أغنى أغنياء العالم وصاحب منصة «X تويتر سابقا» يتابع تغريداته ومداخلاته مليارات البشر من كافة ارجاء المعمورة، يمتلك شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية وشركة سبيس إكس لصناعة الصواريخ والأنشطة الفضائية بالإضافة إلى شركة ناشئة للذكاء الاصطناعي، دعم الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب فى الانتخابات الأخيرة بمبلغ ٢٧٧ مليون دولار بالإضافة إلى الترويج المكثف له عبر منصة إكس ومن خلال وسائل الإعلام والمنصات المختلفة، الرئيس ترامب أعلن أنه سيستعين بخبرة صديقه ماسك فى تطوير وتحديث منظومة العمل الحكومى الفيدرالى المترهل والمعقد والذى يتسبب فى خسائر ضخمة للاقتصاد الأمريكى من خلال «لجنة كفاءة الحكومة» التى تهدف إلى خفض تريليونى دولار أو أكثر من إنفاق الميزانية الفيدرالية حيث وصف ترامب ماسك بأنه «وزير خفض التكاليف».
>>>
إلى هنا والأمر يبدو طبيعيا ولا يوجد شيء مثير على الإطلاق،لكن مع الأيام الأولى للعام الجديد حدثت ثلاث وقائع نقف أمامها بالنظر والتحليل، الواقعة الأولي: الهجوم الشديد الذى شنه إيلون ماسك على كير ستارمر رئيس الوزراء البريطانى ومطالبته الملك تشارلز الثالث بحل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة للتخلص من رئيس الوزراء الحالي، ليس ذلك فحسب بل قام بالمطالبة بالإفراج عن تومى روبنسون الذى حكم عليه بالسجن لإدانته بارتكاب جرائم تحريض ضد المسلمين فى بريطانيا، ودعم صراحة نايجل فاراج رئيس حزب الإصلاح فى المملكة حيث صرح الأخير لـ BBC بأنه سيتلقى دعما من إيلون ماسك بقيمة 100 مليون دولار، واشتبك معه أندرو جوين وزير الصحة البريطانى ونصحه بعدم التدخل فى الشئون الداخلية لبلاده وذلك على خلفية التحقيقات الجارية فى المملكة والمتعلقة بانتهاكات جنسية طالت اكثر من ألف طفل بريطاني.
>>>
أما الواقعة الثانية فكانت متعلقة بتغريدة له على منصته «إكس » يؤيد فيها حزب البديل من أجل ألمانيا حيث قال «إن حزب البديل وحده القادر على انقاذ ألمانيا» بعدها كتب مقال رأى فى صحيفة «فيليت الألمانية» أوضح فيه مبرراته لدعم حزب البديل، وتحدث عن إخفاقات وفشل الحكومة الحالية فى ادارة الملفات الاقتصادية والبيئية خاصة قرار إغلاق المحطات النووية، مشيدا بحزب البديل وتوجهاته المحافظة فى قضايا الهجرة والبيئة والمناخ، ثم تحدث عن المستشار الألمانى شولتز ووصفه بالحماقة وعدم الكفاءة، وقارن بينه وبين أليس فايدل المرشحة لمنصب المستشارية ممثلة لحزب البديل الذى تصنّفه المخابرات الألمانية على انه حزب متطرف ويقف ضد التوجهات الأطلسية لحساب الروس وبوتين، أما الواقعة الثالثة فكانت مرتبطة بكندا حيث أعلن دعمه لحزب المحافظين الكندى اليميني، هذه الوقائع الثلاثة تكوِّن فيما بينها صورة كاشفة لدور ماسك الحليف الأهم لترامب وما يجمعهما من يمينية متطرفة، فلم يكتف مايك بدوره داخل الولايات المتحدة والتى ساهم فى نجاح الجمهوريين الكاسح ولكنه امتد بنفوذه إلى أوروبا وكندا ليستخدم أدواته المالية والإعلامية للتأثير على الناخبين واختيار حكومات بعينها ودعم احزاب يمينية شديدة التطرف، كل هذا ربما يقودنا إلى استشراف المستقبل السياسى القريب لماسك والذى لن يقل عن قيادة البيت الأبيض كرئيس أمريكى قادم.