وماذا يخبىء لنا العام الجديد من مفاجآت..!!
فى يوم واحد.. وقبل ساعات من نهاية عام 2024 فإن الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر ودع الحياة عن عمر يناهز المائة عام بعد مسيرة حافلة فى الحياة السياسية والعامة.
وفى نفس اليوم وعلى مسافة بعيدة جدًا من الولايات المتحدة الأمريكية رحل عن دنيانا أيضا مطرب الأغنية الشعبية فى مصر أحمد عدوية عن عمر يناهز الـ79 عامًا.. وما بين كارتر وعدوية تدور عجلة الحياة بكل معانيها ومتغيراتها ومتاعبها وتقلباتها وتعقيداتها وتداخلاتها.
فالحكاية تبدأ من البيت الأبيض وفى فترة رئاسة جيمى كارتر للولايات المتحدة الأمريكية فى الأعوام ما بين 1977 ــ 1981 حيث كان الرئيس «الطيب» لأمريكا حريصًا على أن يحل السلام فى العالم وقام بممارسة الضغط على رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجن لقبول اتفاقية أو معاهدة السلام مع رئيس مصر أنور السادات فى منتجع كامب ديفيد وذلك عام 1978 فى حدث تاريخى حصد بعده السادات وبيجن جائزة نوبل للسلام.
وكان السلام الذى بحث عنه كارتر يعنى بالنسبة لتوقعات المصريين أن الرخاء قادم وأن المساعدات الأمريكية لمصر ستجعل من الصحراء جنة وأن القادم أفضل فى ظل نهاية عصر الحروب.
> > >
وعشنا الحلم.. حلم الرخاء ما بعد السلام وتحولنا إلى سياسات انفتاحية اقتصادية.. وظهرت المدخرات التى تحت البلاطة وبدأنا نعيش أيضا الحلم الأمريكى فى منزل وقطعة أرض زراعية لكل خريج وسافر السادات إلى قسطل وأدندان على الحدود المصرية ليحتفل مع أبنائه الذين تسلموا الأراضى الجديدة لبدء غزو الصحراء وأرضنا التى ستصبح جنة.
وكان ممكنًا أن تكون هناك نهايات سعيدة للحلم.. كان ممكنًا أن نبدأ مرحلة جنى الثمار مبكرًا.. ولكن السادات أزعجهم عندما بدأ يتحدث عن الشراكة الاستراتيجية الكاملة.. عن دور لمصر كشريك استراتيجى لأمريكا لا يقل عن دور إسرائيل فى المنطقة.. وآثار مخاوفهم أن يتعاظم دور مصر وأن يبدأ السادات فى فرض ملامح دور جديد فى المنطقة فتحالفوا مع القوى الدينية التى كان السادات نفسه هو من اخرجها من القمقم.. وقرروا التخلص منه واغتالوه.. وبدأوا مرحلة التعامل مع مصر وفقًا لمعايير جديدة وصلت إلى تحالفهم مع الإسلام السياسى بعد أن اسقطوا نظام مبارك الذى وقف أمام سياسات الشرق الأوسط الجديد الذى كانوا قد بدأوا التخطيط له وحاولوا ادخالنا فى دوامة لا تنتهى من المشاكل الحياتية والقضايا الاقتصادية بهدف تحجيم دور مصر وإرهاقها داخليًا.
> > >
وأين كان أحمد عدوية.. وما علاقته بكارتر..! كان عدوية فى مصر يغنى زحمة يا دنيا زحمة.. زحمة وماعدش رحمة.. وكان يتحدث عن الموقف الشعبى التلقائى فى العقل المصرى فى كل القضايا «ما بلاش اللون ده معانا.. هاتتعب قوى ويانا».
وصحيح أنها أغنية لا علاقة لها بالسياسة ولا بالصراعات والمؤامرات السياسية ولكن لها كل العلاقة يفكر ومنهج ابن البلد.. بلاش اللون ده معانا.. خليك صريح.. خليك واضح.. خليك عارف احنا مين وفين..!
