مصر تبذل كل ما بوسعها لتحقيق الأمن والاستقرار
يشهد هذا الأسبوع كثيراً من الأحداث أولها زيارة الرئيس الأمريكى ترامب إلى كل من السعودية والإمارات وقطر.. والسؤال الذى يطرح نفسه، هل ستفتح هذه الزيارة باب الامل من أجل العودة لاتفاق وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى الفلسطينيين فى قطاع غزة، أم ستكون زيارة لن تغير من الأوضاع على الأرض شيئاً، بل ستزداد الأمور تعقيداً؟!
نأمل أن يكون هناك أمور إيجابية خلال الزيارة بما يؤدى إلى إنهاء الحرب على القطاع وإعادة إعمار غزة، والذى سوف تستضيف مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية مؤتمراً دولياً مهماً من أجل التعافى المبكر وإعادة الإعمار، فقد آن الأوان بالفعل من أجل الضغط على اسرائيل لوقف عدوانها الوحشى والإجرامى على الفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية والعمل على إدخال وإنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة كاملة وسريعة من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية والطبية والإنسانية، حيث يشح كل شيء هناك وأصبحت المجاعة هى العنوان السائد، وبالتالى فهل يمكن أن تكون زيارة ترامب للمنطقة طوق نجاة لوقف وإنهاء هذه الحرب التى دامت لما يقرب من عام و7 أشهر؟!
مصر تجرى اتصالات مكثفة مع كل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية لممارسة أقصى درجات الضغط على الجانب الإسرائيلى للتوقف عن هذه السياسات غير الإنسانية وغير القانونية، فالجهود المصرية تتواصل للعمل على الدفع فى اتجاه وقف المذابح وأعمال القتل والتدمير اليومية التى تقوم بها اسرائيل فى غزة، وهناك ضرورة للعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذى كان فى 19 يناير الماضى ووقف الانتهاك الممنهج للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى من خلال سياسة التجويع كسياسة ممنهجة للعقاب الجماعى على الشعب الفلسطيني، كما أن مصر تبذل كل ما بوسعها لتحقيق الأمن والاستقرار فى محيطها الإقليمي، ولا تدخر جهداً فى المساعدة على نزع فتيل التوتر وإعلاء لغة الحوار ليسود السلام بين الشعوب.
العالم عليه مسئولية كبيرة تجاه ما يحدث من ممارسات اسرائيلية تزيد من التوتر فى المنطقة وخطورة استمرار العدوان الاسرائيلى على غزة وسوريا ولبنان واليمن، ما يزعزع استقرار وأمن منطقة من أهم المناطق الاستراتيجية الكبرى فى العالم وهى منطقة الشرق الأوسط، وقد بات على المجتمع الدولى اتخاذ خطوات جادة لإنهاء كل الممارسات التى تقوم بها اسرائيل وفرض عقوبات رادعة تجاهها وان يقف بصلابة ويتخذ الإجراءات الحازمة والحاسمة لوقف هذا العدوان وسياسة التجويع الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، فهل سيتحقق ذلك خلال الفترة المقبلة أم سيظل المجتمع الدولى عاجزاً عن فعل أى شيء؟!
هناك حدث آخر يتعلق بالتحضيرات للقمة العربية المقبلة، التى ستعقد يوم السبت المقبل وتستضيفها العراق وسط تحديات كثيرة تحيط بالعالم العربى سواء سياسية أو اقتصادية، كما أن القمة ستعقد عقب زيارة الرئيس الأمريكى ترامب إلى المنطقة.. كل هذا بالتأكيد سيتطرق إليه القادة العرب خلال مناقشتهم، ومن الضرورى والمهم اتخاذ مواقف وقرارات من شأنها التأكيد على المساندة العربية للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والرفض الكامل قسرياً أو طوعياً لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم والرفض لتصفية القضية الفلسطينية، والتأكيد على ضرورة وقف الاعتداءات الاسرائيلية على الأراضى اللبنانية والسورية، وضرورة للحفاظ على وحدة وسيادة وسلامة أراضى السودان، والتوافق وتعزيز مسار الحل الليبي- الليبي، واحترام مؤسسات الدولة، بما يهدف للوصول إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن، كما أن هناك ضرورة لخروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا فى مدى زمنى محدد، وبما يحفظ وحدة وسلامة واستقرار ليبيا.
باكستان والهند عليهما أن يحكما لغة العقل والحوار والحكمة وأن تكون هى السائدة الآن، وأن يتم إنهاء التوتر القائم حالياً بينهما، حتى لا يخسر البلدان ويمتد الصراع والحرب لفترة ربما لا يستطيع أحد إيقافها.