ماذا يحدث فى عالمنا العربي؟ هل فقدنا بوصلة التوجه والتوجيه.. هل صرنا خصومًا لبعضنا البعض فى أصعب الأوقات والتحديات التى تواجه دولنا العربية بأسرها.. هل أصبحنا أسودًا على بعضنا البعض حتى فى منافساتنا الكروية وحملانا وديعة فى مواجهة الأغراب..! ما الذى يحدث لنا ولماذا؟
إن متابعة عشوائية لصفحات السوشيال ميديا فى دولنا العربية ستهظر تباعدًا وتنمرًا وخلافًا وربما كراهية أيضا فى الحديث عن بعضنا البعض واستهزاءً بالمواقف وتشويها للأفعال وتنابزًا بالألقاب أيضا..
ويحدث ذلك فى الوقت الذى يتعرض فيه شعب عربى شقيق لإبادة جماعية منظمة ولتهجير قسرى لتحويله إلى شعب من اللاجئين الذين سيتحولون إلى مهاجرين بلا جنسية ولا وطن!! ويحدث ذلك دون أن تكون هناك انتفاضة عربية باستخدام كل أوراق الضغط لكى يتحرك العالم بفاعلية لوقف المأساة التى نشاهدها على شاشات التليفزيون ونتجه بعدها لمتابعة مباريات كرة القدم والتفاعل معها بشكل يفوق التعاطف مع أطفال يقفون فى الطوابير على أمل الحصول على وجبة طعام.
ويحدث ذلك فى وقت أيضاً تنتقل فيه الخلافات العربية من الإطار الاقليمى إلى محكمة العدل الدولية وحيث تقف السودان أمام الإمارات العربية المتحدة فى مواجهة قضائية بعد أن تقدم السودان بشكوى للمحكمة يتهم فيها الإمارات بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية بدعمها قوات شبه عسكرية فى اقليم دارفور (قوات الدعم السريع) وردت الإمارات ونفت هذه الادعاءات بأنها لا أساس لها من الصحة وذات دوافع سياسية ولا يوجد دليل يؤيدها..!
ووجود القضية أمام محكمة العدل الدولية هو تطور يعكس تدهوراً فى مفهوم العمل العربى الجماعى ويعنى عجزنا عن حل خلافاتنا داخل البيت العربى الواحد.. ويعنى وجود أطراف خارجية تعمل على شق الصف العربى وأياد تحريضية تعمل من وراء الستار للنفاذ إلى العقل والقلب العربى بإشعال خلافات ومعارك هى فى الأساس لا وجود ولا قيمة لها.
إننا فى حاجة لمراجعة مواقفنا.. فالعروبة هى حائط الصد وهى الأمان لنا جميعاً.. وقوة أى بلد عربى هى قوة لنا جميعاً.. وعندما تقف مصر لتقود وتتصدى وتؤكد على صلابة الموقف العربى تجاه قضية الشعب الفلسطينى العادلة فإنها تدافع فى ذلك عن الوجود العربى كله.. فهى قضية وجودية تتعلق بمستقبل المنطقة وتوجهاتها واقرأوا التاريخ جيداً قبل قوات الآوان.
>>>
ونذهب للحياة.. والحياة كما ينبغى أن تكون.. وسنوات العمر معدودة مهما طالت أو قصرت.. ولكن علينا أن نحياها بصحة وراحة بال.. وفى جامعة هارفارد الأمريكية كانوا يبحثون عن كيفية الوصول إلى عمر السبعين عاماً دون معاناة مع الأمراض المزمنة مثل السكرى وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب..!
وفى هارفارد يتحدثون عن عمر السبعين عاماً بدون مشاكل صحية.. ويؤكدون على أن الاستهلاك الأعلى للفواكه والخضراوات والبقوليات والدهون غير المشبعة ومنتجات الألبان قليلة الدسم ارتبطت بفرص أكبر للتقدم فى العمر بصورة جيدة.
وفى جامعة هارفارد يتحدثون عن الحياة بصحة وعافية بعد سن السبعين.. ولا تعليق لدينا لأنه لا جدوى من أى دراسة مماثلة.. فالمستحيل كل المستحيل الوصول إلى سن الستين وليس السبعين بدون أمراض مزمنة.. الناس عند الوصول لسن المعاش تعتبر أنها النهاية وحسن الختام.. وقولوا يارب..!
>>>
والسوشيال ميديا «هايصة» و»مقلوبة» على قصة الهولندية المقيمة فى مصر والتى طاردت شاباً «سائس» فى منطقة الأهرامات بسوط فى يدها لأنه اعتدى على «حمار» وتعامل معه بالضرب بصورة تخالف الرأفة فى التعامل مع الحيوانات.. والبوليس أيضاً يبحث عن الشاب لتوجيه الاتهام له.
والسيدة الهولندية التى تستحق كل التقدير لم تقف ساكنة أمام تجاوز فى حق الحيوان.. قررت أن تتحرك وأن يكون لها موقف وقرار.. طاردت الشاب بدون خوف.. طاردتنا جميعاً.. طاردت التردد القائم داخلنا فى تجاهلنا لهذه السلوكيات.. طاردت السلبية فى تصرفاتنا وفى أعمالنا.. وجهت إلينا درساً بأن التغيير يبدأ من داخلنا.. وبأننا وحدنا نستطيع أن نكون القانون.. قانون الانسانية الذى لا يحتاج إلى رقابة من أى جهة.. قانون الاحساس بمعاناة الآخرين.. قانون «الأدمية» الذى يعنى احترام جميع المخلوقات!! السيدة الهولندية وجهت بضرباتها بالكرباج فى الهواء أقوى الضربات للصمت والتجاهل الذى هو أساس كل المصائب..!
>>>
وجاءنى يتألم.. لقد كان جالساً فى حلقة نقاشية مع مجموعة من «الكبار» وأدلى بدلوه فى قضية من القضايا، ولم يلتفت أحداً لما يقول.. واستخفوا أيضاً به وقللوا من قيمته.. ثم تحدث أحدهم من ذوى المال والجاه وأعاد تكرار ما قاله صاحبنا بشكل آخر.. فإذا بهم.. نفس الناس ينصتون إليه إنصاتاً ويشيدون بما قاله ويعقبون عليه بالثناء والمديح..!
ويا صديقى لا تتألم.. لا تتعجب.. يا صديقى ليس ذلك غريباً.. فالمال هو اللسان لمن أراد فصاحة.. وان كنت فقيراً فاصمت فلن يستمع إليك أحد، أما إذا كنت غنياً.. فحتى حماقاتك ستبدو حكمة..!
>>>
وستبدو حماقاتك حكمة حتى وان كنت ترقص.. فالراقصة التى كانت شهيرة تقول عن سر جمالها أن ذلك يرجع إلى أنها «تتاجر مع الله.. والتجارة مع الله حلوة وجميلة قوي»..!! دمها خفيف.. مش كده برضه..!
>>>
وعندما نتابع حوارات العالم السياسية منذ أن وصل دونالد ترامب إلى السلطة فى البيت الأبيض وبدأ يحكم العالم فإنه أفضل ما يقال الآن أنك مع ترامب لن تشعر بالملل أبداً..!