إسرائيل تقول إن الميليشيات الإرهابية التى اسقطت نظام بشار الأسد واسقطت سوريا تحمل نفس الأفكار الجهادية التى تتبناها حركة حماس وأنها تخشى على آمنها من استهدافات هذه الميليشيات الإرهابية هل رأيتم بحاجة وكذبًا وخداعًا أكثر من ذلك فإسرائيل هى من دعمت ودربت وجهزت هذه الميليشيات الإرهابية لتحقيق أهدافها فى تدمير سوريا وقدراتها وتحويلها إلى مجرد ذكريات دولة كانت موجودة فى المنطقة، إسرائيل وحلفاؤها هم من يحركون هذه الميليشيات الإرهابية وبعد أن نفذت هذه الميليشيات المخطط «الصهيو ــ أمريكى» فى سوريا اتجهت إسرائيل للبند الثانى من المؤامرة، وهذه صناعة ذريعة للهجوم على سوريا وتدمير قدراتها وإخراجها تمامًا من المعادلة العربية، وتحويلها إلى دولة بلا أنياب بلا جيش، بلا قدرات عسكرية بذريعة وحجة إن الميليشيات الإرهابية التى هى فى الأصل تدار بـ«ريموت» إسرائيل تمثل تهديدًا لأمنها، وخشية أن تقع هذه الأسلحة فى يدها لأن لديها نفس الأفكار الجهادية والعدوانية التى تتبناها حركة حماس طبقًا لمزاعم إسرائيل.. وبالتالى تخلق لنفسها أمام العالم ذرائع وحججا ومبررات لتدمير القدرات العسكرية السورية، وقد حدث بالفعل فعلى مدار الأيام الماضية يتواصل القصف والهجوم الجوى غير المسبوق لجيش الاحتلال على مواقع الجيش السورى سواء المطارات الجوية وتدميرها بالإضافة إلى الاجهاز على المقاتلات، والمروحيات والطائرات الحربية السورية، وليس هذا فحسب بل استهداف وتدمير مواقع ومنظومات الدفاع الجوى، وأيضا تدمير القوات البحرية السورية فى سواحلها، وقصف سفنها ومدمراتها فى مشهد يدعون للحزن والأسى لكل مواطن عربى، غيور على هذه الأمة التى تتهاوى بعض دولها وتسقط، وكل ذلك لصالح الكيان الصهيونى، الذى يريدها أمة مثل الفريسة السهلة وهو ما يؤكد خيانة الجماعات والميليشيات الإرهابية التى تتاجر بالدين وتتستر بعباءته، وتخدع الناس بشعاراته.
نعود للوراء قليلاً مع بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة لنقرأ الخطاب والموقف المصرى الذى أكد عليه
الرئيس عبدالفتاح السيسى ورفضه تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين أو الحديث بأى شكل من الاشكال عن توطينهم فى سيناء لأن ذلك بمثابة تهديد للأمن القومى المصرى بخلق بؤر للتوتر، فطبيعة الحال طبقًا للمفهوم المصرى أن أى حبة رمل من أراضى سيناء وأن أى محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء ستواجه بحسم وأن ذلك خط أحمر ولا يمكن التهاون معه لكن أتوقف عندما تحدثت عنه مصر من أسباب رفضها القاطع والحاسم للتهجير والتوطين، أن انتقال أو تهجير وتوطين الفلسطينيين فى سيناء سينقل عمليات المقاومة إلى سيناء لتوجه إلى إسرائيل، وهى بمثابة بؤرة توتر وإن إسرائيل أو الكيان الصهيونى سيجد ويخلق الذرائع للرد على هذه العمليات إلى داخل سيناء، وبطبيعة الحال مصر لن تسكت وهنا مكمن الخطر، والتهديد لأمننا القومى، وهو نفس السيناريو والذى وقع الآن فى سوريا، إسرائيل التى دعمت وجهزت وسلحت الميليشيات الإرهابية تقول الآن إنهم مصدر تهديد لأمن إسرائيل وبالتالى خلق ذرائع لتدمير القدرات السورية واحتلال أجزاء من أراضيها قال نتيناهو إنها ستكون إلى الأبد إسرائيلية وبطبيعة الحال لن تستطيع سوريا لا عسكريًا أو سياسيًا أو دبلوماسيًا استعادة أراضيها المحتلة لأنها باتت بلا قوة أو قدرة ولا جيش.
