فى الوقت الذى تدق فيه طبول الحرب شرقاً وغرباً وتتصاعد الانقسامات والخلافات والمشاحنات فى انحاء الكرة الأرضية وفى الوقت الذى تترنح فيه البورصات العالمية بين الصعود والهبوط وفى الوقت الذى يعانى فيه الاقتصاد العالمى أسوأ اضطرابات فى التاريخ وأبعد ما يكون عن الاستقرار منذ كورونا حتى الآن جاءت قرارات ترامب الجمركية لتفسد البقية الباقية من الاقتصاد المريض.
بدأ الرئيس الأمريكى المواجهة مبكراً فلم يمض على وجوده فى البيت الأبيض سوى عدة أسابيع ومع ذلك أشعل النيران فى المشهد الدولى وقلب الموازين ودخل معركة من أخطر الأزمات التى تواجه العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.. أمريكا بلد الحريات وحقوق الإنسان كما يزعمون قررت فجأة أن تعيد العالم لعصور العبودية بعدما انتخبت رئيساً يفرض الوصاية بالمال والسلاح ولا يعترف بالديمقراطية والعدل والمساواة ولا حقوق الإنسان تحدى معاهدات السلام وحقوق الفلسطينيين والأمم المتحدة ومجلس الأمن وأعلن أن القدس ستكون عاصمة لإسرائيل التى يدعمها بالمال والسلاح لإبادة أهل غزة وفلسطين أو تهجيرهم قسرياً.
أطلق الرئيس الأمريكى تصريحات بضم كندا والمكسيك وقناة بنما ثم أطلق سلاحه النووى فى صورة انقلاب تجارى عاصف بعدها غير منظومة الرسوم الجمركية مع كل دول العالم ودخل فى مواجهة مع الصين وتجاهل موازين العلاقات التجارية وأن الصين قوة اقتصادية وبشرية لا يستهان بها فهى الأغنى والأكثر انتاجاً وتصديراً وقوة.
أعلن ترامب الحرب الاقتصادية على الصين ولم يحسب نتائج المواجهة وهل تتوقف عند حدود المال والتجارة أم ربما تجنح إلى مواجهة عسكرية يدفع ثمنها العالم كله.
ترامب تسرع فى البداية دون أن يحسب النهاية خاصة أنه تجاهل موقف روسيا وإيران ودول شرق آسيا وكلها تدور فى فلك الصين.. قرارات الرئيس الامريكى ستدفع بلده ثمنها والعالم الذى يحاول أن يغيره سيكون ضحية قراراته التى لم يحسب نتائجها.
الرئيس الأمريكى صاحب القرارات والتهديدات التى لا تتوقف أعلن أخيرًا عن المرور المجانى للسفن الأمريكية فى قناتى السويس وبنما وهو تجاوز غير مقبول فى حق السيادة المصرية التى لا تسمح لأحد أن يهدد ثوابتها وأمنها القومى أو يفرض عليها شيئًا.