ماذا يريدون من مصر؟ سؤال يردده المصريون كلما رأوا أو سمعوا بعضاً مما يحاك ضد مصر.. استفزازها.. محاولات تركيعها.. وسعياً شيطانياً شريراً لتحجيم انطلاقتها وتقزيم دورها.. والحيلولة دون تحقيقها المستقبل الأفضل لأبنائها.
..ماذا يريدون من مصر.. هذا التحالف المنظور وغير المنظور من قوى الشر العالمية وبين الإخوان المجرمين ودعاياتهم السوداء المأجورة لتحويل صورة مصر لدى المواطن العالمى بأنها القوة الشيطانية التى تسعى لنقل الحضارة الغربية ومعاداة السامية والتصدى لكل المخططات الإسرائيلية والأمريكية والاخوانية على السواء.
..ماذا يريدون من مصر.. عندما يطلقون أبواق نباحهم بما لا يمكن تحقيقه أو تصديق خيالاته..واستعداء العالم للوقوف ضد مصر بدعوى أنها لا تترك سبيلاً لدعم قواتها المسلحة براً وبحراً وجواً.. فى انفتاح كامل بالشرق والغرب وتنويع مخطط وتقنين للسلاح يأخذ من كل دولة أفضل ما فيها.. وكأن الدفاع عن الوطن أو الشرف والعرض والكرامة صار جريمة واثما مبيناً.
..ماذا يريدون من مصر.. ومن كان يتخيل أو يصدق واحدة من تلك الأثافى التى تطلقها قوى الشر.. وأن يصدر عن رئيس أكبر دولة فى العالم تصريح موثق يطالب فيه بالسماح بالمرور الحر المجانى لسفن أمريكا التجارية والحربية عبر قناة السويس.
..والأغرب أن التبرير الذى ساقه الرئيس الأمريكى لأنه (لولا أمريكا ما كانت قناة السويس ولا بنما) وكأن قناتى السويس وبنما متماثلتان.. رغم أن الفارق بينهما شاسع وكبير.. فلا دور مطلقاً للولايات المتحدة الأمريكية فى انشاء القناة التى ارتوت فى مسارها بعرق المصريين ودمائهم وكانت فى العصور القديمة أسبق من ظهور الولايات المتحدة نفسها.. ولما كان انشاء القناة بأيادى المصريين وإشراف فرنسى لم تكن الولايات المتحدة إلا شبه دولة تسودها حروب أهلية بين السكان الأصليين والمهاجرين البيض.. والذين تحاكيهم قوة الاحتلال فى فلسطين أمس واليوم وغداً.
ماذا يريدون من مصر.. فإن مصر لم تطلب من أمريكا مواجهة الحوثيين بل إن مصر ترى أنه إذا توقفت الحرب فى غزة فإن الحوثيين سوف يتوقفون وستعود القناة إلى طبيعتها وحركتها.
..ولا غرابة فى المنطق الأمريكى الذى يتغافل عن حق مصر الأصيل فى طلب تعويض أمريكى وإسرائيلى ودولى عما اصابها من «ضرر» بالغ تمثل فى حرمانها من قرابة 7 مليارات دولار سنوياً من عائدات القناة بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية فى غزة والدعم الأمريكى غير المسبوق لها ودخول أمريكا طرفاً مباشراً فى الحرب ضد الحوثيين.. فضلاً عن الآثار والتوابع الناجمة عن الرسوم الترامبية والجمركية التى اربكت التجارة العالمية وأدت إلى تعطيلها وتقليل المرور من قناة السويس مما ساهم فى تحجيم دخلها ورسومها.
..ونسيت أمريكا ترامب ما تتمتع به مصر من استقلالية القرار ورفض الهيمنة والتبعية وحقوقها المكفولة بالقانون الدولى والمعاهدات الدولية التى تحمى كامل السيادة المصرية على القناة .
ماذا يريدون من مصر؟.. فإن هذه الدعوة المجنونة للرئيس الأمريكى ترامب بتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن والتلويح بالمساعدات الأمريكية (المتأرجحة) رغم النص عليها صراحة فى اتفاقية كامب ديفيد كجزء لا يتجزأ من الاتفاقية.. لكنه يربط (مالا يمكن ربطه عقلاً أو موضوعاً) إذ لا رابط مطلقاً بين التهجير وبين المساعدات.. لكنها محاولة الضغط على مصر وسلبها حقها فى رفض ما يتعارض مع مصلحتها القومية والمصالح العربية.. ورفضها القاطع لتهجير سكان غزة.. وتصفية القضية الفلسطينية وإبادة الشعب الفلسطينى وتحويل غزة إلى «ريفييرا الشرق» كما يحلو لترامب أن يطلق على صورتها فى خياله..
..ماذا يريدون من مصر؟ فمصر ذات وجه واحد فى السر والعلانية وأنها ترفض أن تكون طرفاً فى ظلم جديد للشعب الفلسطينى أو يمكن أن تقبل تهجير سكان غزة فى بند المباحثات.
ماذا يريدون من مصر؟ فإن مصر ومنذ اللحظات الأولى لحرب الإبادة والتجويع التى تمارسها إسرائيل فى غزة والضفة وقفت بحسم.. ورفضت السماح لمن يحملون جنسيات أجنبية من المرور عبر منفذ رفح المصرى إلا بالسماح فى المقابل بدخول المساعدات الإنسانية الكافية إلى الفلسطينيين المحاصرين فى غزة.. ورفضت قوة الاحتلال الاستجابة لمطلب مصر المتكرر وقف إطلاق النار حقنا لدماء أبناء الشعب الفلسطينى وانقاذ الاطفال والنساء والعجائز والشيوخ.. وأصرت اسرائيل على مواصلة حرب الخراب والدمار وسط صمت عالمى مريب.. وضمير دولى مات وودع حياتنا الدنيا ولا أمل إلا فى «مصر السيسى»..
..ماذا يريدون من مصر؟ وقد تكاتفت الدعاية السوداء لقوى الشر تحذر من قوة مصر وتشكلك فى نواياها وعقيدتها الدفاعية.. ويصل الكذب والبهتان الصهيونى إلى قاعات الأمم المتحدة.. ويتداولها بتناغم غريب الاعلام الإسرائيلى والأمريكى والاخوان فى تنسيق شيطانى قبل أن نراه.
..ماذا يريدون من مصر؟ وقد ادعى المندوب الإسرائيلى فى الامم المتحدة كذباً أن مصر هى من تمنع وصول المساعدات إلى الفلسطينيين فى غزة دون وجل أو خوفاً من إطلاق أكاذبيه المفصوحة والتى كذبها بنفسه الأمين العام للأمم المتحدة الذى رأى بأم عينيه من يحاصر.. ومن يمنع ومن دمر المعبر من الناحية الفلسطينية ومن يحجب وصول الدعم والمؤن والدقيق والألبان والدواء للأطفال الفلسطينيين؟