و«ما بلاش اللون ده معانا» فى كل ما يحاك ضدنا من مخططات ومن سيناريوهات معدة لمستقبل هذا الوطن.. فلا الأمريكان.. ولا الانجليز الذين هم وراء كل البلاوى والمؤامرات سوف يحددون مصيرنا.. ولا أحد يملك قرارنا إلا شعبنا ولا أحد فى مقدوره التأثير واختراق وحدتنا وضغوطنا الداخلية ولا أحد يستطيع خداعنا والتلون معنا وعلينا.. نحن نعرف من هم الأصدقاء ومن هم الاعداء.. من يقدم الحماية لأعداء الوطن.. ومن يستضيفهم.. ومن يقوم بتمويلهم.. ومن يخطط لهم.. نغفر ولكن لا ننسي.. ولن ننسى أبدًا أن بريطانيا على سبيل المثال قد احتلتنا لسنوات طويلة وأنها لابد أن تعترف بخطأ ومسئولية الاحتلال وأن تقدم تعويضًا عن ذلك.. و«ما بلاش اللون ده معانا» للصبر حدود.
> > >
ويا أيها العام الجديد ماذا تحمل لنا من مفاجآت..؟!
إن هناك توقعات وأمنيات ورغبات ودعوات.. وأفضل البدايات هى التى تحمل التفاؤل والخير.. أفضل البدايات هى أن ندرك أن شيئًا لن يتغير إلا إذا تغيرنا.. تغيرنا فى تحدياتنا من أجل المستقبل.. فنحن مازلنا نصارع الظروف من أجل تجاوز أزمتنا الاقتصادية.. ونحن مازلنا نحاول الخروج من عنق الزجاجة.. ونحن مازلنا فى انتظار جنى الثمار.
ولكى يتحقق هذا ولكى يكون العام سعيدًا فلا سبيل لذلك إلا بالعمل.. بزيادة الانتاج بزيادة الصادرات.. بتقليل النفقات.. وبزيادة عائدات السياحة وتحويلات المصريين من الخارج.. وبتقليل الواردات.. والقضية لا تتعلق بالأفكار فقط.. القضية تتعلق بما حولنا من صراعات وحروب وتهديدات.. القضية سياسية أمنية تتعلق بالذين يخططون لمستقبل العالم وكيف يريدون شكل المنطقة.. وتوجيهاتها ومحاورها.. والقضية هى قضيتنا قبل أن تكون قضية أمنيات وتوقعات.. انها قضية وجود ومصير ووعي.
> > >
واخرج من كل هذا الإطار لاكتب عن نجم النجوم عن فخر مصر والعرب عن أسطورة عام ينقضى وعام سيأتي.. عن ابن بلدى محمد صلاح الذى قام وحده بغزو بلاد الفرنجة والذى اقتحم العقل الغربى من أوسع أبوابه فغنوا له وتغنوا به وكتبت عنه الديلى ميرور تقول إنه الأعظم على مر العصور.
وربنا يحرسك يا ابني.. عرفت طريق النعمة فحافظت عليها فبارك الله فيها وفيك.. عرفت طريق التواضع فرفع الله من قدرك ومن شأنك وعرفت أن المال مال الله فزادك الله من المال أضعافًا مضاعفة.. وعرفت أن الصدق مع النفس والمصالحة مع الذات هى الباب لاقتحام كل القلوب فأحبك الناس وفتحوا لك أبوابهم.. فكنت خير سفير لنا.. أسطورة قد لا تتكرر أبدًا.
> > >
وأخيرًا
>> لا يهدم المودة إلا ثلاثة كثرة الخطأ وكثرة الكذب وقلة الاهتمام.
>> ومن داس ألمه علا شأنه
>> وفى الحياة أشياء كتبت لنا لا نستطيع أن نغادرها.. تبقى فى داخلنا حتى لو قررنا الابتعاد عنها.
>> وفى الصيف نشتاق لنسمة باردة وفى الشتاء نشتاق ليوم دافيء.. هكذا هى حياتنا شوق دائم لمن هو غائب.