لا حديث اليوم إلا عن الأمن القومى.. الشعب المصرى بكل طوائفه مع قرارات القيادة السياسية، فى أن مصر للمصريين، وسيناء لن تكون وطناً بديلاً للفلسطينيين.. اليوم تقف كل طوائف وأطياف وفئات المجتمع المصرى صفاً واحداً ضد مخططات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الصامد عن أرضه.. لا صوت يعلو فوق صوت التلاحم والاصطفاف الوطنى.. واحدة من أهم القرارات المصيرية فى تاريخ مصر.. نحن لا ندق طبولاً للحرب ولا نعادى أحداً.. ولكننا لا نقبل استفزازاً يتعلق بالكرامة الوطنية.
مصر دائماً وأبداً راعية للسلام وقوة إقليمية لها قدرها وثقلها، ولا تقبل التهديد أو المقايضة على أمنها القومى.. مصر التى حاربت وانتصرت بقوة السلاح واستعادت كامل أراضيها بالسلام، لم ولن تفرط فى حق الشعب الفلسطينى والأراضى الفلسطينية ولا أمنها القومى.
مصر لن تساوم على أمنها القومى ولا على القضية الفلسطينية، التى دفعت من أجلها أثماناً باهظة من أرواح أبنائها منذ عشرات السنين.
يريدون محو اسم فلسطين جغرافياً.. يريدون تصفية كاملة للقضية الفلسطينية.. يبحثون عن طريقة لمكافأة إسرائيل، بعد أن دمرت غزة، بدلاً من البحث عن طريقة لإعمار غزة وإعادة سكانها إليها.
أيها العالم الصامت، هل هناك من يقبل بالتهجير القسرى لشعب من أرضه ووطنه؟!.. هل هناك من يقبل بمكافأة المحتل بتصفية أصحاب الأرض؟!
أيها العالم الصامت، إنها ليست قضية الشعب الفلسطينى وحده.. إنها قضية العدل والعدالة.. إنها قضية الأمن والاستقرار فى العالم.. إنها القضية التى تعنى أن كل شىء أصبح مستباحاً ومباحاً.. اليوم لا تحدثنى عن القانون الدولى، ولا عن منظمات حقوق الإنسان التى حولتموها إلى غابة الكلمة فيها للأقوى.
>>>
إن التاريخ يذكر أن الشعوب التى تركت أراضيها، لم تعد لها مرة أخرى، كما حدث فى نكبة 1948 عندما تم تهجير آلاف الفلسطينيين ولم يتمكنوا من العودة إليها مرة أخرى حتى الآن.. ومصر لم ولن تسمح بتكرار هذا النموذج مرة ثانية.. مصر لم ولن تكون طرفاً فى هذا المخطط الشيطانى.. لذلك فإن الرد المصرى قيادة وشعباً رد قاطع ومصر ستظل تقف بحزم مع حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره، وقيام دولته مهما كانت الإغراءات أو التهديدات.
>> خلاصة الكلام:
قولاً واحداً إن الأمر جد خطير، يهدد الأمن القومى العربى بمفهومه الشامل، وهذا يستلزم موقفاً عربياً موحداً للدفاع عن القضية الفلسطينية.. وإذا لم يجتمع القادة العرب الآن ويتخذوا قراراً جماعياً برفض أفكار التهجير وتصفية القضية الفلسطينية والمضى فى حل الدولتين، وإذا لم تستخدم كل أدوات القوة والضغط العربية الآن، فمتى يمكن أن تستخدم؟!.. إذا لم يسارع العرب بإظهار وحدتهم والتعبير عن موقف جماعى موحد، فمتى سيكون الموقف والكلمة والمسئولية إذن؟!.. وماذا ينتظرون؟!
إن مخطط تدمير الدول العربية مستمر والأمر يستلزم إعلاناً صريحاً وموقفاً حازماً وحاسماً من القادة العرب، بأنهم وفى هذه المرحلة الخطيرة يد واحدة فى معركة الوجود.. معركة المصير.. معركة الكرامة العربية.. فهل يفعلها القادة العرب، حفاظاً على ما تبقى من الكرامة العربية والشعوب العربية؟!، أتمنى.