مثل المارد، وينسى كل شيء من أزمات ومعاناة، ويلتف حول وطنه وقيادته وجيشه، وعلى استعدادات يحارب ويفتدي، ويتحول الـ 107 ملايين مواطن مصرى إلى جيش جرار، فقوى الشر لا تجرؤ على مهاجمة دولة قوية قادرة، شعبها على قلب رجل واحد، جيشها فى أعلى درجات الجاهزية والقوة والقدرة، وقيادتها تدير الأمور أعلى درجات الحكمة والفهم والاستباقية، وقارئة منذ وقت طويل لكل ما يحدث، واستعدت بشكل يفوق هذه التهديدات.. دعونى أطرح السؤال الأشمل، لماذا هذه الحرب الشرسة على مصر، واستهدافها بكافة صنوف وأنواع الحروب مثل الفوضى والإرهاب وحملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه، ومحاولات هز وضرب الثقة بين الشعب وقيادته، وحكومته، وتشويه النجاحات والإنجازات، والحقيقة التى لا ريب فيها أن عملية بناء القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة على مدار سنوات هى من صنعت الفارق وجعلت الدولة المصرية تقف على أرض شديدة الصلابة فى مواجهة التهديدات والمخاطر، وحققت رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى التى استشرفت المستقبل وقرأت خارطة التهديدات والمؤامرة على مصر أهدافها وجدواها فى تحصين الدولة الوطنية المصرية، كما أن حملات الأكاذيب فشلت فى تزييف وعى المصريين أو تحريكهم، وهو الرهان الخاسر لقوى الشر وأبواقها، الذى لم ولن يفلح خداع هذا الشعب العظيم.
مصر ليس لديها شيء تخشاه أو تخاف منه لكنها فى ذات الوقت تدرك جيداً أنها الهدف الرئيسى لقوى الشر والمؤامرة، وأن استهدافها فى قادم الأيام سوف يتصاعد بالأكاذيب والتشويه والابتزاز والضغوط، والحصار الاقتصادي، والمساومات ومزيد من الإشعال فى جوارها، لكن كل ذلك لن يحقق أى شيء، ولن تتحقق الأهداف الشيطانية لقوى الشر فى مصر، وهى ليست مثل غيرها لقمة سائغة، أو سهلة، بل عصية، موجعة وسر قوتها فى هذا الشعب العظيم، وهو دائماً من يصنع الفارق بوعيه وفهمه أن مصر مستهدفة، يراد لها السقوط والضياع، ويعى جيداً أنه هو من سيدفع الثمن لأنه يدرك حقيقة ونوايا وأهداف وخداع المشروع الشيطاني.. وما جعل مصر أيضاً عصية قوية وقادرة محصنة برعاية وحماية ربها ثم رؤية القيادة السياسية واستشرافها للمستقبل التى سارعت منذ أن تولت قيادة هذا الوطن العظيم بالقيام بأكبر وأعظم ملحمة لبناء القوة والقدرة الشاملة بناء جيش وطنى عظيم قوى وقادر شهد أكبر عملية تطوير وتحديث وتزويد بأحدث منظومات القتال فى العالم لحماية أمنه القومي.. جيش يحمى ويدافع ولا يعتدى على أحد، هو جيش كل المصريين ومن نسيجهم الوطنى ومصدر فخرهم واطمئنانهم، وأيضاً بناء القدرة الاقتصادية والتنموية الشاملة فى كافة القطاعات ولعل إعلان الرئيس السيسى أن مصر قطعت شوطاً كبيراً فى الإصلاح الاقتصادى الشامل تشير إلى أن المصريين سوف يحصدون الثمار وأن المعاناة من تداعيات الإصلاح والأزمات والصراعات الإقليمية والدولية قاربت على الانتهاء.. وبات لمصر اقتصاد مرن وقادر، وواعد، وقدرة على جذب الاستثمارات وخفض معدلات الاستيراد، والحاجة إلى العملات الصعبة فى ظل تطوير وتوطين الصناعة، لذلك أقول إن من يعتقد أن مصر تخشى شيئاً فهو واهم ولا يعرف مصر وشعبها وجيشها، وقيادتها.
تحبا مصر