ما يحدث فى العالم من صراعات وأزمات تحيط به يؤكد اننا اصبحنا على حافة كارثة وابواب حرب عالمية ثالثة، فاذا اتجهنا لما يحدث فى منطقة الشرق الاوسط والعدوان الاسرائيلى الغاشم على غزة ولبنان، وان استمرار العدوان الاسرائيلى يخاطر باستمرار توسيع رقعة الصراع بما يتسبب فى تأجيج الأوضاع فى الإقليم، وما يحدث من حرب روسية اوكرانية والتخوف من استخدام السلاح النووى عقب التقارير الاخيرة التى تفيد بسماح إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى لضرب عمق الأراضى الروسية، وهو ما حذر الكرملين من ان تلك الخطوة من شأنها أن «تصب الزيت على النار» فى النزاع.
هناك ضرورة لتفعيل آليات المحاسبة الدولية، ومطالبة الأطراف الفاعلة بالمجتمع الدولى بتبنى موقف حازم تجاه العدوان الاسرائيلى وجرائمه المشينة، وإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى ووقف حربها غير العادلة وغير المبررة على قطاع غزة ولبنان.
المجتمع الدولى عليه مسئولية كبيرة للسعى الجاد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والا سيكون الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى سيظل حبيساً لحلقات دائمة من العنف، ومواصلة السعى نحو حل الدولتين، فهذا هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق إذا أردنا تجنيب المنطقة ويلات الحروب والصراعات، فنأمل ان تشهد الفترة المقبلة انهاء لما مرت به القضية الفلسطينية من معاناة على مر السنوات الماضية دون التوصل لحل وان تكون اقامة الدولة الفلسطينية هو عنوان المرحلة القادمة.
الممارسات والإجراءات الإسرائيلية لن تستطيع كسر ارادة الشعب الفلسطينى ومهما كانت الاستفزازات المتكررة ولكن هذا الشعب لن يتخلى عن ارضه وسوف يظل بها حتى إعلان اقامة دولته، فان ما يحدث فى غزة والضفة الغربية من ممارسات عدوانية اسرائيلية من قتل ودمار باحدث الاسلحة كل يوم مشاهد لما نراها على الاطلاق.
هناك أهمية كبيرة للحفاظ على استقرار لبنان، والعمل على وقف إطلاق النار فى لبنان ووقف العدوان الإسرائيلي، وأهمية انتخاب رئيس توافقى للبنان لإنهاء أزمة الشغور الرئاسى دون إملاءات من أطراف خارجية، كما ان هناك ضرورة للتنفيذ الكامل غير الانتقائى للقرار الأممى 1701.
إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلى المقال يوآف جالانت، بخصوص ارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فى قطاع غزة، هو امر جيد للغاية ونأمل ان يتم تطبيقه فى اسرع وقت من خلال انه فى حال سفرهما خارج اسرائيل يتم اعتقالهما فى أى دولة من الدول الموقعة على اتفاقية روما وعددهم 124 دولة وتسليمهم الى المحكمة الجنائية الدولية.
اهمية كبيرة من اجل تدخل المجتمع الدولى للتحرك العاجل من أجل الحث على إعلاء صوت العقل لمنع كارثة قريبة للغاية، والعمل على وقف التصعيد والتوترات فى العالم، والتوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار وضمان النفاذ غير المشروط للمساعدات الإنسانية دون عوائق، وللاسف الشديد فان المجتمع الدولى أضحى عاجزا عن الدفاع عن أبسط قيمه ومبادئه الإنسانية نتيجة لازدواجية معايير فاضحة.