لذلك على المصريين أن يدركوا قيمة وعظمة ما حققه الرئيس عبدالفتاح السيسى من انجاز فريد وتاريخى بتطهير سيناء من الجماعات والميليشيات الإرهابية، والقضاء على الإرهاب لأن هناك سيناريو شيطانيا وصهيونيا كان معدا لمصر وسيناء، احبطه جيش مصر العظيم، وأيضا الرافض القاطع للرئيس السيسى بتهجير الفلسطينيين وتوطينهم فى سيناء وحتى يفهم أصحاب الحماسيات والشعارات والعواطف أن الدول العظيمة مثل مصر لا تدار بالشعارات والعواطف، وأن هناك شرفاء وعظماء فى هذا الوطن، ودولة عظيمة لها مؤسسات عصرية تقرأ مبكرًا وبشكل استباقى ما يدور فى عقل المؤامرة المريض، ويعرف منذ زمن تفاصيل المخطط «الصهيو ــ أمريكى» واتخذت مواقف حاسمة، وحققت انتصارات عظيمة وامتلكت الرؤية واستشراف المستقبل فى بناء القوة والقدرة الشاملة، ومكنت شعبها من الوعى والاصطفاف.
مصر فى بيانها دعت أبناء الشعب السورى إلى تكاتف الجهود لتدشين عملية سياسية شاملة ذات ملكية وطنية سورية خالصة دون املاءات أو تدخلات خارجية تحافظ وتدعم وحدة واستقرار سوريا وشعبها بكل مكوناته وشرائحه وتتبنى مقاربة شاملة وجامعة لكافة القوى الوطنية السورية وتنسجم مع المستقبل وإعادة بناء مؤسسات الدولة فى سوريا الشقيقة وعودتها لاستعادة المكانة التى تستحقها فى النظامين العربى والدولى وأكدت مصر حرصها على التواصل مع الأشقاء فى سوريا وبذل كل الجهد لانجاح العملية السياسية الشاملة التى تحقق طموحات الشعب السورى الشقيق وتقطع الطريق على أى محاولة لاستغلال الاوضاع الحالية للمساس بسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها.
موقف مصر عظيم سواء فى هذه اللحظات الفارقة أو على مدار سنوات ماضية، فقد استقبلت اللاجئين السوريين وعاملتهم مثل المصريين ورفضت أن يعيشوا فى مخيمات، ولكن انصهروا فى النسيج الوطنى، ويحظوا بنفس الحقوق وقد نجحوا فى ممارسة أعمالهم وتجارتهم ولعل كلمات الشكر والتقدير التى تنطلق من أبناء الشعب السورى الشقيق لمصر تعبر عن الموقف العظيم لمصر وشعبها تجاه الاشقاء الذين عاشوا ويعيشون بيننا دون أن يشعروا بأنهم لاجئون، بل فى وطنهم الثانى مصر، وهى الحريصة على وحدة وأمن واستقرار الدولة السورية ولديها مخاوف على مستقبلها من الإملاءات والتدخلات الأجنبية والإملاءات الخارجية فى هذه اللحظات الدقيقة، وتدعو الشعب السورى بكل أبنائه إلى اطلاق عملية سياسية شاملة تحقق أهداف وتطلعات جميع أبناء وفئات الشعب السورى فى إطار المستقبل الأفضل الذى تتمناه مصر لسوريا وشعبها الشقيق.
وللحديث بقية.
تحيا مصر