لا شك ان سقوط طائرة الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان ووفاتهما يشكلان حادثاً مأساوياً بالنسبة لإيران، وهو يثير الكثير من التساؤلات حول ما ستكون عواقبه وتأثيراته المستقبلية على طهران. فسقوط طائرة «رئيسى» ليست مجرد حادثة عابرة، بل هى حدث يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستقبل إيران وعلاقاتها الدولية.
من المرجح أن يؤدى هذا الحادث إلى زيادة الضغوط الدولية على إيران، سواء كانت على صعيد العلاقات الدبلوماسية أو العقوبات الاقتصادية. وهو ما قد يتطلب من الحكومة الإيرانية التعامل بحذر وتبنى سياسات تهدف إلى تهدئة التوترات وتقوية الثقة الدولية.
أيضا قد يؤدى سقوط المروحية إلى فقدان الثقة العامة فى الحكومة الإيرانية، وخاصة إذا كان هناك اتهامات بالتستر أو إخفاء الحقائق، وهو ما قد يؤدى إلى تصاعد التوترات داخل طهران وتنامى الانتقادات للنظام السياسي.
على الصعيد الاقتصادي، قد تؤثر الأزمات السياسية والأمنية على الاستقرار الاقتصادى لايران، حيث قد تثير تلك الأحداث عدم اليقين بين المستثمرين وتؤدى إلى تراجع الاستثمارات الأجنبية والنمو الاقتصادي.
كذلك قد يتسبب هذا الحادث فى تدهور العلاقات بين إيران والدول الأخري، فيمكن أن يؤدى هذا التوتر إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية وزيادة التباعد بين طهران وشركائها الدوليين. ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل ان مايكل ماكوفسكي، الرئيس التنفيذى للمعهد اليهودى للسياسة الخارجية، يرى ان ايران فى مرحلة ما بعد رئيسى ستكون أكثر انشغالاً ذاتياً، ومنغمسة فى السياسة الداخلية، ما قد يؤثر على علاقاتها الخارجية.
أيضا، تنتشر التكهنات والنظريات حول السبب الحقيقى للحادث. هل كانت خللاً فنيًا فى المروحية؟ أم أن هناك عملًا إرهابيًا وراء الحادث؟ هل كانت هناك مؤامرة لإزاحة الرئيس الإيرانى عن السلطة؟. قد تكون هذه الفرضية محل تفكير اذا عرفنا اهمية الرئيس الايرانى ووزير خارجيته.. فرئيسى المرشح الأول لخلافة المرشد، وعبداللهيان المرشح الأول لخلافة رئيسي. وعلى الرغم من أن سياسة إيران الخارجية الواسعة لن تتغير، فمن المتوقع أن يؤدى الاضطرار إلى التعامل مع الاضطرابات السياسية غير المتوقعة إلى صرف الانتباه عن المعركة المتعددة الجبهات ضد إسرائيل، طبقاً لتحليل الصحيفة.
من المهم فهم أن السياسة فى إيران غير مرتبطة بشكل أساسى بالشخصيات الفردية، بل تتأثر بالعديد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية أيضًا. فمن المهم الحفاظ على الاستقرار السياسى والاقتصادى فهما ركيزة أساسية لأى نظام سياسي، وهذا ينطبق بشكل خاص على إيران، التى تواجه تحديات داخلية وخارجية متعددة.
أمام هذه الظروف، من المهم أن تتخذ الحكومة الإيرانية إجراءات فعالة لتهدئة الشعب واستعادة الثقة فى الحكومة والاقتصاد. يمكن أن تشمل هذه الإجراءات تعزيز الشفافية، وتحسين الاتصال مع الجمهور، واتخاذ إجراءات للتحقيق فى الحادث.
علاوة على ذلك، يجب على المجتمع الدولى أن يقدم الدعم والمساعدة لإيران فى هذه الفترة العصيبة، من خلال التعاطى بحساسية مع الأوضاع السياسية والاقتصادية داخلها.