عشنا حلم إحراز أول ميدالية اولمبية فى كرة القدم خلال أولمبياد باريس 2024 ، ولكن استيقظنا على كارثة كروية أو بمعنى أدق فضيحة كروية بكل المقاييس عقب الخسارة من المنتخب المغربى بنصف دستة أهداف مع الرأفة فى مشهد عبثى لا يليق بتاريخ الكرة المصرية. الهزيمة الكارثية التى تعرض لها منتخبنا كانت قاسية للغاية على الجمهور المصرى الذى كان يمنى نفسه بتحقيق إنجاز كروى سواء بالميدالية البرونزية، وحتى إذا لم تتحقق الميدالية ان تكون النهاية مختلفة والاكتفاء بالمركز الرابع بخسارة مقبولة، أو بمعنى أدق خسارة طبيعية ولكن بهذه الصورة فهو أمر كارثى بكل المقاييس. ورغم قسوة المشهد والنهاية الحزينة، إلا أننا كنا فى حاجة اليها لانها الوحيد لكى نصحح اخطائنا الكروية، وان نعلم جيداً ان المنتخبات أهم من الأندية وليس العكس . الدرس لم ينته بعد ويجب علينا ألا نغلق « الكراريس « ولكن علينا مراجعة كل سطر من سطور الدرس مهما كانت قسوته، لاننا لو اغلقناها لن نستفيد من اخطاءنا وخطايانا الكروية التى لا تعد ولا تحصي. علينا ان نستفيد من هذه الكارثة الكروية وان نعرف جيداً أن التخطيط السليم والتأسيس السليم للاعب كرة القدم والعمل الجاد وليس «الفهلوة» والاهتمام بالمنتخبات يبقى فوق كل شيء لأن الهدف من إقامة الأندية وتنظيم المسابقات المحلية هو خدمة المنتخبات الوطنية، وانه لا صوت يعلو على صوت المنتخبات . ولكن ما يحدث فى مصر ان الأندية ترى نفسها فوق الجميع وفوق مصلحة المنتخبات والدورى أهم من منتخب يحمل اسم مصر فى أكبر حدث رياضى وهو دورة الألعاب الأولمبية. الدرس لم ينته وعلينا ان نعرف انه لا سبيل لتطوير الكرة المصرية سوى بالاهتمام باللاعب من الطفولة وان يكون الاختيار صحيحاً وان يكون الاهتمام باللاعب من قطاع الناشئين من أجل ان تكون لدينا أجيال وأجيال من اللاعبين المميزين. الدرس لم ينته بعد لأن المطلوب من اتحاد الكرة التخطيط الجيد والعلمى للكرة المصرية وان تكون هناك خطة مستقبلية لسنوات طويلة الهدف منها تطوير اللعبة خاصة أننا نصرف ملايين الدولارات فى قطاع كرة القدم ولكن للأسف النتيجة كارثية.